يدمج خدمات البرمجيات والمنصات والبنية التحتية في كيان واحد

«زاس».. مفهوم جديد في الحوسبة السحابية يجعل «كل شيء خدمة»

يُعد «زاس» أحدث حلقة في خدمات الحوسبة السحابية التي تعود بداياتها إلى 1999. من المصدر

ظهر، أخيراً، مفهوم جديد في تقنية المعلومات، وتحديداً خدمات الحوسبة السحابية، يطلق عليه «زاس»، ويقصد به أنه بدلاً من تقديم البرمجيات كخدمة والمنصات كخدمة والبنية التحتية كخدمة في نماذج عمل وتقنيات منفصلة عن بعضها بعضاً، يتم تقديم كل هذه الأشياء في نموذج أوسع متكامل ومتناسق يكمل بعضه بعضاً، منطلقاً من فكرة تقوم على تقديم «كل شيء كخدمة»، من دون إرهاق أو إرباك المستخدمين والمتعاملين بالفروق والاختلافات بين كل نموذج وآخر، سواء من حيث البناء أو التشغيل أو الكلفة أو مستوى الخدمة.

آفاق واسعة للنمو

اتفق تقريران لكل من مؤسسة «غارتنر» للبحوث، وشركة «سبايس ووركس» للاستشارات، على أن مفهوم «زاس» أمامه آفاق واسعة للنمو، موضحين أن هناك العديد من التوجهات التي تمهد الطريق أمامه ولو بصورة غير مباشرة، منها انتشار تطبيقات ونظم إنترنت الأشياء، إضافة إلى بروز ظاهرة البيانات الضخمة والتحليلات العميقة والذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة.

وأضاف التقريران أن تلك التوجهات تحتاج، في وقت واحد، الى بنية تحتية قوية وبرمجيات فائقة الأداء متاحة طوال الوقت، فضلاً عن منصات ذات موثوقية عالية، الأمر الذي يجعل مفهوم «زاس» منطقياً ومطلوباً.

تيار رئيس

وجاء الحديث عن مفهوم «زاس» في تقريرين صدرا الأسبوع الماضي لكل من مؤسسة «غارتنر» العالمية لبحوث سوق تقنية المعلومات، وشركة «سبايس ووركس» للاستشارات والبحوث، حيث ركز التقريران على أن «زاس»، الذي بدأ يظهر ويتبلور، سيكون هو التيار الرئيس أو الغالب في مجال خدمات الحوسبة السحابية خلال العام المقبل، ليكون هو الإطار الأوسع الذي يحتوي بداخله مفهوم أو نموذج تقديم البرمجيات كخدمة والمعروف باسم «ساس»، ونموذج تقديم المنصات البرمجية العامة كخدمة والمعروف باسم «باس»، إضافة إلى نموذج تقديم البنية التحتية المعلوماتية كخدمة والمعروف باسم «أياس»، وهي النماذج الثلاثة الأكثر رواجاً وانتشاراً ورسوخاً حالياً، فضلاً عن نموذج تقديم الحاسبات المكتبية كخدمة المعروف باسم «داس»، ونموذج تقديم خدمات منصات العمليات التجارية كخدمة، المعروف باسم «بي باس»، لكن النموذجين الأخيرين يعدان من النماذج الحديثة التي لاتزال في بدايتها.

الحلقة الأحدث

وبحسب تقرير «غارتنر»، فإن مفهوم «زاس» يعد أحدث حلقة في خدمات الحوسبة السحابية التي تعود بداياتها الى عام 1999 حينما قدمت شركة «سيلزفورس» للمرة الأولى نموذج البرمجيات كخدمة، ضمن ما أطلق عليه في ذلك الوقت موفرو خدمات التطبيقات «إيه إس بي»، غير أنه مع التطور السريع في عالم الحوسبة السحابية، تغير الوضع حتى تبلورت الأمور في النماذج الثلاثة الرئيسة الحالية، وباتت الثلاثة تشكل الأعمدة الرئيسة لعالم الحوسبة السحابية، ثم انتقلت الامور إلى طور جديد يدمج الثلاثة في كيان واحد، هو «زاس»، ومعهما النماذج الأخرى البازغة.

وأوضح التقرير أن هناك حالياً الآلاف من تطبيقات نموذج البرمجيات كخدمة، حيث إنه في هذا النموذج يتحكم متعاملو الخدمة في بياناتهم، لكن تتم إدارة كل شيء آخر في مجموعة تكنولوجيا المعلومات من قِبل مزود الخدمة، مشيراً إلى أنه في خدمة «باس»، تدخل التطبيقات حيز التشغيل، في حين يتحكم المستهلك بخدمة «أياس» في كل شيء، بدءاً من نظم التشغيل وحتى التطبيقات البسيطة.

ومن حيث مستوى الانتشار والقيمة السوقية لهذه الخدمات، بين تقرير «غارتنر» أن العائدات العالمية من نموذج البرمجيات كخدمة كانت في عام 2016 أكبر بكثير عما كان متوقعاً، حيث بلغت 48.2 مليار دولار، ثم سجلت نمواً أسرع في العام الماضي بنسبة بلغت 21.6%، ومن المتوقع أن تحقق هذه العائدات معدل النمو نفسه أو أكثر خلال العام الجاري 2018 لتصل إلى 71.2 مليار دولار.

أنماط الإنفاق

أما تقرير شركة «سبايس ووركس»، فإنه ركز على تحليل أنماط الإنفاق على تقنية المعلومات، واستند إليها في توقعاته الخاصة بنموذج «زاس». وفي هذا السياق جاء التقرير بعنوان «الميزانيات واتجاهات التقنية في 2018». واستند التقرير الى استطلاع ومسح ميداني شمل 1003 من خبراء تقنية المعلومات، يعملون في شركات ومؤسسات تراوح بين الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، في قطاعات التصنيع والرعاية الصحية والمؤسسات غير الربحية والتعليم والحكومة والمالية.

وأظهر المسح أن خدمات الحوسبة السحابية تأتي في المرتبة الثالثة في قائمة بنود الإنفاق لهذه المؤسسات، وتستحوذ على 21% من الميزانية المخصصة للإنفاق على تقنية المعلومات، بعد الأجهزة التي تستحوذ على 31%، والبرمجيات التي تستحوذ على 26%.

الحوسبة السحابية

وكشف المسح عن أن الجزء المخصص للإنفاق على الحوسبة السحابية يوجه الى مجالات محددة، هي الحوسبة عالية الأداء، وإدارة سلسلة التوريد، والبحث والتطوير والهندسة، وتطوير البرمجيات، والتجارة الإلكترونية، والتطبيقات الإنتاجية، وتتمحور نماذج العمل المطبقة فيها بين نماذج الحوسبة الثلاثة الرئيسة، وهي البرمجيات كخدمة والمنصات العامة كخدمة والبنية التحتية كخدمة.

تويتر