«الحرارة والرطوبة وكورونا» تؤرق الرياضيين قبل انطلاق أولمبياد طوكيو

من سباق نصف الماراثون الذي جرى بشكل تجريبي قبل أيام في طوكيو وسط حرارة مرتفعة. أ.ف.ب

أجبرت الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية المتوقعة خلال دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، الرياضيين على إعداد أجسادهم لهذه الظروف القاسية في خطوة إلزامية في الطريق إلى إحراز ميدالية أولمبية. وبات ارتفاع الحرارة والرطوبة العالية في طوكيو وعدد من المدن اليابانية، إلى جانب خطر فيروس كورونا، والإجراءات الاحترازية المرتبطة به، تؤرق بشدة الرياضيين قبل انطلاق الألعاب الأولمبية المرتقبة.

وفي قلب «الغرفة الحرارية» للمعهد الوطني للرياضة والخبرة والأداء في باريس، ظهر عداء سباق الماراثون الفرنسي حسن شهدي عاري الصدر يتصبب عرقاً وهو يعدو بخطوات هادئة فوق جهاز المشي.

وتبلغ الحرارة 34 درجة مئوية، والرطوبة 70%، والهواء ثقيل للغاية. بعد ساعة من الركض، خرج شهدي من الغرفة المظلمة، قام بعملية الوزن، بقياس نسبة التعرق، وبتقييم التعب والأحاسيس، كما فعل في اليوم السابق، وكما سيفعل في اليوم التالي.

في نهاية شهر مايو، كان الرياضي البالغ من العمر 32 عاماً يتبع بروتوكولاً للتكيف مع الحرارة التي تعتبر العدو الحقيقي للأداء لاسيما في رياضات التحمل. ويقول الباحث في جامعة كانبيرا الأسترالية والاختصاصي في التكيف مع الحرارة المرتفعة الكندي جوليان بيريار: «مع الرطوبة يتبخر العرق بدرجة أقل، وبالتالي فإن الجلد يبرد بدرجة أقل. تزداد درجة حرارة الجسم وكذلك معدل ضربات القلب ونصاب بالجفاف، وعندما نفقد الكثير من الماء يقلل ذلك من القدرة على التعرق».

ومن أجل مواجهة هذه الآثار الضارة بشكل أفضل، قرر المشاركون في العديد من الألعاب الرياضية (ألعاب القوى، الترياتلون، الألواح الشراعية، الركبي ورياضات أخرى)، التأقلم مع الظروف بشكل يومي قبل فترة زمنية من الألعاب المقررة من 23 يوليو إلى الثامن من أغسطس، حيث ستراوح الحرارة بين 32 و35 درجة مئوية والرطوبة بين 70 و80%.

ويوصي الاختصاصيون بمعسكر واحد على الأقل (ما بين 10 أيام وأسبوعين) قبل انطلاق المنافسة بأسابيع عدة، مع القيام بجهد معتدل على مدى ساعة أو ساعة ونصف من خلال اتخاذ حمام ساخن على سبيل المثال.

وقال شهدي خلال خضوعه لمعسكره الثاني «في البداية نتصبب عرقاً بشكل كبير، نشعر بأن الجسد يتكيف. في أول 15 دقيقة يكون الجو حاراً جداً ثم نتعرق ونشعر بالراحة». وشعر شهدي بفوائد ما خضع له خلال مشاركته في سباق نصف الماراثون في جيبوتي في فبراير الماضي.

تعتبر هذه البروتوكولات ضرورية للرياضيين قبل طوكيو (أو سابورو حيث تم نقل سباقات المشي والماراثون بقرار من اللجنة الأولمبية الدولية)، حتى لو لم تضمن النجاح في أرض الشمس المشرقة.

«وحش استوائي»

وعن هذه الأمرو المتخصص في الطب الرياضي سيباستيان راسينيه: «الإنسان وحش استوائي منظم حرارياً جيداً، ويمكن للجميع التكيف مع الحرارة. لقد كانت قدرات التنظيم الحراري للإنسان وقدرته على التحمل ميزة في التطور لصيد حيوانات أقوى وأسرع».

وأضاف: «سيستفيد جميع الرياضيين من التدريب في الحرارة، ومع ذلك يمكن أن تملك لاعبَين من المستوى نفسه يستجيبان بشكل مختلف تماماً».

وكشف أنه «مع التعرض للحرارة يمكن أن نحصل على انخفاض في الأداء بنسبة 10%، وبالتالي فالهدف من التأقلم هو تعويض هذا الانخفاض في الأداء. بحسب الرياضة، الرياضي والظروف الدقيقة، يمكننا تعويض كل أو جزء من هذا الانخفاض».

ويوضح أن «بروتوكولات التدريب الأخرى مثل دورات التدريب على المرتفعات توفر 1% من الأداء، لذا فإن التأقلم أهم بكثير من جميع أنواع الإعداد النهائي الأخرى».

تويتر