تحوّل من لاعب مغمور إلى الأفضل في العالم بسيناريو غريب!

كلوب يقود ليفربول بجنون بطل فيلم «الجوكر»

يلعب مدرب ليفربول الإنجليزي، الألماني يورغن كلوب، دور البطولة في ملاعب كرة القدم، وكأنه الممثل الأميركي، خواكين فينيكس، الذي سحر العالم بأداء شخصية فيلم «الجوكر» الشهير، وبالجنون نفسه في تعابير الوجه والحركات المفعمة بالنشاط في المنطقة الفنية، ولكن بنتائج إيجابية، قفز كلوب ورقص على سلم البطولات وسط انتصارات وهتافات وتفاصيل كثيرة في شخصيته، صنعت منه أسطورة تكتيكية جديدة في ملاعب كرة القدم، وصعدت به إلى المجد حتى تربع على عرشها كأفضل مدرب في العالم، بشهادة لاعبين ومدربين، وقبلهم التكريم الرسمي من إمبراطورية الاتحاد الدولي «فيفا».

«جوكر كرة القدم» يكره البدلة الرسمية، لأن مكانها حفلات الأفراح ومراسم العزاء، يدرك جانبه المجنون في الصراخ على اللاعبين وتعبيرات وجهه الغريبة وحركاته اللاإرادية على الدكة، يصفه أقرب أصدقائه بالعاطفي، وكشف عن زواجه المبكر، والتزامه الديني، وتحوله من لاعب مغمور إلى مدرب «نجم» بسيناريو غريب الأطوار، بنى ناديه الأم ماينز ورمم بروسيا دورتموند وأعاد ليفربول إلى وهجه ومجده الغائب منذ 14 سنة.

كلوب (52 عاماً) متزوج منذ 2005، ولديه طفل وحيد اسمه (مارك)، ينعم بحياة مهنية ناجحة، كرس خلالها شخصيته المحببة للاعبين في بناء وتنفيذ فكر تكتيكي متزن دفاعاً وهجوماً، وتقوم فلسفته على الضغط العالي وإمتاع الجمهور بكرة قدم حديثة وسريعة، مكنته من الفوز بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، وأضاف إلى «أم الأذنين» كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.

وبشيء من شخصيته، يقود كلوب ليفربول بسيناريو مجنون نحو التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، في الموسم الحالي، للمرة 19 في تاريخ النادي العريق (تأسس 1892)، بعد سنوات عجاف وطول انتظار للحظة التاريخية المرتقبة منذ عام 1990، إذ يحلق طائر الليفر بصدارة البطولة، وقد يحسمها بسيناريو مجنون، لاسيما أن كلوب وأبناءه يتقدمون بفارق 13 نقطة عن أقرب المطارين مانشستر سيتي «حامل اللقب».

لاعب عادي ومدرب «نجم»

ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن كلوب كان لاعباً مغموراً في الدرجة الثانية الألمانية، مع نادي ماينز، لكنه يعتبر أفضل ثاني هداف للنادي بتسجيله 52 هدفاً طوال مشواره معه، ولم يسبق له أن لعب مع الفريق في «البوندسليغا».

ولم يكن مركز كلوب ثابتاً، فتارة يلعب بالارتكاز وتارة أخرى مهاجماً، وكان يتمتع بالحماس الزائد والقتالية بالملعب.

وتحوّل كلوب فجأة إلى مدرب للفريق، بسيناريو غير متوقع عام 2001، إذ طلبت منه إدارة ماينز أن يصبح لاعباً ومدرباً في الوقت نفسه، حين كان في عمر البرتغالي كريستيانو رونالدو (34 سنة)، ونجح بعد ثلاثة مواسم فقط في قيادة ماينز للصعود إلى دوري الدرجة الأولى في موسم 2004-2005، إلى جانب بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند (دربه لاحقاً وتوّج معه بالدوري الألماني)، وبقية الكبار، محققاً أول إنجاز في تاريخ نادي ماينز.

عاطفي و«مجنون»

«شخص عاطفي جداً، وأيضاً مجنون»، هكذا وصفه أقرب أصدقائه شافير، الذي كشف عن تفاصيل دقيقة في شخصية كلوب، إذ قال لصحيفة «ديلي ميل»: «كلوب ملتزم دينياً، تزوج في سن مبكرة، ويعتبر شخصاً سعيداً وعاطفياً، غير أنه يفقد أعصابه بسرعة لمجرد تمريرة خاطئة، وسرعان ما يستعيد سروره، فحاله يتبدل بسرعة البرق، وهو ما جعل عشاق نادي ماينز يعتقدون أنه شخص مجنون بسبب التصرفات غير العادية التي كان يقوم بها على مقاعد الاحتياط خلال المباريات، ولاسيما تعبيرات وجهه».

يصرخ على اللاعبين

اعترف كلوب، في تصريحات لصحيفة «إكسبريس» البريطانية، أن اللاعبين يغضبون منه أحياناً لأنه يصرخ عليهم خلال المباريات او التدريبات.

