أدار 6.5 ملايين عملية توزيع.. وحقق 500 مليون دولار عائدات سنوية

تحديث أنظمة معلومات «نيويورك تايمز» يخفض الكلفة إلى 50%

لدى «نيويورك تايمز» نظام معلوماتي قديم بدأ العمل به في سبعينات القرن الماضي. غيتي

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أخيراً، تفاصيل عملية تطوير أجريت على أنظمة المعلومات الرئيسة القديمة، المسؤولة عن إدارة أنظمة التوزيع والاشتراكات، العاملة منذ سبعينات القرن الماضي، وتم خلالها نقل الأنظمة من أجهزة الكمبيوتر الكبيرة «مين فريم» ولغة «كوبول» القديمة، إلى «الحوسبة السحابية» الحديثة، عبر خدمات «ويب أمازون»، لتحقق وفراً في تكاليف التشغيل تراوح بين 30 و50%، وتقدم حزمة من الخدمات الرقمية الجديدة، التي وسعت قاعدة مشتركيها في النسخ الورقية، والوصول إلى 6.5 ملايين عملية بيع، و500 مليون دولار عائدات في السنة.

تحديات ضخمة

نشرت تفاصيل هذه التجربة على المدونة الرسمية لخدمة «إيه دبليو إس» السحابية، التابعة لشركة «أمازون» الأميركية، aws.amazon.com/‏blogs، باعتبارها باتت مسؤولة حالياً عن استضافة وتشغيل نظم المعلومات الرئيس للصحيفة، وكتب التدوينة كل من كبير مهندسي أنظمة المعلومات بالصحيفة، مايكل بوزيتي، ومدير التحديث واستراتيجيات الحوسبة السحابية في شركة «مودرن سيستم»، التي عاونت الصحيفة في تحديث أنظمتها، باري تايت، ومهندس حلول تحديث الحاسبات المركزية و«مين فريم» في خدمات «ويب أمازون»، فيل دي فالينس.

وبحسب ما كتبه الخبراء الثلاثة، فإن «نيويورك تايمز» الورقية تواجه تحديات ضخمة، شأن غيرها من الصحف الورقية حول العالم، تتمثل في تراجع معدلات التوزيع، وبالتبعية تراجع الموارد الإعلانية، بسبب التوسع في النشر الإلكتروني، وهي منافسة جعلت الصحافة الورقية تواجه «معركة بقاء»، يتعين أن تستخدم فيها كل الوسائل الممكنة، وفي مقدمتها خفض التكاليف الحالية، والحفاظ على قاعدة القراء.

توصيف المشكلة

لدى صحيفة «نيويورك تايمز» نظام معلوماتي قديم، بدأ العمل به في سبعينات القرن الماضي، لإدارة أنظمة التوزيع والاشتراكات، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بنظام إدارة العمل اليومي في الصحيفة، ويعمل بالكامل عبر كمبيوتر رئيس قديم، من فئة «مين فريم» طراز «زد» من شركة «آي بي إم» الأميركية، وقاعدة بيانات «في سام» و«دي بي 2»، وبرمجيات وسيطة ومساعدة، من بينها «كيكس»، إضافة إلى تطبيقات وبرامج متخصصة في إدارة عملية التوزيع والاشتراكات والتوصيل للمنازل، المكتوبة في معظمها بلغة «كوبول»، ولغة «أسمبلر» وهما لغتان قديمتان في عالم البرمجة، وغير متوافقتين مع أي من نظم المعلومات والتقنيات الحديثة، لاسيما المرتبطة بالويب، وأجهزة الكمبيوتر الشخصية والمحمولة والمكتبية، والخادمة، واليدوية وتطبيقات الهواتف الذكية، فضلاً عن أن كلفة هذه البيئة القديمة باتت باهظة وغير محتملة، مقارنة بالتكاليف البسيطة لبيئات التشغيل الحديثة.

شركة متخصصة

رأت «نيويورك تايمز» أنه لابد من الاستعانة بشركة متخصصة في نقل وتحويل بيئات العمل القديمة من هذا النوع، لتعمل وفقاً لقواعد البيانات الحديثة والتطبيقات المكتوبة بلغات البرمجة العصرية المتوافقة مع بيئة الـ«ويب».

ولذلك، تعاقدت الصحيفة مع شركة تدعى «مودرن سيستم» التي طورت نظاماً يطلق عليه «سي تي يو»، أو «تحويل كوبول إلى الحلول العامة»، ويقوم هذا النظام بإعادة تصنيع الأكواد القديمة المستخدمة في بناء التطبيقات والبرامج المسؤولة عن إدارة العمل حالياً، والمكتوبة بلغتَي «كوبول» و«أسمبلر»، ليُنتج منها أكواداً جديدة مكتوبة بلغات البرمجة الحديثة، فضلاً عن إعادة تصنيع البيانات الموضوعة في قواعد البيانات القديمة، لتوضع في قواعد بيانات حديثة عاملة بمرونة واستقرار وقوة على الـ«ويب» حالياً.

8 مراحل للتحول

ووفقاً للشرح الذي قدمه الخبراء الثلاثة، فإن عملية التحويل والتطوير تمت عبر ثماني مراحل، وبانتهاء عملية التحويل، ونقل العمل بالكامل للأنظمة الجديدة، حققت «نيويورك تايمز» خفضاً في تكاليف التشغيل الحالية لأنظمة التوزيع والاشتراكات، راوحت بين 30 و50% بحسب كل نظام على حده، كما استطاعت المنظومة الجديدة إدارة نحو 6.5 ملايين عملية بيع واشتراكات خلال العام الأول، أدارت من خلالها معاملات مالية بلغت قيمتها 500 مليون دولار.

المشتركون والمبيعات

كان الهدف الأسمى وراء الإجراءات التي اتخذتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، هو توسيع قاعدة المشتركين في الصحيفة، وتعزيز المبيعات الورقية. ولم تكشف الصحيفة، حتى الآن، عن أرقام الزيادة في قاعدة المشتركين والتوزيع، لكنها قالت إن التوسع حدث من خلال تقديم حزمة متنوعة من الخدمات الرقمية الديناميكية المتعلقة بالتوزيع والاشتراكات، مثل تسهيل عملية الاشتراك والدفع، والوصول بالصحيفة بصورة أسرع للمشترك، مع خدمات مضافة جديدة، مثل الخدمات القائمة على تحديد الموقع والزمان.

تويتر