«سيسكو» و«غوغل» أعلنتا عنه خلال مؤتمر دولي

نظام هجين يحقق «المصالحة» بين الحوسبة السحابية المفتوحة وبيئات المعلومات المغلقة بالمؤسسات

صورة

شهدت فعاليات مؤتمر «سيسكو لايف 2018»، أخيراً، مصالحة تاريخية مهمة بين كل من حلول وبيئات عمل الحوسبة السحابية العملاقة التي تعمل عبر الإنترنت، والحلول والنظم والتطبيقات الموجودة في البنية التحتية المعلوماتية الداخلية، التي تعمل داخل الشركات والمؤسسات ومقصورة على العاملين بها فقط، وهما الطرفان اللذان يشكلان جناحي صناعة تقنية المعلومات حالياً.

2.1

مليار وصلة شبكة جديدة بين الأجهزة خلال 2017.

قيمة البيانات

قال الرئيس التنفيذي لشركة «سيسكو»، تشاك روبنز: «نحن جميعاً ندرك أن هناك كميات هائلة من البيانات التي يتم إنشاؤها في جميع شبكاتنا، ونريد أن نتأكد من أن لديك القدرة على الحصول على قيمة من هذه البيانات، لذلك يجب أن تصبح الشبكة منصة آمنة تمكّنك من مساعدة مؤسستك على تحقيق استراتيجياتها، ويجب أن تتحرك الشبكة بشكل أسرع أكثر من أي وقت مضى، ويجب أن تلعب دوراً مهماً في مساعدتك، وهذا لن يحدث إلا من خلال الوصول إلى بيئة هجينة متعددة الأوجه من نظم الحوسبة السحابية ونظم المعلومات الداخلية معاً».

ويعد الجناح الأول هو الجناح الجديد المفتوح عبر الإنترنت، بينما الجناح الثاني هو الجناح التقليدي القديم المغلق داخل الشبكات الداخلية. وتحققت هذه المصالحة بعد أن ظل كلا الطرفين يقدم نفسه خلال السنوات الماضية كنقيض وبديل للآخر.

نظام جديد

وتم إنجاز هذه المصالحة بين الجناحين بفضل نظام هجين جديد، يمزج بينهما، محققاً حالة تفاعل وانسجام وكفاءة، وجرى تطويره بصورة مشتركة من قبل شركتي «سيسكو»، و«غوغل». وتم الإعلان عن هذا النظام أول مرة في أكتوبر الماضي، ثم تم عرضه بصورة حية، وهو منفذ فعلياً خلال فعاليات مؤتمر «سيسكو لايف 2018»، الذي انتهت فعالياته أخيراً، بمدينة أورلاندو الأميركية.

وجرت وقائع العرض الحي بحضور الرئيس التنفيذي لشركة «سيسكو»، تشاك روبنز، والرئيس التنفيذي للحوسبة السحابية بشركة «غوغل»، ديانا جرين.

وتتمثل أهمية هذا النظام في أنه بمقتضاه أصبح بإمكان المطورين والمستخدمين الذين يعملون في بيئات الحوسبة السحابية العامة المفتوحة، الوصول الى موارد وقدرات وتطبيقات ونظم بيئات العمل الداخلية المغلقة بالمؤسسات. كما أصبح بإمكان المطورين والمستخدمين للبنية التحتية المعلوماتية المغلقة، الوصول إلى الموارد والإمكانات المتاحة ببيئات الحوسبة السحابية المفتوحة، وذلك في اتجاهين متوازيين، عبر واجهات تطبيقات برمجية مرنة وسهلة ومؤمّنة وعالية الكفاءة والسرعة، وهو ما يعد تطوراً كبيراً ومهماً في صناعة تقنية المعلومات عموماً.

حلول مبتكرة

وصدر عن الشركتين بيان عبر موقع المؤتمر ciscolive.com/‏global، قدّم المزيد من التفاصيل حول النظام الجديد، وورد به أن الشركتين تستهدفان من هذا النظام، تقديم حلول مبتكرة ومفتوحة، تستخدم الموارد المتاحة بالبنية السحابية، جنباً إلى جنب، مع استخدام وإدارة وتأمين الخدمات والتطبيقات والنظم القائمة في البنية المعلوماتية الداخلية للمؤسسات، وبهذا تتميز الحلول الجديدة بسرعة وحجم البنية السحابية، مع مزايا الأمن من المستوى المؤسسي.

