نسخة استثنائية أمتعت الجماهير السمراء

«مصر 2019».. جودة الملاعب والمكاسب الاقتصادية أهم من فوز المنتخب

صورة

مكاسب كثيرة جنتها مصر جراء تنظيمها النسخة 32 من كأس أمم إفريقيا، التي اختتمت أمس، بمشاركة 24 منتخباً للمرة الأولى في تاريخ البطولة القارية، وعلى الرغم من الوداع المبكر للمنتخب المصري لكأس آسيا بعد الخسارة من جنوب إفريقيا في الدور ثمن النهائي، إلا أن مصر كانت الرابح الأكبر من وراء تنظيم هذا الحدث الكبير، وتمكنت من كسب الرهان وتقديم بطولة ناجحة تنظيمياً وإدارياً وتسويقياً، على الرغم من أن فترة تحضير مصر لاستضافة هذه البطولة، لم تزد على خمسة أشهر فقط، بعد قيام الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بسحب تنظيم البطولة من الكاميرون، نظراً لتأخرها في تشييد الملاعب والمرافق المطلوبة لاستضافة البطولة.

وكانت وزارة الشباب والرياضة المصرية قد كشفت أن البطولة تم تمويلها من خلال التعاقد مع الرعاة، الذين بلغ عددهم 32 راعياً، وأن البطولة لم تحمّل ميزانية الدولة أي أعباء إضافية.

وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن: «البطولة حققت لمصر مكاسب على المستويات كافة، وأن هناك مكاسب سياسية وثقافية، فمن الناحية الاقتصادية والسياحية من المتوقع أن تحقق مصر ما يقرب من 20 مليون دولار، حيث يبلغ عدد الزائرين السائحين نحو 700 ألف سائح من الدول العربية والإفريقية، ما انعكس بالإيجاب على معدلات الإشغال الفندقي فى مصر خلال هذه الفترة بنسبة تراوح بين 70 و80% من جنسيات مختلفة، ويوفر الآلاف من فرص العمل».

كما أضافت الوزارة أن تنظيم مصر للبطولة سيحقق عوائد استثمارية رياضية ضخمة بقيمة نحو 16 مليون دولار، وذلك من خلال ظهور الملاعب المصرية بشكل متألق، فضلاً عن حصول مصر على 20% من عوائد البطولة التي يحصل عليها الاتحاد الإفريقي سواء المرتبطة بالإعلانات أو حقوق البث التلفزيوني أو بيع التذاكر.

وجميع الدول التي نظمت مثل هذه البطولات حققت رواجاً اقتصادياً كبيراً، فمثلاً دولة روسيا حققت أرباحاً مذهلة نتيجة تنظيم كأس العالم، وقدّر الخبراء العائد الاقتصادي من تنظيم تلك البطولة 1.6 تريليون روبل، وهو أكثر بنحو 2.5 مرة من الأموال المستثمرة في هذه البطولة، وفي بطولة الأمم الأوروبية التي أقيمت في فرنسا عام 2016 حصدت فرنسا عوائد بقيمة مليار و220 مليون يورو.

جودة الملاعب

أقيمت مباريات كأس إفريقيا على ستة ملاعب رئيسة (القاهرة والسلام و30 يونيو والأسكندرية والإسماعلية والسويس)، كما تم تخصيص 24 ملعباً فرعياً للمنتخبات المشاركة بهدف التدريب عليها، وظهرت الملاعب بشكل متميز نال استحسان جميع مدربي المنتخبات الإفريقية ونجوم القارة السمراء السابقين والحاليين، على رأسهم نجم المنتخب الكاميروني السابق والهداف التاريخي لكأس إفريقيا صامويل ايتو، ونجم المنتخب السنغالي وفريق ليفربول الإنجليزي ساديو مانية، اللذان أشادا بالملاعب المصرية وبجودة العشب، وأكدا أكثر من مرة أن الملاعب المصرية تساعد على الإبداع والتألق، وقارن الكثيرون بين جودة ملاعب مصر وملاعب البرازيل التي استضافت في التوقيت نفسه مباريات كأس كوبا أميركا وظهرت بعض ملاعب البرازيل بصورة متواضعة، ما دفع نجم المنتخب الأرجنتيني وفريق برشلونة ليونيل ميسي للتصريح ساخراً بأن «الكرة لم تكن تطاوعني بسبب سوء أرضية الملعب، وكأن داخلها أرنباً».

