تسعى إلى عرض المحتوى من الأجهزة على أي سطح أو حتى في الهواء

شركات ناشئة تحاول «الاستثمار في عالم ما بعد الشاشات»

شركات تعمل على تطوير تقنية تحوّل أي شيء إلى شاشة عرض. من المصدر

عقدت شركة «كيك ستارتر» المتخصصة في تمويل الشركات الناشئة وتوفير رأس المال المخاطر والاستثمار في الأفكار الإبداعية المستقبلية، أخيراً، جولة تمويل لجمع الأموال اللازمة للمشروعات الجارية في مجال عرض المحتوى من داخل الحاسبات والهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء، وغيرها من أجهزة المعلوماتية والإلكترونيات، على أي سطح أو حتى في الهواء بعيداً عن الشاشات.

• واجهات المستخدم الرسومية

قال خبير تقنيات العرض، توماس جانيو، إن «أفكار عصر ما بعد الشاشات تختلف كثيراً عن الأساليب الحالية القائمة على فكرة (واجهات المستخدم الرسومية)، أو ما يطلق عليها (جي يو آي)، التي ظلت خلال العقود الماضية أمراً مثالياً بالنسبة لمصممي الاجهزة والبرمجيات ومعدات العرض والتقديم، وأحدثت ثورة وتغييرات متتالية في طرق العرض، لكن الانتقال الى عصر ما بعد الشاشات لابد أن يتبعه تقليص واستغناء عن واجهات المستخدم الرسومية»، مضيفاً «نحن الآن مجبرون على إعادة اختراع الأشياء، وربما تكون الأداة الجديدة المتوقع طرحها لتشغيل خدمة (سبوتيفاي) للبث الحي للموسيقى مثالاً قوياً وواضحاً لما يمكن أن يكون عليه عصر ما بعد الشاشات مستقبلاً».

• طريقة العرض الجديدة تستخدم تقنيات الواقع الافتراضي بعيداً عن الشاشات.

وأفاد موقع «تيك كرانش»، في تقرير حول جولة التمويل للاستثمار، التي عقدت تحت شعار «الاستثمار في عالم ما بعد الشاشات»، بأن الجولة لم تكن ناجحة بما يكفي، ولم تتمكن الشركات الناشئة العاملة في هذا المجال من جمع القدر المستهدف من التمويل، لاسيما شركة «لامبكس» التي تعمل على تطوير تقنية تحول أي شيء إلى شاشة عرض، من خلال إسقاط المحتوى على هذه الأشياء بطريقة تستخدم فيها تقنيات الواقع الافتراضي والمدمج و«الهولوغرام»، وغيرها، بعيداً عن الشاشات، بما يجعلها تصلح للتطبيق في مجالات معينة.

وذكر التقرير أنه خلال التجربة التي قدمتها الشركة أمام الممولين، ظهر المشروع التجريبي الذي تنفذه، وهو عبارة عن نظام للعرض بلا شاشات يمكن استخدامه في المطاعم لمعاينة حالة المأكولات والمشروبات الموجودة أمام الزبائن، أو أن الزبائن فرغوا من طعامهم، وعرض ذلك على أسطح الحوائط والمناضد الموجودة أمام العاملين بالمطعم، لافتاً إلى أنه يتم في هذه الحالة نقل الصورة من المناضد التي يجلس عليها الزبائن الى الأسطح التي يعمل عليها فريق الخدمة والطبخ داخل المطعم دون أن تكون هناك شاشات على الإطلاق.

محاولات أخرى

ووفقاً لتقرير «تيك كرانش»، فإنه إلى جانب شركة «لامبكس» كان هناك الكثير من المحاولات الاخرى الأكثر نجاحاً، مثل جولة التمويل التي قادتها شركة «سينجيو» وشركة «جلايف» العاملتان في مجال سماعات الفيديو الافتراضية.

وأشار التقرير إلى أنه بخلاف ما يجري على صعيد الشركات الناشئة، فإن هناك تطورات تنفذها الشركات الكبرى، وفي صدارتها ما يجري من تطوير على سماعات الرأس والنظارات الذكية العاملة بتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز ولا تتطلب شاشة عرض، موضحاً أنه في الواقع العملي فإن أجهزة المسرح الشخصي والمسرح المنزلي تعد من المؤشرات المبكرة نحو التحول الى عصر ما بعد الشاشات.

الشركات الكبرى

ولتوضيح ما جرى خلال جولة التمويل، قال خبير تقنيات العرض، توماس جانيو، الذي حظي بعقود عمل داخل شركة «غوغل»، وكان صاحب مشروع نظارة «غوغل» الذكية، ويعمل الآن مديراً للمنتجات في شركة «سبوتيفاي»، إن «الأمر في بدايته، لكنه لا يقتصر على الشركات الناشئة فقط»، مشيراً إلى أن «(أبل) و(سبوتيفاي) و(مايكروسوفت) و(غوغل) والعديد من الشركات المصنعة للسماعات والاجهزة العاملة بتقنيات الواقع الافتراضي والأجهزة القابلة للارتداء، جميعها تمضي على الطريق نفسه، وترى أن عصر ما بعد الشاشات آتٍ لا محالة».

وأضاف أن «الربط بين الأجهزة القابلة للارتداء والعرض بلا شاشات أمر لا يمكن تفاديه، فكلما زادت الأجهزة القابلة للارتداء زادت الحاجة إلى وسائل عرض جديدة بعيدة عن أي عوائق مرتبطة بقدرات الشاشات الحالية».

وتابع جانيو: «إننا نتفاعل الآن مع التقنية عبر أدوات منها الحث والتمرير، وأبرزها على الإطلاق التحديق والانصات الى الشاشات الزجاجية الصغيرة، لكن المستقبل لن يكون كذلك، وسيعمل بطريقة مختلفة، لا مكان فيها لشاشات (إل سي دي) أو (أو إل إي دي)، لأن الحوائط والمناضد والأسطح وحتى الهواء نفسه سيكون بديلاً للشاشات، بعدما يتم الاستغناء عن بث المحتوى من داخل شاشة وإسقاطه على أي سطح من خارجه، ويتقدم العرض والتحكم بالأوامر الصوتية بقوة، ويتراجع اللمس والتحريك بالأيدي بشدة، ليكون الأمر معتمداً على أدوات تعتمد على فكرة أن خبراتنا في الحوسبة لن تكون مرتبطة دائماً بمستطيل متوهج يجذب أنظارنا».

تويتر