كيف يخرج اتحاد الكرة من مأزق «إلغاء ودية مصر»

بات اتحاد الإمارات لكرة القدم في مأزق، بعد اعتذار نظيره المصري عن إقامة مباراة ودية للمنتخب المصري مع المنتخب الوطني، حيث تسبب الأمر في إرباك لخطط الجهاز الفني بقيادة المدرب الإيطالي، ألبيرتو زاكيروني، استعداداً لنهائيات كأس آسيا التي تقام في الإمارات، يناير المقبل.

وكان مقرراً أن يواجه المنتخب الإماراتي نظيره المصري 20 الجاري باستاد آل نهيان في أبوظبي، وستكون ثانية مبارياته الودية بعد مواجهة بوليفيا بعد غد، ضمن «أيام فيفا»، التي يخصصها الاتحاد الدولي للمباريات الودية للمنتخبات، ومن شأن هذا الاعتذار المفاجئ أن يصعّب على الأبيض إيجاد بديل مناسب في توقيت قصير، خصوصاً أن زاكيروني كان يراهن على هذه التجربة الودية القوية لاختبار جاهزية اللاعبين.

وسيظل المأزق قائماً بالنسبة لزاكيروني، بغض النظر عن إيجاد منتخب بديل للمواجهة الودية الثانية للأبيض من عدمها، خصوصاً أن المدرب بنى خططه في الفترة الحالية على طبيعة مواجهتَي بوليفيا ومصر لاختبار جاهزية اللاعبين، خصوصاً على مستوى هجوم قوي، يتمتع به المنتخب المصري، الذي كان يفترض أن يلعب بحضور نجومه الكبار. وبات يصعب على زاكيروني تغيير خططه في مواجهة منتخب بديل، قد لا يسعفه الوقت في التحضير لمواجهته بالشكل المطلوب في فترة قصيرة جداً.

وأصدر اتحاد الكرة بياناً صحافياً كشف خلاله ملابسات إلغاء ودية مصر، رغم اكتمال الترتيبات كافة بشأن إقامتها في موعدها، وقال مدير المنتخب، عبيد هبيطة، لـ«الإمارات اليوم» إن برنامج المنتخب سيتغير على ضوء إلغاء المباراة، والبحث عن منتخب بديل لخوض مباراة معه، مشيراً إلى أن المعسكر المقبل للمنتخب، وهو الأخير قبل كأس آسيا، سيكون في دبي 15 ديسمبر المقبل، ثم سينتقل الأبيض إلى أبوظبي ويستمر هناك حتى نهاية البطولة.

وأبدى اتحاد الكرة استياءه من إلغاء المباراة قائلاً، إن الشركة الراعية لاتحاد الكرة المصري «برزنتيشن سبورت» أبلغتهم بإلغاء المباراة رغم اكتمال كل الأمور المتعلقة بالمواجهة، واصفاً ما قامت به الشركة بالتعامل غير الاحترافي، ومؤكداً أن الاتحاد قرر إيقاف التعامل مع هذه الشركة مستقبلاً.

وعبر الاتحاد عن استغرابه من التصريحات التي أدلى بها بعض مسؤولي المنتخب المصري، وتداول وسائل إعلام مختلفة إلغاء أو تأجيل المباراة، قبل مخاطبته بشكل رسمي. وأشار إلى أنه قام فوراً، بعد استلام رسالة تأجيل المباراة، بالبحث عن منتخب بديل سيتم الإعلان عنه لاحقاً.

وفي جانب آخر، قال مدير المنتخب إن الانضباط والجدية يسودان تحضيرات المنتخب الحالية في دبي، وأكد أن مسألة الاستقرار على تشكيلة أساسية للأبيض، بيد المدرب زاكيروني الذي طلب من كل لاعب قوة المنافسة لحجز مكانه.

واعتبر هبيطة أن ودية بوليفيا مهمة جداً لاختبار اللاعبين المتاحين حالياً لزاكيروني، كما تمنى أن تمتلئ مدرجات استاد مكتوم بن راشد في دبي بالجمهور لتحفيز اللاعبين.

وقال إن باب الاختيار للمنتخب مفتوح لأي لاعب يبرز بشكل جيد، وإن المدرب لم يغلقه.

وتابع: «بالنسبة لنا فإننا راضون عن عملنا الإداري، وكذلك الفني الخاص بالمدرب زاكيروني». وتقدم عبيد هبيطة بالشكر إلى الشيخ راشد بن عمار بن حميد النعيمي، على زيارته وحضوره تدريب المنتخب ودعمه للاعبين. ويشارك في تدريبات المنتخب في معسكره الحالي بند الشبا في دبي 26 لاعباً، حيث يستمر غياب لاعبين بارزين على رأسهم عمر عبدالرحمن للإصابة.

سالم حديد: لماذا يلجأ اتحاد الكرة إلى الوسطاء لإقامة مباراة ودية مهمة

حمّل لاعب المنتخب السابق والناقد الرياضي، المستشار القانوني سالم حديد، اتحاد الكرة مسؤولية إلغاء المباراة، متسائلاً «لماذا يلجأ اتحاد الكرة إلى وسطاء لإقامة مباراة ودية، فكيف يعتمد على شركة في تنظيم هذه المواجهة، ولا يقوم بالاتصال مباشرة مع اتحاد الكرة المصري».

وقال لـ«الإمارات اليوم»: «لو كان الأمر متعلقاً برعاية شركة لمباراة خيرية أو لعمل إنساني لكان الأمر مقبولاً، لكن أن يتم الاعتماد عليها في تنظيم مباراة مهمة للغاية ضمن التحضيرات لكأس آسيا، فهذا أمر غير مقبول إطلاقاً ويجب ألا يمر مرور الكرام، خصوصاً أن المنتخب حالياً في أمسّ الحاجة إلى خوض أكبر عدد من المباريات الودية مع منتخبات قوية».

وتابع: «الوقت أصبح ضيقاً، والمنتخب لم يستقر حتى الآن على التشكيلة الأساسية أو طريقة اللعب». وشدد حديد على أن الأمور الحالية في اتحاد الكرة لا تبشر بالخير. ورأى أن الحل في الأزمات التي يتعرض لها الاتحاد، يكمن في إيجاد لجنة خاصة للطوارئ. وأضاف: «أين بروتوكولات التعاون التي وقّعها اتحاد الكرة من قبل مع اتحادات وطنية عدة»، وتساءل عن دور لجنة المنتخبات في تنظيم هكذا مباراة.

آخر معسكر للأبيض قبل انطلاق كأس آسيا، يبدأ 15 ديسمبر المقبل في دبي، وينتقل إلى أبوظبي.