يتّجه إلى فرض سيطرة شبه مطلقة على برامج التصفّح مقابل تراجع «إكسبلورر» و«إيدج»

«كروم» يستحوذ على 70% من مستخدمي الإنترنت بحلول يونيو 2019

«كروم» بدأ يستحوذ على مستخدمي «إكسبلورر» و«فايرفوكس» و«سفاري». أرشيفية

أظهر مؤشر «حالة متصفّحات الويب لعام 2018»، خلال الشهر الماضي، أن متصفح «غوغل كروم» يتجه إلى فرض سيطرة شبه مطلقة على سوق برامج التصفح، بعد مواصلته الانتشار السريع وجذب المزيد من المستخدمين، بينما يستمر متصفحا «إنترنت إكسبلورر» و«إيدج» من شركة «مايكروسوفت» في التراجع، وفقد المزيد من المستخدمين.

ولفت المؤشر إلى أنه بين صعود «كروم» وتراجع «إيدج» و«إكسبلورر»، تبدو المتصفحات الأخرى، وعلى رأسها «فايرفوكس» الذي تنتجه شركة «موزيلا»، ومتصفح «سفاري» الذي تنتجه شركة «أبل»، وكأنها محصورة في الزاوية، تتأرجح بين الانخفاض الطفيف والارتفاع الطفيف من دون تهديد لـ«غوغل كروم».

وأظهرت بيانات المؤشر أنه في حالة استمرار الأوضاع على هذا النحو حتى يونيو المقبل، فإن «كروم» قد يستحوذ على 70% من متصفحي ومستخدمي الإنترنت، فيما يتهاوى متصفحا «مايكروسوفت» إلى 10%، وربما أقل، في حين تتقاسم جميع المتصفحات الأخرى النسبة الباقية بحيث لا يحصل أي منها على أكثر من 8 أو 9%، بما في ذلك متصفح «سفاري» الذي بدأ الكثير من مستخدمي أنظمة «أبل ماكنتوش» يتركونه ويتجهون الى «كروم».

ووردت هذه النتائج في التقرير الشهري للمؤشر الذي تعده وتديره شركة «نيت أبلكيشن» الأميركية المتخصصة في قياس أنشطة مستخدمي الانترنت على متصفحات الـ«ويب» المختلفة، عبر الحاسبات المكتبية والمحمولة واللوحية والهواتف الذكية.

انخفاض قياسي

ووفقاً لنتائج المؤشر، فإن متصفّحَي «مايكروسوفت» بدآ الشهر الماضي في التباطؤ، حيث انخفض إجمالي حصة المستخدم في «إنترنت إكسبلورر» بمقدار ربع نقطة مئوية لتنتهي عند 13.8%، وهو انخفاض قياسي لم يشهده «إكسبلورر» منذ إطلاقه في تسعينات القرن الماضي لينافس متصفح «نيت سكيب» الشهير، أي قبل 23 عاماً مضت، أما حصة متصفح «إيدج» الذي يعد المتصفح الافتراضي لنظام التشغيل «ويندوز 10»، فتراجعت هي الأخرى بمقدار نصف نقطة مئوية، لتصل الى 9.5%، وذلك بعد أن كان «إيدج» قد حقق في فترة سابقة تقدماً طفيفاً مقداره ربع نقطة مئوية، لكنه عاد للتراجع، ليشكل مع «إكسبلورر» حالة تراجع وانهيار واضحة.

وأفاد المؤشر بأن متصفحَي «مايكروسوفت» حوصرا خلال أكتوبر الماضي وما قبله في قصة متكررة من التراجع والانخفاض ثم المزيد من الانخفاض، وذلك بعد سنوات من الهيمنة والانتشار، مُرجعاً ذلك بالأساس إلى قرار «مايكروسوفت» إجبار مستخدمي «ويندوز» على تحديث «إنترنت إكسبلورر» لإصدارات أحدث، وهو قرار اتخذته في أغسطس عام 2014، وكان من نتائجه أن فقد «إكسبلورر» 84% من حصته في سوق المتصفحات.

