دون كتابة أكواد عالية المستوى في صورة سهلة جاهزة للاستخدام

تطوير نظام للبرمجة يتيح للمبتدئين إنشاء تطبيقات احترافية في الذكاء الاصطناعي

نظام «جين» الجديد يسرّع من وتيرة انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي. من المصدر

كشف فريق من الباحثين في معهد «ماساشوستس» الأميركي للتقنية «إم آي تي»، عن تطويرهم لنظام جديد في عالم البرمجة، وصفه خبراء بأنه قفزة جديدة في عالم البرمجة، كونه يسمح لعشرات الآلاف من المبرمجين المبتدئين والهواة حول العالم بدخول مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة والمعقدة، وبناء تطبيقات وبرامج في مجالات الرؤية بالحاسب وتعلم الآلة و«الروبوتات» والإحصاءات وغيرها، من دون الحاجة لكتابة أكواد عالية المستوى، فضلاً عن أنه يسمح للمبرمجين المحترفين في هذا المجال، بتطوير قدراتهم بصورة مذهلة، وتخفيض وقت بناء التطبيقات والبرامج بصورة كبيرة، كونه يعتمد على مميزات تجمع بين خصائص وقدرات العديد من النماذج البرمجية ومكتبات البرمجة في صورة سهلة جاهزة للاستخدام، الأمر الذي سيسرع من وتيرة انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويوسع من نطاق انتشارها في المجالات المختلفة.

بساطة وسهولة

وأوضح الفريق في بيان نشره على غرفة الأخبار بالموقع الرسمي للمعهد، أن النظام الجديد يحمل اسم «جين».

ويضم الفريق، الذي قدم نظامه في ورقة بحثية عرضت أمام مؤتمر تصميم وتنفيذ لغة البرمجة «بي إل دي آي 2019» الذي عقد بالولايات المتحدة أخيراً، كلاً من الباحثين: فاكيش كيه مانشينجا، وكوسومانو تاونر، وألكسندر كيه لو، وفراس سعد.

وبين الباحثون في ورقتهم أن «جين» عبارة عن نظام جديد «للبرمجة الاحتمالية»، يتسم بالبساطة والسهولة، ويقع ضمن أنظمة البرمجة ذات الأغراض العامة، مشيرين إلى أنه يحتوي على مكونات تقوم بمهام الرسومات والتعلم العميق وأنواع من عمليات محاكاة الاحتمالات.

الذكاء الاصطناعي للجميع

وقال الباحثون إن نظام «جين» يمكنه أن يستنتج الجسم ثلاثي الأبعاد بسهولة، وهي مهمة صعبة لاستنتاج الرؤية بواسطة الحاسب، كونها تحتوي على تطبيقات في أنظمة التحكم الذاتي، والتفاعلات بين الإنسان والآلة والواقع المعزز.

ولفتوا إلى أنه نظراً لبساطته، يمكن استخدام النظام بسهولة من قبل أي شخص من المبتدئين إلى الخبراء، موضحين أن الهدف الرئيس من وراء تقديمه هو جعل الذكاء الاصطناعي الآلي في متناول المستخدمين ذوي الخبرة الأقل فى علوم الحاسب، ليكون الذكاء الاصطناعي للجميع.

«جوليا»

وأشار الباحثون إلى أن نظام «جين» يعمل كجزء من لغة برمجة «جوليا» التي تعد من أحدث لغات البرمجة وأسرعها نمواً، وأكثرها تقدماً في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ إنها لغة برمجة ديناميكية مصممة للتعامل مع الأغراض العامة رفيعة المستوى، وتلبية احتياجات التحليل العددي عالية الأداء وعلوم الحاسب من دون الحاجة المعتادة للسرعة في تجميع الأجزاء المنفصلة من الأكواد التي يجري تطويرها.

وذكروا أنه يمكن استخدام هذه اللغة في تطبيقات «خادم/‏‏‏‏عميل» واسعة الانتشار عبر الإنترنت وخارجها، كما يمكن استخدامها في تطوير أنظمة برمجة منخفضة المستوى، إضافة إلى عمليات البرمجة الخاصة بالحوسبة المتزامنة والحوسبة الموزعة، مبينين أنها تعتمد عى مكتبة ضخمة ومتنوعة من تجمعات البيانات والخوارزميات في مجال الجبر الخطي، وتوليد الأرقام العشوائية والتحويلات الرياضية السريعة.

النظام الأفضل

وأكد الباحثون أن نظام «جين» يعد أفضل وأكثر تقدماً من تقنية «غوغل» المعروفة بـ«تينسور فلو» التي ظهرت للاستخدام العام المفتوح عام 2015، وجرى تقييمها على أنها أفضل التقنيات التي تساعد المبتدئين والخبراء على السواء في إنشاء تعلم الآلة تلقائياً دون القيام بالكثير من الجهد في بناء الخوارزميات الرياضية، واستطاعت خلال السنوات الماضية أن تحقق سمعة واسعة النطاق كأبرز أداة تضفي «الطابع التشاركي» الواسع النطاق للتطبيقات، لكنها في النهاية كانت تركز بشكل ضيق على نماذج التعلم العميق، المكلفة والمحدودة النطاق، وهو أمر يتفوق فيه نظام «جين» الجديد بصورة ساحقة، حيث يجعل كل شيء يتعلق بتقنيات الذكاء الاصطناعي متاحاً للهواة والمبتدئين والخبراء على حد سواء.

قفزة

إلى ذلك، قال الخبير والأستاذ في جامعة «كامبريدج»، الدكتور زوبين ألجراماني، إن البرمجة الاحتمالية هي من أكثر المجالات الواعدة في الذكاء الاصطناعي، ومن ثم فنظام «جين» يمثل قفزة وتقدماً كبيراً في هذا المجال.

من جهته، قال الخبير التقني ومدير البحث في شركة «غوغل»، بيتر نورفيج، إن «جين» يجعل مهمة تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي أكثر سهولة بالنسبة للمبرمج، وفي الوقت نفسه يتيح إنشاء شيء جديد لحل مشكلة جديدة بكفاءة أعلى.

التنبؤات جوهر العمل

قال فريق الباحثين إنه في نظام «جين» للبرمجة الاحتمالية، تكون التنبؤات المستخرجة من كم كبير من البيانات هي جوهر العمل الذي تدور حوله تطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي، وفي هذا السياق تقوم خوارزميات الاستدلال بعمليات سريعة وضخمة ومستمرة على البيانات وتعديل الاحتمالات باستمرار استناداً إلى بيانات جديدة، للوصول إلى تنبؤات جديدة وهكذا.

تويتر