تقارير: ضمن مشروع سري لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة

150 موظفاً في «عندليب غوغل» يخترقون بيانات 2600 مركز صحي

تقارير أفادت بأن «غوغل» جمعت سراً بيانات عن ملايين المرضى من سجلاتهم في 21 ولاية أميركية. من المصدر

كشفت وسائل إعلام أميركية عن تفاصيل واقعة وصفتها بأنها الأكبر في انتهاك بيانات المرضى على الإطلاق، حيث سمحت شركة «غوغل» لـ150 من موظفيها بالوصول إلى بيانات ملايين المرضى والمتعاملين مع 2600 موقع للرعاية الصحية بالولايات المتحدة، منها 150 مستشفى و50 داراً لرعاية المسنين في 21 ولاية أميركية، وذلك في إطار مشروع سري يطلق عليه «عندليب غوغل»، يتم فيه تطبيق أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والتعلم العميق، في التعامل مع بيانات المرضى، الموضوعة في سحابة «غوغل» الضخمة.

جاء ذلك في تقارير إخبارية متتالية، نشرتها صحيفتا «وول ستريت جورنال» و«نيويورك تايمز»ـ وموقع «ذا فيرج» المتخصص في التقنية، خلال الأيام الثلاثة الماضية.

من جهتها، نفت «غوغل» الاتهامات الموجهة إليها، مؤكدة التزامها بمعايير الخصوصية والسرية وتطوير الرعاية الصحية.

تفاصيل الواقعة

وأفادت التقارير بأن شركة «غوغل» الأميركية جمعت سراً بيانات عن ملايين المرضى من سجلاتهم في 21 ولاية، ضمن نطاق مشروع سري أطلقت عليه اسم «عندليب غوغل»، تنفذه بالتعاون مع مؤسسة غير هادفة للربح، تدعى «إسينشن» التي تقدم خدمات الرعاية الصحية للفقراء ضمن برامج المنفعة المجتمعية، ويتعاون معها 156 ألف كيان أو شركة، و34 ألفاً من مقدمي الخدمات الصحية.

وأشارت إلى أن «غوغل» لم تطلع الأطباء في المشروع على المجهود الخاص بتجميع تلك البيانات التي تضمنت نتائج التحاليل الطبية، وتشخيصات الأطباء، وسجلات العلاج بالمستشفيات، إضافة إلى فئات من البيانات الأخرى، التي تجعل الأمر يصل إلى سجل صحي كامل، يتضمن أسماء المرضى وتواريخ ميلادهم.

وذكرت التقارير أن «غوغل» سمحت لـ150 موظفاً بالوصول إلى بيانات المرضى الحساسة، لافتة إلى أن هناك مخاوف من أن يكون بعض الموظفين قاموا بتنزيل هذه البيانات، كما أن هناك احتمالاً بتوظيفها في أنشطة «غوغل» التجارية والدعائية والاستهلاكية، ما يجعلها أكبر واقعة انتهاك لبيانات المرضى على الإطلاق.

وأدى الكشف عن تلك الواقعة إلى تسليط الضوء على مشروع «عندليب غوغل»، إذ تكثفت الضغوط بصورة متلاحقة، لاستجلاء حقيقته، ومعرفة ما إذا كان يعد ضمن مشروعات «غوغل» في مجال تحسين الرعاية الصحية، أم أنه اختراق للبيانات.

رد «غوغل»

من جهتها، تناولت «غوغل» في تدوينة نشرتها على مدونتها الرسمية الخاصة بالحوسبة السحابية، دور تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والتعلم العميق في تطوير خدمات الرعاية الصحية عموماً، وكذلك تفاصيل مشروع «عندليب غوغل».

وأوضحت الشركة في تدوينتها أن تقنية تعلم الآلة ناضجة بما يكفي للبدء بدقة في التنبؤ بالأحداث الطبية، مثل ما إذا كان سيتم نقل المرضى إلى المستشفى، ومدة بقائهم، وما إذا كانت صحتهم تتدهور على الرغم من علاج حالات كالتهابات المسالك البولية أو الالتهاب الرئوي أو قصور القلب.

وأضافت أن بيانات الرعاية الصحية معقدة للغاية، ولكل عيادة أو مؤسسة للرعاية الصحية طريقتها الخاصة في تسجيل البيانات، ما يجعل جمع الأفكار من عيادات متعددة أمراً صعباً، كما أن الافتقار إلى قابلية التشغيل البيني للبيانات وتوحيدها يجعل حل هذه الاختلافات عملية يدوية تستغرق وقتاً طويلاً.

واستطردت قائلة: «باستخدام تقنية التعلم العميق الخاصة بنا يمكننا أتمتة أجزاء من هذه العملية، ما يسهل على الأطباء والباحثين استخدام البيانات». وأكدت «غوغل» أنها تضمن لشركائها في الرعاية الصحية إلغاء البيانات الدالة على شخصية المريض، لتكون بيانات مجردة، ثم يتم استخدام البنية الأساسية لسحابة «غوغل» في الحفاظ على البيانات المخزنة بشكل آمن، مع أعلى مستوى من الحماية، واتباع قواعد الخصوصية بدقة، مشيرة إلى أنه يتم الاحتفاظ بالسجلات منفصلة عن بيانات المستهلك، على أن يتم استخدامها فقط في مشروعات بحث الشراكة.

«عندليب غوغل»

أوضحت شركة «غوغل» أن مشروع «العندليب» يعد أحد مشروعات الشركة لتطبيق تقنيات تعلم الآلة في الرعاية الصحية، مشيرة إلى أنه يتم تنفيذه بالمشاركة مع مؤسسة «إسينشن» للرعاية الصحية.

وأضافت أن «عندليب غوغل» يركز على ثلاثة أشياء: الأول يتمثل في نقل البنية الأساسية لمؤسسة «إسينشن» إلى خدمات «غوغل السحابية»، لتمكينها من نقل البيانات والتحليلات المحلية الخاصة بها إلى «سحابة غوغل» المؤمنة، فيما الثاني يؤكد على أن جميع أعمال «غوغل» مع المؤسسة تلتزم بالقوانين المنظمة على مستوى صناعة الرعاية الصحية، في مجال التعامل مع بيانات المرضى، بينما الأمر الثالث يشير إلى أن بعض الحلول والتطبيقات التي يجري العمل على تطويرها في إطار الاتفاقية مع «إسينشن» لاتزال في طور الاختبار المبكر، وهذا أحد الأسباب وراء استخدام «العندليب» كرمز أو اسم كودي للمشروع.


- «غوغل» تؤكد

التزامها بمعايير

الخصوصية والسرية

وتطوير الرعاية الصحية.

تويتر