وبحسب المؤشر فإنه عند تنفيذ هذا القرار عملياً في يناير 2016 تسارعت الخسائر وأصبحت تحدث بصورة متوالية، حيث وصل إلى فقد 45 مليون مستخدم خلال الأشهر الأربعة الأخيرة فقط، دون أن تظهر أية إشارات ولو عابرة على أن تراجعات «إنترنت إكسبلورر» ستتوقف عند هذا الحد.

تراجع حاد

وأضاف المؤشر أنه حينما طرحت «مايكروسوفت» متصفح «إيدج» ليكون هو المتصفح الافتراضي للإصدارات الحديثة من «ويندوز»، لم يتحسن الأمر، وإن كان التراجع بطيئاً نوعاً ما، وكل علامات الانتعاش التي حدثت، أعقبها تراجع حاد محاها تماماً. وأوضح المؤشر أن متوسط الخسارة الشهرية الحالية في المتصفحَين سيقود حصة «إكسبلورر» و«إيدج» معاً الى حصة أقل من 13% خلال ديسمبر المقبل، تنخفض الى أقل من 12% في فبراير 2019، ثم تنخفض إلى ما دون 11% في أبريل، كما يمكن أن تتراجع إلى ما دون الـ10% بحلول يونيو المقبل.

«فايرفوكس»

ووفقاً لبيانات مؤشر «حالة متصفحات الويب»، فإن متصفح «فايرفوكس» أنهى شهر أكتوبر على حصة قدرها 9.3%، وسجل تراجعاً مقداره أربعة أعشار نقطة مئوية، عن حصته المسجلة خلال سبتمبر السابق، وهذه النسبة تعتبر أدنى مستوى له خلال ما يقرب من عامين، وإذا ما سارت الأمور بالمعدلات الحالية للانخفاض فإن حصة «فايرفوكس» ستتراجع الى ما دون الـ9% بنهاية نوفمبر الجاري، لتهبط الى 8% في فبراير المقبل، ثم 7% في مايو 2019.

مكاسب «كروم»

في المقابل، أظهرت بيانات المؤشر لشهر أكتوبر 2018 أن متصفح «غوغل كروم» هو من يحصد المكاسب، حيث إنه تارة يستحوذ على من يتركون متصفحَي «مايكروسوفت»، وتارة يستحوذ من حصتي «فايرفوكس» و«سفاري».

وأوضحت البيانات أنه خلال الشهر الماضي، ارتفعت حصة «كروم» بما يقرب من 20 نقطة مئوية، مغلقاً الشهر على حصة قدرها 66.4% من إجمالي مستخدمي الإنترنت، كما أنه من الملاحظ أن معدل النمو الذي يحققه «كروم» لم يشهد تباطؤاً خلال الفترة الماضية، إذ كان متوسط الزيادة خلال الأشهر الستة الماضية أكثر من النصف.

ولفت المؤشر إلى أنه إذا ما سارت الأمور على هذا النحو فإن «كروم» سيستحوذ على 70% من مستخدمي الإنترنت بحلول يونيو 2019.

قياس أنشطة المستخدمين

أوضحت شركة «نيت أبلكيشن» الأميركية المتخصصة في قياس أنشطة مستخدمي الإنترنت على متصفحات الـ«ويب»، أنها تحسب حصة كل برنامج من برامج التصفح من خلال تتبع ورصد واكتشاف سلاسل برامج المتصفح التي يتم تشغيلها من قبل المستخدمين للوصول إلى مواقع الـ«ويب» الخاصة بالعملاء، وبعد ذلك تقوم برصد وتتبع جلسات الزيارات على المواقع عبر المتصفحات المختلفة، بما يجعلها تقيس نشاط مستخدم المتصفح.

تويتر