تسمح لمصباح كهربي بالعمل موجّه بيانات بسرعة 10 غيغابايت في الثانية

عالم ألماني: «لاي فاي» ستتفوق في النهاية على «واي فاي»

التغطية في «لاي فاي» لا تتجاوز 10 أمتار ولا يمكن نشرها في ضوء الشمس. من المصدر

في مطلع عام 2011، أعلن عالم الفيزياء الألماني، الدكتور هيرالد هاس، أمام مؤتمر «تيد غلوبال» الدولي للاتصالات، عن تقنية نقل البيانات عبر الضوء، التي أطلق عليها «لاي فاي»، متوقعاً أن تنافس وربما تتفوق على تقنية «واي فاي» أو نقل البيانات عبر موجات الراديو. لكن بعد مرور عقد من الزمان، أصبحت «واي فاي» هي السائدة، فيما لاتزال «لاي فاي» تتخبط بين لحظتي الانطلاق والاختفاء، فلا هي أصبحت واقعاً محسوساً، ولا هي اختنقت ولحقت بغيرها من تقنيات أخرى انتهت.

تفوق

وبمناسبة مرور 10 سنوات على محاولته إطلاق تقنية «لاي فاي»، عاد الدكتور هاس وأكد مجدداً في حوار أجراه معه موقع «ديجيتال تريندس»، أن «لاي فاي» ستثبت جدارتها وتتفوق في النهاية، ليصبح لدينا مصباح كهربائي، يعمل موجّهاً لاسلكياً، ويبث البيانات في كل الاتجاهات بسرعات تتجاوز 10 غيغابايت في الثانية.

ميزات

وأوضح هاس، الذي يعمل حالياً رئيساً لقسم الاتصالات في جامعة «ستراثكلايد» في غلاسكو، إن «لاي فاي» توفر طيفاً ترددياً ضخماً، يعادل ثلاثة أضعاف الطيف الترددي اللاسلكي الذي تعمل عليه موجات الراديو، ما يعني أن بالإمكان تحقيق سرعات وكميات من البيانات المنقولة، تتخطى موجات الراديو بثلاثة أضعاف.

وأضاف أن الطيف الذي تعمل به «لاي فاي» مفتوح ومجاني، ولا يخضع للتنظيم كالطيف الترددي اللاسلكي الحالي، حيث يسمح ذلك باستخدام الطيف نفسه في كل بلد من دون قيود، ما يجعل التوحيد العالمي أبسط كثيراً، ومن ثم يقلل الكلفة والتعقيد.

وتابع هاس أنه إضافة إلى ذلك، فالطيف مرن للتداخل الكهرومغناطيسي، ومن ثم يسمح لموجات الراديو وأشعة «لاى فاي» بالعمل معاً على مسافة قريبة، من دون تداخل مع بعضهما، وهو أمر مفيد ومطلوب في البيئات الحضرية التي وجد بها الكثير من الأجهزة المحمولة التي تحتاج إلى اتصالات بيانات عالية السرعة.

الواقع الفعلي

وعلى الرغم من ميزات «لاي فاي»، فإن هذه التقنية، وفقاً لخبراء، لاتزال في نطاق الاحتمال، ولم تصبح بعد منتجاتها قيد التشغيل، أي لم تطرح تجارياً وعملياً، كما أنها لاتزال تحت الاختبار.

وبحسب الخبراء، فإن الحواجز التقنية أمامها تكمن في كفاءة التحويل البصري إلى الكهربائي، وهذا يعني أن من أجل الاستفادة الكاملة من الطيف الضوئي المتاح، نحتاج إلى أجهزة إرسال واستقبال متقدمة، كما أن التغطية في «لاي فاي» لا تتجاوز 10 أمتار، ولا يمكن نشرها في ضوء الشمس الساطع، وهذه القيود تجعلها تقنية في مرحلة «بين بين»، فلا هي قادرة على الانطلاق مثل «واي فاي»، ولا هي انتهت مثل تقنية «ليزر ديسك» لنقل البيانات عبر الليزر.

تأكيد

وخلال المقابلة، أقر الدكتور هاس بوضعية «بين بين»، لكنه أكد أنه لايزال واثقاً بأن «لاي فاي» في طريقها للانتشار.

وقال: «أستطيع أن أرى عالماً يتم فيه دمج (لاي فاي) في هاتف ذكي، جنباً إلى جنب مع جميع تقنيات الترددات اللاسلكية الأخرى، ففي أوائل العقد الأول من القرن الـ21، كان معدل البيانات من المصابيح البيضاء نحو ميغابايت واحد في الثانية، واليوم، هذا الرقم أقرب إلى غيغابايت في الثانية، وهذا عامل تحسن مقداره 10 آلاف درجة خلال الـ20 سنة الماضية»، وأضاف أن «هذا الاتجاه سيستمر لتصبح تقنية سائدة في النهاية».


التطبيق العملي

تعني تقنية «لاي فاي»، من الناحية العملية، شكلاً من أشكال الاتصال اللاسلكي، يستخدم نبضات ضوئية سريعة جداً لنقل البيانات بين الأجهزة، عبر تحويل الأصفار والأرقام التي تعمل بها أجهزة الاتصالات والمعلومات الرقمية إلى حالتين خفيفتين (تشغيل أو إيقاف).

وإذا تم تشغيل الأضواء من نوعية «الليد» فإنه يرسل رقماً، وإذا تم إيقاف تشغيله فإنه يرسل صفراً، من خلال تشغيل وإطفاء هذه الأضواء بسرعة كبيرة، من الممكن إرسال الرسائل بسرعات وكميات مذهلة.

والإطفاء والتشغيل بهذه السرعات العالية، أمر يحدث فعلياً في المصابيح الكهربية، لينتج الوميض الضوئي الذي يبدو للعين البشرية ثابتاً، في حين أنه فعلياً عمليات إطفاء وتشغيل، وهو أمر مشابه لما يحدث عند عرض فيلم فيديو، حيث تظهر الصورة أمام العين ثابتة، في حين أنها فعلياً إطارات يتم عرضها بسرعات تصل أحياناً إلى 120 إطاراً في الثانية.

تويتر