في أحدث جولة منافسة بينهما على خدمات المعلومات المقدّمة عبر الهواتف الذكية

«التعلّم الذاتي» في «غوغل» يتفوق على سرعة «أبل» ودقتها

«ناو أون تاب» من «غوغل» تستبق الأمر وتقدم نتائج بحث معتمدة على سلوك المستخدم السابق. من المصدر

في أحدث جولة منافسة بينهما حول السيطرة والاستحواذ على خدمات المعلومات المقدمة للمستخدمين عبر الهواتف الذكية، سجلت قدرات «التعلّم الذاتي» وتعلّم الآلة المتوافرة لدى شركة «غوغل»، تقدماً ملحوظاً وتفوقاً على قوة الأداء والدقة والسرعة المتوافرة عند شركة «أبل».

واستطاعت سلسلة التحديثات التي أطلقتها «غوغل»، أخيراً، على الهواتف الذكية العاملة بنظام التشغيل «أندرويد» الذي تدعمه، الوصول بخدمات المعلومات التي يمكن أن يحصل عليها المستخدم إلى مرحلة التوقع والتنبؤ بما يريد، وعرض المعلومات ذات الصلة في ضوء ما طلبه وأراده واعتاد عليه من قبل، وليس فقط ما يطلبه لحظة استخدامه الهاتف، في حين توقفت «أبل» عند مرحلة الاستجابة السريعة لما يطلبه المستخدم، من دون تنبؤ أو فهم واسترجاع لما سبق.

وبالتالي نجحت «غوغل» في أن تضع بالهاتف معلومات أكثر غنى وتوسعاً وعمقاً وتنوعاً مما تقدمه «أبل»، وتلخص الفارق بين الجانبين في أن «غوغل» تعتمد على قوة المعرفة، بينما تعتمد «أبل» على قوة الحوسبة.

تحديثات «غوغل»


قراءة «الباركود»

قدمت شركة «غوغل»، عبر التحديثات التي أضافتها أخيراً إلى نظام «أندرويد مارشميللو»، ميزة أو خاصية مسح وقراءة «باركود» و«كيو آر كود»، من خلال تطبيق للكاميرا، ثم عرض ما تمت قراءته على الشاشة من معلومات ذات صلة وأشياء، مثل مراجعات المستخدم.

وأشارت «غوغل» إلى أن هذه الخاصية ستعمل على الكتب وأسطوانات الفيديو الرقمية.

وجرت تلك المقارنة بين الشركتين بمناسبة التحديثات الجديدة التي أضافتها «غوغل» إلى نظام «أندرويد مارشميللو»، المستخدم في تشغيل الأدوات والأجهزة اليدوية التي تنتجها «غوغل» تحت اسم «نيكسس»، وكذلك يتم استخدامها في الهواتف الذكية العاملة بـ«مارشميللو».

وركزت تحديثات «غوغل» على الأداة التي أطلقتها الشركة منذ أشهر عدة تحت اسم «ناو أون تاب»، التي تعمل على الإصدار (رقم 6) من نظام تشغيل «أندرويد مارشيمللو»، ويمكن الوصول إليها بالضغط على المفتاح الرئيس للهاتف المحمول، ثم الاستمرار في الضغط حتى يتم تنشيطها، لتقوم بعمل بحث على «غوغل» على الشاشة، وتمسح المعلومات ذات الصلة بالخدمة، مثل روابط المواقع واتجاهات الأماكن، وخيارات المشاركة على شبكات التواصل الاجتماعي، وغيرها.

وفي الإضافات الأخيرة وسعت «غوغل» فوائدها ووظائفها بإضافة ميزة الترجمة الفورية، إذ إنه يمكن لترجمة صفحة الضغط مطولاً على المفتاح الرئيس، ثم الضغط على مفتاح ترجم هذه الشاشة.

البحث عن صورة

وفضلاً عن خاصية الترجمة، قدمت «غوغل» ميزات وخصائص أخرى، منها البحث عن صورة من أي تطبيق، مثل المتصفح أو موقع «بينترست»، ثم عرض معلومات مصاحبة للصورة، وكذلك البحث في صفحة مجلة أو ملصق فيلم للحصول على المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع. كما أنه إذا اشترى المستخدم شيئاً ووصلته رسالة تخبره بأن هذا الشيء تم شحنه، فإن ميزة «ناو أون تاب» ستتيح تعقّب الشحنة من دون أي عناء أو بحث، والدخول على موقع شركة الشحن ومحاولة تعقّب الشحنة عن طريق رقمها.

