210 مليارات دولار إنفاقاً متوقّعاً على خدماتها خلال 2019

صدمة التكاليف تهدّئ من موجة الاندفاع نحو الحوسبة السحابية الفردية

الكثير من الشركات بدأت التوجه نحو السحب المتعددة. أرشيفية

قال الرئيس التنفيذي لشركة «راك سبيس» المتخصصة في تقديم خدمات الحوسبة السحابية وإدارة مراكز البيانات، جو إبزور، إن «الكثير من المستخدمين استفاقوا على الكلفة الكبيرة للحوسبة السحابية التي لم يكن يتوقعونها أو يتصورونها، حيث بات من الضروري عليهم تطبيق سياسات حازمة لإدارة الكلفة، للسيطرة على الإنفاق المتصاعد الذي لم يكن في الحسبان»، معبراً في ذلك عن الحالة التي تعيشها الكثير من الشركات والمؤسسات التي قررت الانخراط بقوة في خدمات الحوسبة السحابية والاعتماد عليها في إدارة أعمالها، حيث شكلت تلك الحالة صدمة بالنسبة لها هدّأت من موجة الاندفاع نحو الحوسبة السحابية الفردية، وتوجيه الاهتمام نحو السحب المتعددة.

جاء ذلك في مسح على 786 شركة بعنوان «حالة الحوسبة السحابية عالمياً 2019»، نفذته شركة «رايت سكيل» المتخصصة في بحوث سوق الحوسبة السحابية، أخيراً، ونشرت نتائجه على موقع الشركة rightscale.com.

من جهتها، توقعت مؤسسة «آي دي» البحثية وصول الإنفاق العالمي على خدمات الحوسبة السحابية والبنية التحتية الخاصة بها إلى 210 مليارات دولار خلال العام الجاري، بزيادة 23.8% على العام الماضي.

«صدمة الكلفة»

وأظهر المسح أن ما يمكن وصفه بـ«صدمة الكلفة» هي الحالة الأكثر تداولاً حالياً في مجال الحوسبة السحابية عالمياً، إذ تبين أن 8% من الشركات التي شاركت في المسح أنفقت أكثر من 12 مليون دولار سنوياً في خدمات حصلت عليها من السحابة العامة، مثل سحابة «غوغل» أو «مايكروسوفت» أو «أمازون» أو «أوراكل»، فيما أنفق 15% من الشركات ما بين 2.4 مليون و12 مليون دولار سنوياً على تلك الخدمات.

ومن وجهة نظر أصحاب تلك الشركات فإن الأمر يشكل بالنسبة لهم صدمة، ويتطلب إعداد تقارير مالية أفضل، حول كيفية خفض تكاليف خدمات الحوسبة السحابية، من بينها أو ربما يكون في مقدمتها التحول إلى نموذج خدمات الحوسبة السحابية المتعددة وليس الفردية، أي تجزئة الخدمات السحابية التي تحتاجها الشركة، ليتم الحصول عليها من أكثر من موفر خدمة بصورة متزامنة، وليس من موفر واحد فقط، لكن صدمة الكلفة لم تكن على الجميع، فقد قال نحو 64% من المشاركين في المسح إنهم استطاعوا تحقيق وفورات في التكاليف بصورة أو بأخرى، ما يؤكد أن نموذج الحوسبة السحابية كاتجاه عام لن يفقد قوة الدفع التي يتمتع بها حالياً، وإنما ربما يهدّئ من سرعته، وهو يتحول من نموذج الخدمات السحابية العامة الفردية، إلى الخدمات متعددة السحب.

صدام المتنافسين

وأشار المسح إلى أن «صدام المنافسين» سيكون هو العامل الثاني الذي سيقوم بمواجهة صدمة تصاعد الكلفة لدى البعض، جنباً إلى جنب مع التوجه الخاص بخدمات السحب المتعددة، حيث سيؤدي احتدام المنافسة حتماً إلى تخفيض الأسعار. وفي هذا السياق، تناول المسح الحالة التنافسية القائمة حالياً بين كبار موفري خدمات الحوسبة السحابية، موضحاً أن خدمات «ويب أمازون» السحابية «إيه دبليو إس» لاتزال تحتفظ بحصة سوقية ثابتة نسبياً عند 67% من السوق، لكن الحركة من حولها تزداد تسارعاً وتنوعاً، والجميع استفاد من التوجه نحو خدمات السحب المتعددة.

وأفاد بأن خدمة «آزور» السحابية التابعة لـ«مايكروسوفت» استطاعت أن تتحرك وتحقق نمواً حاول تضييق الفجوة بينها وبين خدمات «ويب أمازون»، حيث حققت نمواً قدره 70%، وزاد الاعتماد عليها من 45% إلى 52%، وبالتالي باتت الفجوة بينها وبين خدمات «ويب أمازون» تضيق، وأصبحت حصة «آزور» تشكل 85% من حصة خدمات «ويب أمازون»، ورسخت «آزور» أوضاعها بالسوق كثاني أكبر سحابة عامة تقدم خدمات الحوسبة السحابية المتنوعة. وبيّن أن سحابة «غوغل» العامة حققت نمواً طفيفاً من 18% إلى 19% كحصة سوقية عامة، أما خدمات «في إم وير» السحابية فحققت مفاجأة، حيث إنه على الرغم من أنها في العام الثاني فقط لتشغيلها إلا أن حصتها ارتفعت إلى 12%، بعدما كانت قد حصدت حصة سوقية قدرها 8% في عامها الأول.

إنفاق متوقّع

وأوضح مسح «رايت سكيل»، أنه إذا كانت الكلفة تمثل صدمة لدى الكثير ممن يستخدمون الحوسبة السحابية، فإن التكاليف الاستثمارية من قبل من يوفرون هذه الخدمات ليست بالقليلة هي الأخرى، وذلك وفقاً لتقرير أصدرته مؤسسة «آي دي» البحثية الذي كشف أن الإنفاق العالمي على خدمات الحوسبة السحابية والبنية التحتية الخاصة بها سيصل إلى 210 مليارات دولار خلال العام الجاري، بزيادة 23.8% على العام الماضي، فيما سيصل الإنفاق بحلول عام 2022 إلى 370 مليار دولار، حيث سيوجه نصف هذا الإنفاق والاستثمار إلى خدمات تقديم البرمجيات كخدمة، المعروفة باسم «ساس»، وخدمة البنية التحتية كخدمة، المعروفة باسم «آياس».

الذكاء الاصطناعي

أرجعت مؤسسة «آي دي» البحثية الإنفاق الاستثماري المرتفع على الحوسبة السحابية إلى توجه موفري السحب العامة والكبيرة إلى تطبيق نظم الذكاء الاصطناعي والعلم الآلي ومجموعة من الخدمات الجديدة الأخرى، بهدف التواؤم مع مفهوم الخدمات المتعددة السحب، القائمة على المرونة الكبيرة في تقديم الخدمات.

تويتر