خطوة تعزز كفاءة العمليات وأمن الموظفين

الذكاء الاصطناعي و«جي 5» يندمجان لإدارة المصانع والإنتاج

النظام الجديد يعد تطبيقاً حياً مبتكراً لمفاهيم الثورة الصناعية الرابعة. أرشيفية

وقعت شركتا «آي بي إم» لتقنية المعلومات وحلول الذكاء الاصطناعي، و«فيريزون» للاتصالات المحمولة، اتفاقاً لبناء أنظمة تدمج تقنيات وحلول الذكاء الاصطناعي مع تقنيات وشبكات الجيل الخامس للمحمول، وفق مفاهيم «الثورة الصناعية الرابعة»، لإنشاء نظام لإدارة المصانع وخطوط الإنتاج، والأصول المستخدمة في العمليات اللوجستية المتكاملة، ويوفر رؤى «في الوقت الحقيقي» للتفاصيل الدقيقة لأنشطة جميع الأجهزة والمعدات العاملة في بيئات العمل، ما يرفع جودة الإنتاج وكفاءة العمليات، وسلامة الموظفين أضعافاً عدة.

تطبيق مبتكر

وتم الإعلان عن الاتفاق رسمياً في 20 يوليو الجاري عبر بيان مشترك صادر عن الشركتين، نشرت نسخة منه على غرفة الأخبار بموقع شركة «آي بي إم» newsroom.ibm.com، وأورد البيان أن النظام الجديد يعد تطبيقاً حياً مبتكراً لمفاهيم الثورة الصناعية الرابعة، إذ يقدم حلولاً وخدمات تشارك فيها ثلاث تقنيات ذكاء اصطناعي على الأقل من «آي بي إم»، مع حلول معتمدة على تقنيات الجيل الخامس للمحمول مقدمة من «فيريزون».

ويقصد بالثورة الصناعية الرابعة: التغييرات التي يشهدها عالم التصنيع بمختلف جوانبه، نتيجة اندماج التقنيات الرقمية مع عمليات التصنيع وخطوط الانتاج، والتي تتمثل في التداول اللحظي للبيانات ومشاركتها ومعالجتها، واستخدام أنظمة مؤتمتة بالكامل في عمليات الإنتاج، تتضمن الأجهزة المترابطة التي يمكنها التواصل مع بعضها بعضاً، وتنفيذ العمليات التشغيلية بشكل مستقل على طول سلسلة القيمة.

حوسبة متطورة

ووفقاً للبيان الصادر عن الشركتين، فإن الغالبية العظمى من المؤسسات الصناعية لاتزال تكافح من أجل الاستفادة من الحوسبة المتطورة، بسبب الصعوبات المتعلقة بمحدودية وقصور خطوط الاتصالات والربط اللحظي بين عشرات وربما مئات الآلاف من الأجهزة والمعدات المستخدمة في سلاسل الإنتاج، والتوزيع، والدعم اللوجستي، فضلاً عن القصور في أدوات تحليل البيانات، وتحويلها إلى معارف قادرة على الدعم اللحظي لبيئة العمل والعمليات الجارية بها.

ومن هنا، فإن النظام المزمع بناؤه يستهدف استخدام قدرات الجيل الخامس للمحمول في التغلب على التحديات المتعلقة بالربط اللحظي بين الآلات وعناصر الإنتاج، واستخدام الذكاء الاصطناعي في التعامل مع الفيض الهائل من البيانات على مدار اللحظة، وهنا يكون متاحاً للمؤسسات الصناعية الاستفادة الكاملة من قدرات الحوسبة المتطورة بل والفائقة التطور في أعمالها.

مكونات النظام

يتضمن النظام الجديد من شبكات ذات «كمون فائق الانخفاض»، أي ينخفض فيه زمن الاستجابة داخل الشبكة إلى مستويات غير مسبوقة، ما يمنحها سرعة فائقة في العمل، وهذا ما ستقوم به شركة «فيريزون»، ومن ثم تتوافر بنية تحتية للاتصالات داخل المصنع، تسمح بتنفيذ الأتمتة الصناعية الكاملة ونشر الذكاء الاصطناعي المحسن والاستخدام واسع النطاق وعالي الكفاءة لأنظمة إنترنت الاشياء، وعلى وجه التحديد ستقدم «فيريزون» تقنيتها المعروفة باسم «شبكات الجيل الخامس ذات النطاق فائق الاتساع» التي تم نشرها في 30 مدينة في الولايات المتحدة حتى الآن، باعتبارها البنية التحتية لاتصالات اللاسلكية فائقة السرعة داخل البيئات الصناعية.

دور «آي بي إم»

وعلى الجانب الآخر، ستستغل «آي بي إم» هذه البنية التحتية للاتصالات والربط فائق الاتساع والقوة في تشغيل خمس تقنيات مبنية على الذكاء الاصطناعي، ومخصصة للمصانع، وهي: تقنية الحوسبة متعددة الوصول، ومنصة «ثينك سبيس» لأنظمة إنترنت الأشياء، ونظام استشعار حالة الأصول الحرجة، ونظام «آي بي إم ماكسيمو» للرصد والمراقبة داخل العمليات الإنتاجية بالمصانع، ونظام «آي بي إم» واطسون للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والتحليلات المتقدمة.

وستتكامل الاتصالات فائقة الاتساع والسرعة القائمة على الجيل الخامس مع التقنيات الخمس للذكاء الاصطناعي من «آي بي إم»، لتشكل بيئة عمل واحدة مندمجة،وبالتالي تدار العملية الإنتاجية بمراحها كافة داخل المصنع في الوقت الفعلي، ويشمل ذلك جميع الأجهزة والمعدات والآلات المتعددة حتى لو كان عددها بعشرات الآلاف.

كفاءة الإنتاج

قال نائب الرئيس الأول للتطبيقات المعرفية في «آي بي إم»، بوب لورد، إنه بمساعدة النظام الجديد يمكن مضاعفة جودة المنتجات، وكفاءة عمليات الانتاج، وسلامة العمال وحماية الأصول داخل المصانع أضعافاً عدة، عبر خفض التكاليف وزيادة الإنتاجية.

بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «فيريزون»، تامي إروين، أن النظام الجديد يمكن أن يوفر ابتكاراً صناعياً على نطاق واسع، ويساعد الشركات على توفير وقت استجابة أقل، وتجربة تعامل أفضل مع المتعاملين.

تويتر