وفسّر كلوب ذلك قائلا: «أنا شخص مفعم بالنشاط، رغم أنني لم أكن نشيطاً عندما كنت أصغر سناً، إلاّ أنني مازالت مفعماً بالنشاط، صراخي على اللاعبين لا يتم استقباله بشكل جيد، وقد يتسبب لي في بعض المشكلات، إلا أنهم يعرفونني جيداً، وأتمتع بصداقات جيدة معهم».

لا يرتدي بدلة رسمية

يرفض كلوب فكرة ارتداء بدلة رسمية، كأغلبية مدربي العالم، أمثال الفرنسي زين الدين زيدان، والبرتغالي جوزيه مورينيو، وآخرين، ويعود آخر ظهور له بها خلال موسمه الأول مع ليفربول موسم 2015 - 2016 في نهائي بطولة الدوري الأوروبي.

وعلق كلوب في مؤتمر صحافي: «لا أشعر بالراحة، ولا أستطيع التنفس بشكل طبيعي، لا أريد التفكير في مظهري قبل المباراة، لذا يسعدني أن يختار لي مسؤول الملابس الرياضية طقماً رياضياً أستطيع ارتداءه بسرعة».

وأضاف: «لدي بدلة لحفلات الأفراح ومراسم العزاء، سأرتديها في حال طُلب مني لسبب ما، لكنني لا أحب ارتداءها».

استطلاعات الرأي

قامت صحيفة «كيكر» الألمانية باستطلاع رأي للاعبي الدوري الألماني، حول أفضل مدرب في العالم، بعد انتهاء الموسم المنصرم 2018-2019.

وقالت الصحيفة إن «250 من نجوم الدوري الألماني اختاروا كلوب الأفضل في العالم حالياً، إذ حصل على 66% من الآراء المشاركة في استطلاع الرأي، متفوقاً على غوارديولا الذي جاء في الوصافة بحصوله على 18.4%».

وفي الوقت الذي يعتبر غوارديولا أسطورة تدريبية في برشلونة، إلا أن استطلاع للرأي أجرته صحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية كشف أن كلوب هو المدرب الحلم بالنسبة لجمهور النادي الكاتالوني، وعنونت الصحيفة، قبل أيام من إعلان كيكي سيتين مدرباً للفريق خلفاً لأرنستو فالفيردي: «كلوب هو المفضل لبرشلونة في استطلاع رأي الجماهير».

الأصعب والأفضل في العالم

مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، الإسباني بيب غوارديولا: «اللقاءات التي جمعت السيتي مع ليفربول، كانت هي الأصعب بالنسبة لي، وأعتقد أن الليفر حالياً هو الأصعب والأفضل في العالم بقيادة كلوب».

وضع بصماته على الفريق

مدرب توتنهام الإنجليزي، البرتغالي جوزيه مورينيو: «ليفربول أفضل فريق في العالم الآن مع كلوب، أعتقد أن الكثير من اللاعبين يغادر، والكثير منهم يأتي، والأهم من ذلك هو الوقت المناسب لوضع فلسفة المدرب، ووضع أساليب التدريب، ووضع بصماته على الفريق، لقد وصل ليفربول لهذه المكانة بعد أن تم منح كلوب أربعة أعوام في النادي، إلا أنه لم يستمر أبداً في أي فريق لمدة تزيد على ثلاث سنوات في حياته المهنية، القريبة من 20 عاماً مديراً فنياً».

حوّلهم إلى آلة كاسحة

قال نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، كيليان مبابي: «ليفربول في هذه اللحظة مدهش، لقد حوّله كلوب إلى آلة كاسحة، عندما تشاهد لاعبي الليفر يلعبون تعتقد أن كل شيء سهل، لكن الأمر ليس كذلك، تركيز اللاعبين عالٍ، يلعبون مباراة كل ثلاثة أيام ويفوزون، يفوزون دائماً، الجميع يراقب ليفربول، ويفكر في ما يمكن القيام به ضده، لذلك على لاعبي ليفربول أن يظهروا للجميع أنهم أقوياء، إنهم فريق رائع ولديهم مدير فني ممتاز».

يتخذ القرارات الصحيحة دائماً

نجم ليفربول، السنغالي ساديو ماني: «الجميع يستطيع أن يرى ما فعله كلوب للنادي، وللمدينة، وجودته مدرباً، هناك الكثير من المدربين الجيدين في أوروبا، لكن يمكنني القول إن مدربنا يمتلك دائماً القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة لإدارة الفريق، خصوصاً معرفة كيف يتعامل مع فريقه، أثق دائماً بتأثيره في الفريق، هو مدرب منتصر، وأقول إنه أفضل مدرب في العالم».

يكره البدلة الرسمية، ويعتبرها لباس الأفراح ومراسم العزاء.

أفضل أصدقائه يصفه بالعاطفي والمجنون.. وتعابير وجهه «الدليل».

عمل لاعباً ومدرباً في وقت واحد، حين كان في عُمر كريستيانو رونالدو.

تويتر