المرصد

100 عام من البث الإذاعي

اختارت الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) 13 فبراير من كل عام ليكون اليوم العالمي للإذاعة، بناءً على طلب من إسبانيا، وقد صادف الاحتفال العام الجاري ذكرى مرور 100 عام على انطلاق البث الإذاعي، بحسب الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.

وتلخص المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي قيمة الإذاعة بالقول «إنها (أي الإذاعة) مازالت الرفيق الدائم الذي يجمعنا حول لحظات قوية ومشتركة، وإنه رغم التأثير المتزايد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي فإن الإذاعة مازالت مصدراً للإعلام والترفيه من الطراز الأول، وإنها الوسيلة الإعلامية القادرة على الوصول إلى أي مكان في العالم، كما أنها شاملة وسهلة المنال أثناء الأزمات».

ويجتمع الخبراء على أن الإذاعة، التي يتجاوز متابعوها أربعة مليارات شخص، بحسب الأمم المتحدة، تمكنت من البقاء رغم ثلاث تحديات كبرى هي: انتشار الثقافة السمع-بصرية، وطغيان السرعة على أجندة حياتنا، ونشأة المتلقي التفاعلي الجديد الذي يناقش المعلومة ويشارك في الخطاب.

وتلعب الإذاعة دوراً كبيراً في مناطق الصراعات، ويبرز أكثر في ذلك المجال دور «الإذاعات المجتمعية» التي تقوم بأدوار سياسية واجتماعية لصيقة بالناس، ونموذج ذلك ما لعبته الإذاعة المجتمعية في أفغانستان عقب صدور قرار بحرمان المرأة من التعليم، فقامت «اليونسكو» بإعداد برامج تعليمية وترفيهية بثتها عبر راديو «بيغوم» لتعليم النساء، بحسب موقع الأمم المتحدة، وكذلك في اليمن بعد 2015 حيث ظهرت أكثر من 90 إذاعة، وفي جنوب السودان حيث لعب «خدمة راديو السودان» دوراً حيوياً بـ12 لغة، رغم التحدي الذي عبر عنه الخبير جيكوب كورنيلم، حين قال إن «الراديو من السهل وصوله إلى ملايين الناس، لكن المشكلة التي تكمن في المقابل عدم تمكنك من معرفة ما إذا كان هناك مستمعون أم لا»، والذي لعبته أيضاً إذاعة «مرايا» الأممية التي يتابعها 70% من السكان الجنوب-سودانيين، قبيل وبعد إعلان دولتهم، وهما إذاعتان كانتا من ضمن 95 إذاعة أخرى تعمل في الاتجاه نفسه.

أما في المجتمعات المستقرة، فتلعب الإذاعة أدواراً أقل أهمية نسبياً، لكن جمهورها يتعاظم لدى أعداد هائلة من المسافرين والهاربين خارج النطاق الحضري وعشاق الإجازات من الباحثين عن رفيق إعلامي أسهل مصاحبة وأقل ضجيجاً، كما يشير المختصون.

وتشير «بي بي سي» إلى أن «الإذاعة» على كل ما قدمته من فوائد لم يخلُ استخدامها من ضرر حيث تشير إلى استغلالها من قبل «الشعبويين» وحملات اليمين المتشدد في أوروبا، وحملة دونالد ترامب الانتخابية في الولايات المتحدة وما رافقها من شطط، لكنه على أية حال ضرر لا يقارن بما منحته للناس من بهجة وفوائد.

تويتر