جاسم الخراز.. ابن المسرح يفرض نفسه في «التلفزيون»

الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك نجد الممثلون النجوم الذين يظهرون في أدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات.

تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً قادراً على نجاح العمل أو فشله.

منذ ظهوره العام الفائت في شخصية (الماجدي) في المسلسل التاريخي «الماجدي بن ظاهر» للمخرج شعلان الدباس، لفت الممثل الإماراتي جاسم الخراز، الانتباه إليه، واستطاع أن يفرض نفسه ممثلاً قادراً على التنوّع، وهو ابن المسرح أساساً، الذي استطاع فرض نفسه في الدراما التلفزيونية، ومن هذه المدرسة انتقل إلى التلفزيون، وترك بصمته الأقوى في «الماجدي بن ظاهر»، ليطل هذا العام بشخصية (يوسف) في المسلسل الإماراتي «ص.ب 1003»، ومنذ لحظة حضوره في المشاهد الأولى في العمل، استطاع الخراز أن يحذب المتلقي بهدوء خطواته، وشخصيته المتأنية، التي تحمل في داخلها تساؤلات كثيرة منقسمة بين ماض يفخر به وحاضر يتوق إليه، فشخصية (يوسف) هي التي ستحرك أحداث العمل كله، وهو بهيئته البسيطة كشاب ضعيف البنية من عائلة محبة، يشاكس والدته تارة ووالده تارة، درس العلاقات العامة التي كل مرة يسأله والده عن معناها، ليصبح موظفاً في البريد معتزاً بأنه يعمل في الحكومة، على الرغم من أن والده دائماً يقارنه بابن عمه الذي يعمل بالجيش، لأنه ببساطة لا يعرف ما يقوله لأصدقائه عن العلاقات العامة، ومع هذا ترى عنفواناً يعبّر عنه الخراز من خلال أداء ممتع، تشعر بأنك تعرفه، وتقابله في الشارع أو تسلم عليه، هذه الطبيعة في التمثيل هي احتراف من نوع آخر، فالممثل الذي يستطيع أن يجسد شخصية تبدو مألوفة يبني علاقة مباشرة مع من يشاهده، لذلك فشخصية (يوسف) في العمل ستكون هي النواة التي من خلالها سيتعلق المشاهد بحلقات المسلسل وسينتظرها كما انتظار (يوسف) لرسائل (عاليا) الآتية من بعيد.

التشويق في المسلسل له علاقة بالأحداث وليس بحكايات الشخصيات التي تمثل به فحسب، الحدث هو البطل والممثل هو الناقل وهذا النوع من السيناريو والحوار الذي كتبه محمد حسن أحمد، يجعل الكيماء حاضرة بين الممثل وما يحيطه من تفاصيل مكانية وزمانية، وهنا يجسد (يوسف) بشكل مباشر هذه العلاقة، فحضوره لا يقل ألقاً من شارع يمشي فيه وبيده ربطة خبز، وقشعريرة تدل على برودة الجو تشعر بها ولا تراها، وهذا الدور تحديداً الذي يؤديه الخراز في مسلسل «ص.ب 1003» سيجعل المشاهدين يرونه في أعمال مقبلة كثيرة، لأنه أظهر موهبته وتمكنه في شخصية (يوسف).

- استطاع الخراز

أن يحذب المتلقي

بهدوء خطواته،

وشخصيته المتأنية،

التي تحمل في

داخلها تساؤلات

كثيرة.