توقعات بهيمنتها على السوق مدعومة بالتطبيقات الصحية

الساعات الذكية حاضنة أساسية لخاصية «القابلية للطي» خلال العقد المقبل

صورة

رغم أن خاصية «القابلية للطي» ظهرت في بعض الهواتف الذكية المحمولة التي أصبحت موجودة فعلياً بالأسواق، إلا أن الساعات الذكية، ستكون هي الحاضنة الأساسية لهذه الخاصية خلال العقد المقبل، حيث يتوقع أن تكتسح الساعات الذكية القابلة للطي سوق الالكترونيات الاستهلاكية، لتصبح هي المنتج الكبير المنتظر خلال العقد المقبل (2020 ـ 2030)، ذلك المنتج الذي من المتوقع أن «يبتلع» الهاتف الذكي بداخله، ويضعه حول الرسغ كواحد من خصائص الساعة الذكية القابلة للطي، التي يقبل عليها مئات الملايين من البشر، مدفوعين بمحرك قوي هو التطبيقات الصحية، وليس نقل الصوت وتبادل البيانات وبعض الخدمات، كما هو الحال مع الهواتف الذكية.

وجاءت هذه التوقعات في دراسة أعدتها شركة «كاونتر بوينت» الاستشارية، المتخصصة في متابعة سوق الالكترونيات الاستهلاكية، وعلى رأسها الهواتف الذكية والساعات الذكية، ونشرت أخيراً ملخصاً لها على موقعها counterpointresearch.com.

اتجاهات رئيسة

وانطلقت الدراسة من الاتجاهات الرئيسة الحالية في سوق الساعات الذكية، والهواتف الذكية معاً، حيث تنخفض مبيعات الهواتف الذكية وتتباطأ رويداً رويداً، في حين تتسارع مبيعات الساعات الذكية وتنمو بمعدلات كبيرة، ويزداد الطلب عليها والشغف بها بوضوح، وتجلى ذلك في وصول معدل النمو بمبيعاتها الى 48% خلال الربع الأول من عام 2019، وهو نمو تقوده «ساعة أبل» الذكية بالأساس، مع كل من «ساعة سامسونغ»، و«هواوي» و«فيت بيت».

وحققت ساعات «أبل» نمواً بلغ 49% على أساس سنوي، على الرغم من ضعف الطلب على أجهزة «آي فون». وتواصل «أبل» التركيز على الخواص والميزات المتعلقة بالصحة مثل تخطيط كهربية القلب، والكشف عن الاغماءات والسقوط، وتخطيط القلب الكهربي كأكثر الميزات المرغوبة في «ساعة أبل»، خصوصاً بعد أن حصلت «أبل» على موافقات من سلطات الرعاية الصحية في كل من الولايات المتحدة، وهونغ كونغ، و19 دولة أخرى، بصلاحية خاصية تخطيط كهربية القلب في الساعة للاستخدام الطبي مع المستهلكين والمستخدمين.

أما «ساعة سامسونغ» الذكية فسجلت نمواً قدره 127% على أساس سنوي، وقفزت حصتها السوقية إلى 11% خلال الربع الأول من 2019، ويعود نجاحها إلى الطراز الأخير من سلسلة «غالكسي ووتش»، التي جاءت ببطارية طويلة العمر، وتصميم جيد، واتصال بشبكات الجيل الرابع للاتصالات المحمولة، وهو ما يعطيها ميزة على الآخرين، لكونها تستهدف الشريحة نفسها لمستخدمي نظام تشغيل «أندرويد». كما قفزت «ساعة هواوي» الجديدة، لتحصل على 3% من السوق.

التطبيقات الصحية

ولا يتوقف الأمر عند المبيعات القوية المتصاعدة، لأن الساعات الذكية لديها جوانب أخرى تجعل منها مرشحة لأن تصبح «المنتَج الكبير المنتظر» القابل للطي خلال العقد المقبل، ومن بينها أن صغر الحجم وتصميمها الأساسي القائم على الشكل الدائري أو البيضاوي أو المربع أو المستطيل الصغير المثبت حول الرسغ، كلها أمور تساعد في وضع وتضمين خاصية «القابلية للطي» بها، بسهولة أكبر مقارنة بالهواتف الذكية كبيرة الحجم، التي يتعين الإمساك بها باليد، من دون سوار للتثبيت، على غرار سوار الساعة عند وضعها حول الرسغ.

ولذلك، فإن خاصية «القابلية للطي» في حالة الساعة الذكية، تتوقف بصفة أساسية على وجود شاشة مرنة قابلة للطي، بمقاس معقول يضمن سهولة الرؤية والمتابعة، وبعد ذلك يصبح كل شيء سهلاً.

فوجود الساعة الذكية حول الرسغ وتلامسها الدائم مع الجسم يجعلها الأداة الأفضل على الإطلاق لسلسلة التطبيقات الصحية المطلوبة والمرغوبة من قبل مئات الملايين من المستخدمين، وبصورة تتفوق بشكل ساحق على الهواتف الذكية، وفي مقدمتها تطبيق مراقبة وقياس حالة كهربية القلب ومعدل النبض، وهو التطبيق الذي جعل «ساعة أبل» تحقق انتشاراً كبيراً. ويطمح المستخدمون والمستهلكون الى أن تتوسع التطبيقات الصحية بالساعات الذكية لتشمل مجالات أخرى، منها قياس مستوى السكر والغلوكوز في الدم، وتوقع حالات الإغماء والسقوط والنوبات المفاجئة المصاحبة لمرض السكر والضغط وبعض أمراض القلب.

«نوبيا ألفا»

وعلى الرغم من الحضور القوي والكاسح لـ«ساعة أبل»، و«سامسونغ» و«هواوي» في سوق الساعات الذكية الآن، إلا أن المحللين يرون أن البداية الحقيقية للساعات القابلة للطي جاءت مع منتج لشركة صينية أقل شهرة واستحواذاً على الأسواق، هي شركة «نوبيا»، التي قدمت ساعة ذكية تمضي في طريق «القابلية للطي» أسرع وأفضل من غيرها، خصوصاً مع منتجها الذي يحمل اسم «نوبيا ألفا».

وتعمل ساعة «نوبيا ألفا» بشاشة مصنعة بتقنية «أو إل إي دي»، وهي التقنية التي يعتبرها الخبراء مفتاح الدخول الى خاصية «القابلية للطي»، والشاشة الدائرية بقطر 4.01 بوصات، كما يمكنك التنقل من خلالها باستخدام إصبعك.

ساعة «نوبيا ألفا»

تتمتع ساعة «نوبيا ألفا» بخاصية مقاومة الماء، وتأتي في العديد من الالوان، منها الذهبي والأسود، ومزودة بخاصية الاتصال عبر تقنية البلوتوث، والعمل مع شبكات الجيل الرابع للاتصالات المحمولة، ويشغلها معالج «سناب دراغون ويير 2100 من كوالكوم»، جنباً الى جنب مع بطارية 500 مللي أمبير في الساعة، والعديد من التطبيقات منها تتبع النوم، والمساعد الصحي، ومشغل موسيقى، وواي فاي، وكاميرا بدقة 5 ميغابيكسل لالتقاط الصور، ويمكنها إجراء المكالمات باستخدام لوحة المفاتيح الرقمية وسماعة بلوتوث.

تويتر