الدكتور مارتن لازارو أكد أن مرضى عاشوا سنوات دون الحاجة إلى الدواء

خبير أورام: نتائج العلاج المناعي واعدة لمرضى السرطان

مارتن لازارو. من المصدر «إلبايس»

إنها ثورة علمية ترتكز عليها أسس مكافحة السرطان، ومن المعروف الآن أنه لا يوجد ورمان متماثلان، ولو كانا في العضو نفسه، وأبحاث الأورام، حيث تدرس التفاصيل الدقيقة للأورام التي كشفت عنها البيولوجيا الجزيئية، تتجه نحو أدوية أكثر تخصيصاً بشكل متزايد. ويوضح الخبير في هذا المجال، الدكتور مارتن لازارو، المجالات المختلفة لهذا الطب الدقيق الجديد.

وفيما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه «إلبايس»:

■ قبل بضعة أيام، أُعلن عن اختبار اللعاب للكشف المبكر عن السرطان، واضطرت الجمعية الإسبانية لطب الأورام إلى التحذير من أن هذه التجربة ليس لها أي قيمة طبية. هل تم تضخيم الأمر؟

■■ من السابق لأوانه القول إن دراسة فحص اللعاب هذه يمكن أن تساعدنا في الكشف عن المرض مبكراً. صحيح أننا في بعض الأحيان نبالغ في تقدير ما ينشر، فنحن متشوقون لرؤية الأخبار الجيدة بهذا المعنى حتى نرى الجزء الذي يلفت انتباهنا، ولكن يصعب علينا أن نرى الدلالات التي تحملها بعد ذلك، وإذا كانت تعني بالفعل شيئاً ما أم لا. علينا أن نكون حذرين للغاية، لأن ذلك يؤدي أحياناً إلى حصول الناس على آمال زائفة.

■ هل وصلت دقة علاج الأورام إلى مرحلة النضج؟

■■ نحن في مرحلة النضج في بعض المجالات، فهناك المزيد والمزيد من المعرفة بالبيولوجيا الجزيئية، ويتم تطبيق المزيد من الأدوية على بعض الأورام. وأستخدم سرطان الرئة كمثال. وعندما درست التخصص، كان من الممكن أن نتوقع متوسط فترة البقاء على قيد الحياة 10 أو 11 شهراً. ولحسن الحظ، تمت تجزئة هذا السرطان إلى أجزاء صغيرة، تشبه الأورام المختلفة قليلاً، وإذا جاءني شخص مصاب بسرطان الرئة مع تغيير في جين «أي إي كي»، الذي يمثل 4% من أورام الرئة، فأنا سأبدأ العلاج، وأنا أعلم أنه عندما يتوقف العلاج عن العمل لهذا المريض، فمن المؤكد أنه سيتم ظهور أدوية جديدة ستسمح لي باختيار علاج أفضل لذلك الشخص.

■ أنت متخصص في سرطان الرئة، وهو نوع من الأورام نجح فيه العلاج المناعي وغير مسار المرض في بعض الحالات. ومع ذلك، فإن المشهد العام لايزال غير إيجابي. كيف تفسر ذلك؟

■■ لاتزال هناك مجموعات فرعية عديدة من الأشخاص الذين لا يستجيبون بشكل جيد للعلاج، ولكن هناك مرضى يستجيبون للعلاج المناعي، وتكون الاستجابة ذات جودة أعلى، وفي بعض الأحيان، طويلة الأمد، لدرجة أننا بدأنا نرى مرضى، بعد عامين من العلاج ثم التوقف عنه، يعيشون حياة طبيعية لمدة عامين أو ثلاثة أو حتى أربع سنوات، دون أن يتطور المرض، ودون الحاجة إلى مزيد من العلاج.

■ لقد ارتفع معدل البقاء على قيد الحياة للمرضى الذين يعانون بعض الأورام من عدد من الأشهر إلى عدد من السنوات، لكن أطباء الأورام يجدون دائماً صعوبة في الحديث عن علاج السرطان أو جعله مستداماً. هل الهدف النهائي هو توفير الوقت؟

■■ هناك حالات نساعد فيها على العلاج السرطان، وعندما يكون المرض في مرحلة متقدمة، ما نفعله هو محاولة إطالة أمد المرض لأطول فترة ممكنة. ومن خلال العلاج المناعي، تمكنا بالفعل من تحقيق ذلك. وفي بعض الأورام، حيث لم يكن من الممكن تصور ذلك من قبل، هناك ناجون على المدى الطويل، وهذه حقيقة لا تقبل الجدل، ولكن في الحالات المتقدمة من المرض، يكون النهج المتبع في معظم الأورام هو تأخير تطورها.

■ بما أن هذه الأورام مختلفة، فهل تختلف طريقة علاجها أيضاً؟

■■ يجب أن نأخذ ذلك في الحسبان لأنه حتى الآن، كانت طريقة علاج الأورام متشابهة جداً. وتتعرض النساء، بشكل عام، مع العلاج الكيميائي وبعض الأدوية، لمزيد من السُمية، وليس معروفاً جيداً السبب.

تويتر