وفي حال أراد المستخدم قراءة مقال معيّن، وضغط مطولاً على المفتاح الرئيس، ستجلب له ميزة «ناو أون تاب» مقالات جديدة شبيهة بالمقالة التي يقرأها.

نتائج بحث معتمدة

وإجمالاً تبادر ميزة «ناو أون تاب» أو تستبق الأمر، وتقدم نتائج بحث معتمدة على سلوك المستخدم السابق وليس فقط المطابقة مع ما يكتبه عند بدء عملية البحث، إذ إنها تقدم المعلومات ذات العلاقة بالسياق الذي يبحث فيه المستخدم في التطبيقات الأخرى، وعلى سبيل المثال إذا ذكر المستخدم في محادثة عبر «غوغل هانغ أوت» أنه ذاهب إلى العشاء، وضغط مرتين على المفتاح الرئيس، ستعرض له بطاقات تحتوي معلومات حول الأفلام والمطاعم التي يمكنه الاختيار منها.

خوارزميات «التعلّم الذاتي»

وقارن العديد من المحللين بين هذه التحديثات من جانب «غوغل»، وما أضافته «أبل» إلى مساعدها الرقمي المنافس الذي يحمل اسم «سيري»، ومن بين من أجروا هذه المقارنة التحليلية، المحللة في موقع «بيزنس إنسايدر»، ليزا إيديكيكو، التي خلصت في تحليلها ومعها آخرون أيضاً، إلى أنه خلال جولات التنافس والصراع المستمرة، كشفت «غوغل» عن جانب واحد تتفوق فيه كثيراً على الشركات المنافسة، وهو تعليم الآلات كيفية التفكير، أو ما يطلق عليه «التعلم الذاتي»، وهو مصطلح يشير إلى خوارزميات ونماذج رياضية معقدة، يعمل عليها الحاسوب أو الآلة، وتمنحه القدرة على التعلم الذاتي طوال الوقت، وفهم السياق، وبعبارة أخرى هو «وضع خوارزميات للتعلم، بحيث تتولى الآلات تعليم نفسها تلقائياً من دون تدخل أو مساعدة من الإنسان».

مساعد رقمي دقيق

في المقابل، فإن المساعد الرقمي «سيري» الذي تستخدمه «أبل» في أجهزتها الذكية، يصبح أسرع وأقوى في كل مرة، لكنه لا يرتبط بالسياق، مثل «ناو أون تاب» أو حتى مثل «كورتانا» المساعد الرقمي لشركة «مايكروسوفت»، فـ«أبل» تؤكد جدارتها في تقديم مساعد رقمي سريع ودقيق معظم الوقت، لكنه لا يستطيع التنبؤ باحتياجات المستخدم أو يعلم من هو.

وفي هذا الصدد قال المحلل في مؤسسة «غارتنر» لأبحاث السوق، فان بايكر، إن «غوغل» تستند إلى قوتها في المعرفة والبحث، وتتقدم كثيراً على الجميع، بما فيها «مايكروسوفت»، لكنها متقدمة أكثر ما تكون على «أبل».

وأضاف بايكر أن محرك بحث «غوغل» له دور في ذلك، مشيراً إلى أن تعلّم الآلة وأنماط الفهم يلعب دوراً كبيراً في كون نتائج البحث في «غوغل» دقيقة وسريعة، في حين أن «أبل» لم تدخل مجال البحث، ولا تحتاج إلى ذلك، لهذا فإن تعلّم الآلة ليس من أولوياتها.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «كلاريفاي» للتقنية، ماثيو زيلر، إن «التعلّم الذاتي يعتبر جزءاً من جميع منتجات (غوغل) الرئيسة تقريباً، مثل خرائط (غوغل)، والسيارات ذاتية القيادة، وحتى الإعلانات، ولذلك فهي في حقيقة الأمر ليست شركة بحث، وإنما شركة (تعلّم ذاتي) وتعلّم آلة، ولذلك تفوقت على (أبل) في تحديثاتها الأخيرة».

تويتر