الفرنسي نغولو كانتي أحد أبرز اكتشافاتهم في السنوات الأخيرة

«كشافة تقنيون».. سلاح أندية إنجلترا في انتقالات اللاعبين

كشافة تقنيون عثروا على كانتي مع كاين الفرنسي فانتقل إلى ليستر ثم تشلسي وحقق لقبين في الدوري الإنجليزي مع الفريقين. أ.ب

ألقى الفيلم الأميركي الشهير «كرة المال»، الذي مثل دور البطولة فيه النجم الأميركي، براد بيت، الضوء على الأهمية التي قد تعنيها الإحصاءات الرياضية في تطوير مقاربة جديدة في سوق انتقالات اللاعبين بمختلف الرياضات.

4

ملايين دولار أنفقها نادي أرسنال، سنة 2012، لشراء شركة البيانات «ستات دي إن آي» للتنقيب عن المواهب الكروية.

ورغم أن الفيلم تحدث عن لعبة البيسبول، إلا أن شهرة ما بات يعرف بـ«الكشافة التقنيين»، تركزت أكثر في سوق انتقالات لاعبي كرة القدم، التي باتت تعني الكثير لأندية الكرة العالمية، وعلى رأسها أندية إنجلترا الأكثر استفادة منهم في السنوات الأخيرة، حتى إن الطرق التقليدية في الكشف عن المواهب تراجعت كثيراً مع تطويع العلم الحديث وبرامج الكومبيوتر المختلفة التي سهلت من عمل الكشافين، من دون تحمل عناء التنقل وقطع مسافات طويلة لمجرد متابعة لاعب كرة على الطبيعة.

ويشرح مؤسس شركة «بروزون» للإحصاءات، توماس شميدر، هذا الأمر بالقول: «في البداية ركز التحليل الإحصائي على فريقه الخاص، وعلى أدائه وكيفية تحسينه، بعدها ساعدت الإحصاءات على تحليل الخصم عن طريق الفيديو والتحليل الإحصائي، وفي المرحلة الثالثة بدأنا نقارب الانتدابات».

وتتقدم أندية إنجلترا على غيرها في هذه المسألة، ولمانشستر سيتي أو ليفربول عشرات الأشخاص المكرسين لتحليل الإحصاءات من أجل الانتقالات، وهم «الكشافة التقنيون»، وفيما يقوم الكشافة الكلاسيكيون بالتجوال في الملاعب، يقوم هؤلاء بتحليل بنوك المعلومات.

على سبيل المثال، بفضل إحصاءاته الدفاعية، ضبط في صفوف كاين الفرنسي لاعب الوسط نغولو كانتيه من قبل ليستر سيتي، وبعد ذلك بموسمين أصبح بطلاً مزدوجاً للدوري مع ليستر ثم تشلسي.

وعن استخدام «البيانات»، يشرح منسق الكشافة في روما الإيطالي، فرانشيسكو فالوني، لوكالة «فرانس برس»: «لدينا تحليلان إحصائي وكمّي، يسمحان غالباً بفهم أفضل للتقدم والخصائص الموضوعية لهذا اللاعب أو ذاك».

وبالنسبة للمدير الرياضي السابق لسانت اتيان الفرنسي وليفربول والمستشار الراهن لإذاعة «آر إم سي» الرياضية، داميان كومولي، فإن الأمر عبارة عن «وجود مقاربة علمية للانتداب، تساعد على تقليل نسبة الفشل».

يقدر فالوني أن هذه الأدوات «غيّرت العلاقة مع الوقت، واليوم كل هذه الأنظمة تسمح للجميع بمشاهدة الجميع في أي مكان من العالم، وهذا يزيد من المنافسة، ولهذا السبب يجب أن تكون الأفضل تنظيماً للوصول أولاً».

وبالنسبة للشركات المتخصصة على غرار الأندية، أنفق أرسنال الإنجليزي أربعة ملايين دولار أميركي عام 2012، بحسب «نيويورك تايمز» لشراء شركة بيانات «ستات دي إن آي»، إذ هناك «سباق تسلح» لفك تشفير «دوريات أكثر ومباريات أكثر وإحصاءات أكثر»، بحسب ما يضيف شميدر الذي باع شركته عام 2015 لشركة «ستاتس» الأميركية.

وتذهب بعض الشركات إلى أبعد من ذلك، حيث يؤكد لوكالة «فرانس برس» المتحدث باسم «إس آي غايمز» مطور إحدى الألعاب الشهيرة: «تستخدم أندية عالمية كبرى عدة قاعدة بيانات (مدير كرة القدم)، في إطار عملياتها الكشفية».

تقترح هذه المحاكاة على إدارة ناديه، في وضع مفرط للواقعية، موازنة الميزانيات، وإصابات اللاعبين، والمفاتيح والخسارات المفاجئة، خصوصاً قاعدة البيانات التي تحدد أكثر من 35 ألف لاعب، مع نقاط قوتهم وضعفهم وحالتهم، إلخ، وقد بنيت شيئاً فشيئا من خلال «شبكة بحث لأكثر من 1300 كشاف».

تويتر