أم طلال: التلي قصة تراثية مطرزة بالفضة

تعدّ الحِرف التراثية مكوناً رئيساً من مكونات التراث الإماراتي، وشاهداً على مهارة الأجداد وقدرتهم على توظيف الإمكانات القليلة التي كانت تجود بها البيئة من حولهم، لتحقيق أفضل استفادة منها. وتزامناً مع إعلان الإمارات عام 2025 «عام المجتمع»، نحتفي في هذه المساحة بالحِرف التراثية في الإمارات وبأصحابها الذين مازالوا يعملون بجهد واعتزاز لنقل هذا التراث للأجيال المقبلة.

تُعد التلي واحدة من أبرز الحرف التراثية في دولة الإمارات، ونظراً إلى هذه الأهمية قامت الدولة، في ديسمبر 2022، بإدراج حرفة «التلي» الإماراتية في قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة «اليونسكو»، باعتباره أحد مكونات التراث الثقافي في الدولة.

وأوضحت الوالدة (أم طلال)، من هيئة أبوظبي للتراث، أن التلي من الحِرَف التي تتوارثها الفتيات عن الأمهات والجدات، وهي من الحرف المحببة للمرأة الإماراتية التي تحب الاهتمام بمظهرها وزينتها وتزيين ملابسها، فالتلي شريط مطرز منسوج من خيوط قطنية ممتزجة مع شرائط ذهبية أو فضية، يستخدم في تزيين الملابس النسائية.

كانت المرأة تقوم بالتلي في المنزل في وقت فراغها، بعد أن تنتهي من أشغال البيت، ويمكن أن تتجمع الجارات ويقمن بالعمل معاً، خصوصاً وقت الاستعداد للأعراس أو الأعياد. لافتة أن التلي مازالت موجودة، ويتم تناقلها من جيل إلى جيل، وتعتبر كنزاً من كنوز التراث الإماراتي، وهناك أعداد كبيرة تقوم بتعلمها.

وتُستخدم «الكاجوجة» التي توضع عليها المخدة، وهي قاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس، كما تستخدم الخوصة والكيران والهدوب، وهي الخيوط التي تتم صناعة التلي منها، وبعضها خيوط قطنية والبعض من الحرير «البريسم»، حسب الشكل الذي ترغب فيه المرأة، ويُستخدم التلي في تزيين جميع أنواع الملابس النسائية، من فساتين الأعراس والفساتين الرسمية إلى الملابس اليومية، وهناك أشكال مختلفة من تطريز التلي، منها «تلي بوفص»، و«تلي الشطرنج»، و«تلي بوجنب»، وتُستخدم الآن الخيوط الاصطناعية كبديل لخيوط الفضة أو الذهب الخالص، ويعد الأسود والأخضر والأحمر والأبيض أكثر الألوان استخداماً في تصميمات التلي الإماراتي التقليدي، إضافة إلى اللون الفضي.

. كانت المرأة تقوم بالتلي في المنزل في وقت فراغها، بعد أن تنتهي من أشغال البيت، ويمكن أن تتجمع الجارات ويقمن بالعمل معاً، خصوصاً وقت الاستعداد للمناسبات.

. التلي من الحِرَف المحببة للمرأة الإماراتية، التي تحب الاهتمام بمظهرها وتزيين ملابسها، وتتوارثها الفتيات عن الأمهات والجدات.