دونالد تاسك يرى أن بلاده في مرحلة ما قبل الحرب

رئيس الوزراء البولندي: زيادة المساعدات لأوكرانيا تُجنب السيناريوهات المتشائمة

دونالد تاسك. أرشيفية

حذر رئيس الوزراء البولندي، دونالد تاسك، من أن أوروبا تمر باللحظة الأكثر أهمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ويجب عليها الالتزام بشكل أكبر بالدفاع عن أوكرانيا وحمايتها. وفي مقابلة مع «إلبايس»، دعا تاسك إلى زيادة المساعدات لأوكرانيا لتجنب «السيناريوهات المتشائمة». وفي ما يلي نص المقابلة:

.  يقول السياسيون والعسكريون والخبراء في جميع أنحاء أوروبا إنه في غضون سنوات قليلة يمكن لروسيا مهاجمة دول حلف شمال الأطلسي «الناتو»، هل الحرب حتمية؟

..  الأمر الأكثر إثارة للقلق الآن هو أن أي سيناريو ممكن. لم نواجه مثل هذا الوضع منذ عام 1945، وأعلم أن الأمر يبدو مدمراً، خصوصاً بالنسبة لجيل الشباب، لكن علينا أن نعتاد عقلياً على حقبة جديدة، فنحن في مرحلة ما قبل الحرب، وأنا لا أبالغ، وهذا أصبح واضحاً أكثر فأكثر كل يوم.

.  في الآونة الأخيرة، تم انتهاك المجال الجوي البولندي مرة أخرى بصاروخ كروز روسي؟

..  نعم، كانت هذه حادثة أخرى مثيرة للقلق. وعندما تتعرض لفيف أو غيرها من المدن في غرب أوكرانيا للهجوم، يمكن سماع صوت الانفجارات في المنطقة الحدودية. وفي الاجتماع الأخير للمجلس الأوروبي، أجريت مناقشة مثيرة للاهتمام مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، وطلب منا التوقف عن استخدام كلمة «حرب» في البيانات. وقال إن الناس لا يريدون أن يتعرضوا للتهديد بهذه الطريقة، والتي في إسبانيا تبدو مجردة، وأجبته بأن الحرب في الجزء الذي أعيش فيه من أوروبا لم تعد فكرة مجردة، وأن واجبنا ليس المناقشة، بل العمل والاستعداد للدفاع عن أنفسنا.

.  تمر أوكرانيا حالياً بأوقات عصيبة.. ماذا سيحدث لو خسرت الحرب؟

..  نحن بحاجة إلى التخلي عن طريقة التفكير هذه: «ماذا لو». ويجب أن تكون مهمتنا الرئيسة هي حماية أوكرانيا من الهجوم الروسي، والحفاظ عليها كدولة مستقلة ومتكاملة، والأمر متروك لنا لضمان قدرة أوكرانيا على تجنب السيناريوهات المتشائمة. وقد أصبح وضعها اليوم أصعب كثيراً مما كان عليه قبل عام واحد، ولكنه أيضاً أفضل كثيراً مما كان عليه في بداية الحرب، عندما كان جنود بوتين يقفون على مشارف كييف. وربما يتعين علينا التفكير في الحرب في أوكرانيا على المدى الطويل، وهذا يعني المزيد من المسؤوليات الجديدة للدول الأوروبية.

.  خصوصاً الآن، عندما يحتج المزارعون وسائقو الشاحنات البولنديون؟

..  إن أكثر اللحظات حزناً في مسيرتي السياسية هي عندما يتعين علي أن أكون صارماً وقاسياً مع أصدقائنا الأوكرانيين. وباعتباري رئيساً لوزراء بولندا، فمن المفترض أن أحمي مصالح بولندا الأساسية، بما في ذلك مصالح المزارعين. إن البحث عن حل لهذه المشكلة يحتل جزءاً كبيراً من وقتي.

.  كيف يمكن حلها؟

..  نريد مساعدة أوكرانيا بقدر ما نستطيع، ولكن في الاجتماع الأخير للمجلس الأوروبي قلت إن فكرة التجارة الحرة مع أوكرانيا تحتاج إلى إعادة تصميم. وأعتقد أنني أقنعت فرنسا وإيطاليا والنمسا بالقيام بذلك. وأريد التوصل إلى اتفاق عادل مع أوكرانيا في هذا الشأن، وأريد إيجاد قاسم مشترك لمصالح أوكرانيا وبولندا والاتحاد الأوروبي بأكمله.

.  تمت دعوتك إلى البيت الأبيض قبل 15 يوماً، ثم توجهت إلى برلين للقاء المستشار الألماني والرئيس الفرنسي.. ما الرسالة التي جلبتها من الولايات المتحدة؟

..  كانت هذه الرسالة مفادها أنه سواء فاز جو بايدن أو دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة، فإن أوروبا هي التي تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد عندما يتعلق الأمر بالدفاع. ليس تحقيق الاستقلال العسكري في مواجهة الولايات المتحدة، أو إنشاء هياكل موازية لحلف شمال الأطلسي، بل الاستفادة بشكل أفضل من إمكاناتنا وقدراتنا وقوتنا. وسنكون شريكاً أكثر جاذبية للولايات المتحدة إذا أصبحنا أكثر اكتفاءً ذاتياً في المسائل الدفاعية.

عن «إلبايس» إنترفيو

تويتر