طوّرته شركة فرنسية ليكشف فساد الأطعمة وجودة العطور والعلامات الصحية

«آراي بال».. «أنف رقمي» يتعرف إلى 500 رائحه خلال ثوانٍ

الشركة أمضت ست سنوات في تطوير تقنية «الشم الرقمي». من المصدر

طوّرت شركة فرنسية ناشئة «أنفاً رقمياً» يستند إلى تقنية «الشم الرقمي»، المبنية على خليط من الأساليب البيوكيميائية والمستشعرات الإلكترونية، والبرمجيات المدمجة، والشرائح الدقيقة، وتقنية التعلم الآلي.

ويمتلك الأنف الرقمي القدرة على تحسس واكتشاف 500 رائحة مختلفة خلال ثوانٍ، وتحليلها والتعرف إلى قوتها وجودتها، وتحديد مصدرها، وعرض ما تدل عليه، سواء كانت جودة الطهي، أو قرب حدوث مشكلة في آلة، أو فساد لأطعمة في مخازن الأغدية، أو جودة العطور، فضلاً عن اكتشاف بعض العلامات الصحية والمرضية عبر تحليل رائحة العرق والنفس، وغيرها من الأغراض.

«آراي بال»

تحمل الشركة التي طورت هذه التقنية اسم «آراي بال»، ومقرها مدينة جرونوبل الفرنسية، وقد أمضت السنوات الست الماضية في تطوير هذه التقنية، وعرضت تفاصيلها بالولايات المتحدة، على هامش خوضها جولة تمويل جديدة نظمتها شركة «سامسونغ» للاستثمار المخاطر، في 13 سبتمبر الجاري. وقد تمكنت الشركة من الحصول على سبعة ملايين يورو، استثمارات جديدة، ليصل إجمالي استثماراتها إلى 17 مليون يورو.

الشم الرقمي

ونقلت شبكة «زد دي نت» zdnet.com المتخصصة في التقنية، جانباً من هذه التفاصيل، في لقاء لها مع الرئيس التنفيذي للشركة، سام جويلومي، على هامش جولة التمويل الذي قال إن «الشم الرقمي» تقنية تعمل من خلال مجموعة من المستشعرات، تم التوصل إليها من خلال تزاوج فريد بين الكيمياء الحيوية، وتقنيات أشباه الموصلات والشرائح الإلكترونية، وأدوات التعلم الآلي، ليشكل الجميع منظومة تحاكي الأنف البشري تماماً، وتعمل مثل البصيلة الشمّية في المخ.

بصمة الرائحة

ويعتمد الجهاز في عمله على وجود مكتبة تتضمن 500 بصمة لـ500 رائحة مختلفة، ويقصد ببصمة الرائحة مجموعة بيانات ومعلومات تفصيلية دقيقة، مفهرسة ومهيكلة بطريقة معينة، تجعلها توصّف كل رائحة توصيفاً كاملاً، من حيث المواد التي تمثل مصدر الرائحة، والمواد التي تضمها وشدتها وجودتها.

وما أن تلتقط المستشعرات البيوكيمائية الروائح المحيطة بالجهاز، حتى تقوم تقنيات التعلم الآلي والبرمجيات المدمجة المضمنة في شريحة الجهاز، بتحليل وتفكيك مكونات الرائحة، وتحويلها إلي بيانات مفهرسة.

روائح متنوعة

وأكد جويلومي أن شركته أنشأت مكتبة بصمات الروائح تضم بصمات رائحة السيارات الجديدة، ودخان السجائر، والتوت، والقهوة، والديزل، والأطعمة الفاسدة، والأطعمة الطازجة، والأطعمة المطهية حديثاً، حتى الروائح المختلفة التي تنبعث أثناء الطهو، وروائح العطور، ومستحضرات التجميل، وعرق الأجساد، والتنفس، وروائح الأسماك والحيوانات، والأدوية.

وبحسب قوله، فإن الشركة أطلقت على الجهاز الذي أنتجته «نوز برو»، وصنفته على أنه «أنف رقمي»، لكونه اصطلاحاً يجمع بين وظائف الأنف البشري العادية، والأدوات الرقمية التي تضمن أداء هذه الوظائف.

تطبيقات متنوعة

وفي العرض الذي قدمه أمام المستثمرين، أشار جويلومي إلى أن شركته تمكنت من نقل أول جهاز لها إلى شركة «آي إف إف» الأميركية للعطور ومستحضرات التجميل نهاية عام 2019، وبدأ يلقى اهتماماً متزايداً من مصنعي المواد الغذائية وشركات السيارات، وصانعي الأجهزة المنزلية، لافتاً إلى أن «الأنف الرقمي» يستخدم لتحسين رائحة ومذاق القهوة، وصولاً إلى الكوب المثالي.

«الأنف الرقمي» في صناعة السيارات

سيعمل الأنف الرقمي في صناعة السيارات على اكتشاف تسرب الوقود ومشكلات المحركات بصورة مبكرة، بما يؤدي إلى تنفيذ صيانة وقائية أكثر فاعلية وأقل كلفة.

أما مصنّعو الأجهزة المنزلية وأدوات المطبخ، فهم من أكثر المجالات التي تحتاج إلى تقنيات «الشم الرقمي»، وتراوح التطبيقات بين التحكم في تلف الطعام في الثلاجة، وتقييم جودة المكونات التي تستخدمها في الطهي.

تحديد المشكلات الصحية

يمكن تحويل الأنف الرقمي إلى مكوّن من مكونات الساعات الذكية، لتصبح لدينا ساعات ذكية تدعم تقنية «الشم الرقمي»، ويمكنها تحديد بعض الأعراض المرضية والمشكلات الصحية من خلال عملية التنفس البسيطة عليها، ففي الصباح يمكنك النفخ في ساعتك لتخبرك أنك شديد التوتر، أو أن مستوى السكر لديك لا يبدو جيداً، وعليك الاتصال بطبيبك.

تويتر