المحادثات بها حيّة.. ويتوقع انطلاقها للجمهور في 2021

«كلوب هاوس».. منصة تواصل جديدة تعتمد الصوت المباشر

صورة

فيما تواصل منصات التواصل الاجتماعي توسعها وتأثيرها الكاسح على مستوى العالم، مستخدمة النص والصورة والفيديو والصوت الحي، تستعد منصة تواصل اجتماعي جديدة قائمة على الصوت الحي المباشر فقط، للانطلاق الآن، من دون استخدام النصوص والفيديو والصور.

وجذبت المنصة الجديدة الاهتمام، وأثارت الكثير من الجدل، على الرغم من كونها لاتزال تعمل حتى الآن بصفة حصرية بأعضاء من مشاهير التقنية في «وادي السيليكون»، ومعهم مشاهير في الفن والإعلام، ونجوم بعض المهن الأخرى، مثل: المحاماة، وعالم الأعمال، والإبداع.

«كلوب هاوس»

تحمل المنصة الجديدة التي يتوقع افتتاحها للجمهور خلال عام 2021، اسم «كلوب هاوس» أو «بيت النادي»، وهو اسم مستوحى من الوصف الذي يطلق داخل الولايات المتحدة على مبنى يستضيف نادياً اجتماعياً، ويقدم خدماته للأعضاء فقط، ما يعني أن صفة «الحصرية» والخصوصية ستكون الركيزة الأساسية لعمل المنصة الجديدة.

ومن أهم جوانب الحصرية والخصوصية في المنصة أنها تستخدم المحادثات الصوتية الحية فقط، وسيلة للتواصل بين أعضائها، ما جعلها تثير اهتماماً وجدلاً بين مواقع التقنية خلال الآونة الأخيرة، كان من بينها تحليل نشر في موقع «سي نت»، المتخصص في التقنية cnet.com، وتناول الرؤية التي تقوم عليها المنصة الجديدة.

غرف محادثة

تتخذ المنصة صورة تطبيق يعمل من خلال الهواتف المحمولة، مثل «فيس بوك» و«تويتر»، و«واتس أب». كما أنها تعمل كمنصة كاملة من خلال أجهزة الكمبيوتر الشخصية المكتبية والمحمولة واللوحية.

وأسس المنصة خبيران بالتقنية في وادي السيليكون هما: باول دافيسون، وروهان سيث، عبر شركة ناشئة حصلت على تمويل من صناديق التمويل والاستثمار المخاطر، ويقولان عنها إنها منصة اجتماعية قائمة على الصوت، تتيح لأعضائها الدخول إلى غرف محادثة قائمة، أو إنشاء غرفة جديدة، وفتح النقاشات والاستماع إلى مناقشات جارية حول الموضوعات أو المشاركة فيها. وتحتوي الغرف بشكل عام على مكبرات صوت وطريقة عمل لوحات المؤتمرات والمشرفين، وتكون المحادثات حية في الوقت الفعلي، ما يعني أنه يمكنك سماع أشخاص يقدمون آراءهم حول الموضوع المطروح.

وكان أول موضوع جذب الاهتمام لهذه المنصة الناشئة، هو النقاش الذي فتحته مراسلة صحيفة «نيويورك تايمز»، تايلور لورينز، الصيف الماضي، حول ثقافة «وادي السيليكون»، وكيف تغطيها وسائل الإعلام، وكيفية تعامل المنصة مع المضايقات والمحتوى المشكوك فيه، مثل: نظريات المؤامرة، والمشاعر المناهضة لوسائل الإعلام، والتي تظهر في المحادثات.

ولكي تصبح عضواً على التطبيق أو المنصة، يجب أن تعرف شخصاً موجوداً بالفعل على تلك المنصة، يوجه إليك دعوة، وسيظهر وجه هذا الشخص في ملفك الشخصي إلى أجل غير مسمى، باعتباره الشخص الذي دعاك للانضمام.

أوجه الخلل

إلا أنه يوجد في المنصة بعض أوجه الخلل والقصور، إذ لايزال من الصعب العثور على الغرف والنوادي، وهي مجموعات من الأشخاص المهتمين بموضوع معين، ومن الصعب الحصول على عضوية في المنصة، كما أنه من الصعب العثور على محادثات ذات صلة في الوقت المناسب، أو استضافة أشخاص وإشراكهم في تلك المحادثات.

ولم تمنع سياسة «الحصرية» الصارمة، والاقتصار على الصوت فقط، انتقال بعض مشكلات شبكات التواصل الاجتماعي الكبرى القائمة إلى «كلوب هاوس»، إذ تعاني المنصة المضايقات، لاسيما عندما يكون هناك منشور مطلوب الإبلاغ عنه أو إزالته، وهناك أيضاً الجدل حول من يقرر نوع الكلام المناسب أو غير المناسب عبر المنصة، وفضلاً عن ذلك، فإن البث الحي للصوت تترتب عليه صعوبة في التعامل مع الآراء والأصوات التي يحتمل أن تكون مسيئة، ما يجعل من الصعب الإبلاغ عنها.

وعلى سبيل التحوط من هذه الأمور، تم تزويد المنصة بخاصية الإبلاغ عن شخص ما في الوقت الفعلي، ما يسمح للتطبيق بالاحتفاظ بتسجيل صوتي مؤقت ومشفّر، بغرض التحقيق في الحادث.


فعاليات مختلفة

يتوقع محللون ألا يكون «كلوب هاوس» مجرد منصة للمستخدمين الفرديين الذين يبحثون عن المشورة أو الصداقة، بل سيكون الأمر داخلها «أبعد من الكلام»، إذ يفكر المسوقون والمتخصصون في تسويق المنتجات والعلامات التجارية بالفعل في ما يمكن أن يحدث بعد ذلك، فقد تستضيف علامة تجارية نوعاً من الحديث داخل المنصة، عبر إجراء مناقشات «مائدة مستديرة» أو مسابقات، أو دردشة مع الخبراء، بل من المحتمل جداً أن تصبح المنصة مكاناً للعروض الحية والحفلات الموسيقية، وحتى موطناً لشيء يشبه المسلسلات الإذاعية التي كانت سائدة في منتصف القرن 20، وكانت من الأشياء المحبوبة التي تحظى بجمهور عريض.

تويتر