وتوفر الحلول الهجينة المبتكرة الجديدة للمؤسسات، طريقة تناسب تشغيل وتأمين ومراقبة أحمال العمل، وبالتالي تمكينها من تحقيق الاستفادة القصوى من استثماراتها، والتخطيط لنقل بنيتها السحابية بالوتيرة التي تناسبها وبشكل لا يفرض عليها التعامل مع مزوّد بعينه، وتستطيع تطوير التطبيقات الجديدة في البنية السحابية أو في مقر الشركة، مستخدمة أدوات التطوير وزمن التشغيل وبيئة الإنتاج نفسها.

وفي تعليقه على الشراكة، قال تشاك روبنز: «توفر شراكتنا مع (غوغل) لمتعاملينا أفضل ما تقدمه البنية السحابية من مزايا، أي المرونة واتّساع النطاق، إلى جانب الدعم والأمن بمستوى مؤسسي. ونتقاسم رؤية مشتركة لعالم البنية السحابية الهجينة التي توفر سرعة الابتكار في بيئة مفتوحة وآمنة، ما يتيح جلب الحلول المناسبة لمتعاملينا».

الحلول المشتركة

من جانبها، قالت ديان غرين، إن «الحلول المشتركة من (غوغل) و(سيسكو) تسهّل السير وفق منهج تدريجي ومبسّط للاستفادة من مزايا البنية السحابية، وهذا ما يطلبه متعاملونا بالفعل. وتساعد الحلول المشتركة للبنية السحابية الهجينة من (سيسكو) و(سحابة غوغل) المطورين في الاستفادة من أنظمة (كيوبرنيتس) و(حلول سيسكو) للشبكات والأمن، بالإضافة إلى منصة التحقق (آي سيتيو) ورصد شبكات الخدمة. وبإمكان مطوري التطبيقات المؤسسية الوصول إلى واجهات برمجة التطبيقات في البنية السحابية بشكل آمن، فيما باستطاعة مطوري البنية السحابية الوصول إلى واجهات برمجة تطبيقات المؤسسة والموارد المادية بشكل آمن».

ومن أبرز ملامح الحلول السحابية الهجينة من «سيسكو» و«غوغل» التجميع المتزامن والإدارة، وتجميع نظم «كيوبرنيتس» بناءً على السياسة وإدارة الموارد والتطبيقات والخدمات عبر البيئات الهجينة، والتواصل الشبكي، لتطبّق في البيئات السحابية والمادية المتعددة.

كما تتضمن مجالات الأمن، توسعة نطاق سياسة الأمن ورصد سلوك التطبيقات، والرؤية والتحكم، والرصد اللحظي المستمر والأتمتة المباشرة لأداء الشبكة والتطبيقات، بالإضافة إلى البنية التحتية المهيأة للتطبيقات السحابية، ومنصة فائقة التقارب تدعم التطبيقات القائمة وبيئات النظم الأصيلة في البنية السحابية، وحلول مفتوحة المصدر تتيح أسلوباً موحداً لاتصال وتأمين وإدارة ورصد الخدمات الجزئية، وإدارة واجهة برمجة التطبيقات من «غوغل» بربط أحمال العمل القديمة في البنية المادية مع البنية السحابية عبر واجهات برمجة التطبيقات.

وصلة جديدة

وفي هذا السياق، ذكر روبنز أنه تم خلال العام الماضي وحده، إضافة 2.1 مليار وصلة شبكة معلومات، تربط بين جهاز وآخر، ومن المرجح أن يكون هناك 27 مليار وصلة جديدة أخرى خلال السنوات الخمس المقبلة، وهذا الأمر يفرض أن تكون الشركات قادرة على استيعاب البيانات المتبادلة بين الآلة والآلة، وقادرة كذلك على اتخاذ القرارات بشأن المكان الذي يحتاج إلى هذه البيانات، ونقلها إلى المكان المناسب بحيث يمكن «معالجتها في نقطة ذات قيمة».

وفي إشارة إلى حركة البيانات عبر الحدود، والخصوصية، والتغيرات الاقتصادية السريعة في جميع أنحاء العالم، قال روبنز إنه، الآن، تم تشفير نحو 50% من جميع حركة الاتصالات والمعلومات حول العالم، لكنه أكد أننا مازلنا بحاجة إلى بنية أمنية واحدة تعتمد على الكثير من المعلومات التي تتم معالجتها بسرعة كبيرة.

تويتر