مكاسب اقتصادية

حققت مصر الكثير من العوائد الاقتصادية، حيث تعد استضافة كأس الأمم الإفريقية عنصراً مهماً للغاية في تنشيط قطاع السياحة، نتيجة توافد عشرات الآلاف من المشجعين خلال فترة البطولة التي استمرت شهراً كاملاً، ولم تقتصر عوائد البطولة الاقتصادية على إشغالات الفنادق وزيادة إيرادتها، بل امتدت أيضاً إلى كيانات صغيرة، إذ زاد حجم الإقبال بشكل كبير على المحال الصغيرة والأكشاك، وعمل عدد من صغار المستثمرين على افتتاح مطاعم ومقاهٍ بالقرب من الملاعب، بجانب بيع الأعلام ومستلزمات التشجيع، خصوصاً أن الجمهور الإفريقي يتميز بطقوسه الخاصة في التشجيع، ويحرص على اصطحاب أدواته التشجيعية معه إلى داخل الملاعب.

تأكيد الأمن والاستقرار

خرجت كأس الأمم الإفريقية بشكل حضاري، ولم يكن هناك ما يعكر الأجواء الاحتفالية التي صاحبت العرس الإفريقي، حيث تابعت الجماهير الغفيرة مباريات منتخباتها بأمن وأمان، ولم يكن الحضور مقتصراً على المشجيعن فقط، بل تواجد في مصر خلال البطولة، الكثير من المسؤولين في القارة الإفريقية الذين حرصوا على الوصول إلى مصر وتشجيع منتخبات بلادهم والاستمتاع بأجواء البطولة.

عودة الجماهير إلى المدرجات

قبل انطلاق كأس إفريقيا في مصر، كانت المسابقات المحلية في مصر تُقام بدون جمهور، لكن مع أول مباراة في العرس الإفريقي تدفق آلاف المصريين والعرب والأفارقة إلى الملاعب بكل سهولة وبطريقة منظمة وميسرة، بفضل تطبيق منظومة احترافية حدثت لأول مرة في مصر وهي منظومة «تذكرتي»، حيث نجحت شركة «تذكرتي» في تعميم فكرة بطاقة المشجع «FAN ID» وتقديم منظومة تضمن مشاركة حضارية ومنظمة لجماهير كرة القدم، كما استطاعت ولأول مرة أن تقضي على ظاهرة السوق السوداء التي تنتشر في البطولات والمباريات الكبيرة.

القضاء على الاحتكار

نجحت مصر خلال استضافتها لكأس إفريقيا في القضاء على احتكار بث المباريات والبطولات الكبري، وتمكنت في وقت وجيز من إطلاق قناة «تايم سبورتس»، التي حققت في زمن قصير نجاحاً واسعاً في الشارع المصري، من خلال وجود أفضل المحللين العالميين، من بينهم جوزيه مورينيو ولويس فيغو وصامويل إيتو والحاج ضيوف، بجانب نخبة من المعلقين المصريين والعرب، من بينهم علي سعيد الكعبي وفهد العتيبي.

ظهور كوادر شابة

من أهم مكاسب مصر في كأس إفريقيا ظهور كوادر شابة، على رأسهم مدير البطولة محمد فضل (39 سنة)، الذي قدم نموذجاً فريداً في إدارة البطولات الكبرى، رغم صغر سنه، ونجح في الخروج بالبطولة إلى بر الأمان، على الرغم من تخوف الكثيرين من إسناد المهمة اليه، نظراً لصغر سنه، بجانب ظهرو الكثير من الكوادر الشابة في اللجان المختلفة، إضافة إلى آلاف المتطوعين.


مكاسب مصر من التنظيم

■ 20 مليون دولار و700 ألف سائح عربي وإفريقي في 30 يوماً.

■ظهرت ملاعب مصر بشكل مميز نال استحسان نجوم القارة السمراء.

■قضت مصر على احتكار بث المباريات وأطلقت قناة «تايم سبورتس».

■ظهور كوادر شابة، على رأسهم مدير البطولة محمد فضل (39 سنة).

تويتر