المرصد

الذكاء الاصطناعي والانتخابات الأميركية

بمقدم عام 2024 ينتظر الناس لقاء حدثين هما الأهم في عالم اليوم: الانتخابات الأميركية، الحدث السياسي الأكثر بروزاً، والذكاء الاصطناعي، التطور التكنولوجي الأكثر تأثيراً، والذي أصبح أكثر تبلوراً وتطوراً منذ العام الماضي.

وتراوح وجهات النظر ما بين ناظر بإيجابية لتأثير الذكاء الاصطناعي على الانتخابات في جمع المعلومات وتصنيفها وتوظيفها، وما بين متخوف من تأثيره السلبي.

في ما يخص الفريق الأول، يقول مسؤول الاتصالات في «يونياتيد ستيتس أوف كير»، كيفين بيرين ألان، إن «الذكاء الاصطناعي سيساعد على تحليل البيانات الخاصة بأنماط التصويت، وسيعاون في كتابة الرسائل الإلكترونية، وتحليل خطابات وسائل التواصل الاجتماعي، وإنتاج مسودات الخطب الانتخابية ومحتويات الحملات، ودعوات التبرع للمرشحين».

ويرى أنصار هذا الفريق أيضاً أنه لا ضير في استخدام الذكاء الاصطناعي إذا تم على شاكلة استخدام الروبوت «آشلي» الذي سخرته المرشحة الديمقراطية لانتخابات الكونغرس، شامين دانيلز، للإجابة بشكل آلي على اتصالات واستفسارات الناخبين.

أما الفريق الثاني فيستشهد بواقعة كشفتها «فاكت تشيك أدو»، وهي مجموعة تدقيق حقائق حين وضعت يدها على ست صور مولدة بالذكاء الاصطناعي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وهو يحتضن شخصية سياسية لا تحوز شعبية وسط الجمهوريين، في بادرة قصد منها تقليص شعبية ترامب.

وترى الباحثة في «مركز برنان للعدالة» ميكيلا بانديثارثان، أن تأثير الذكاء الصناعي في الانتخابات جارٍ بالفعل، حيث استخدمته اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في إنتاج فيديو تحذيري من الأزمات البائسة للرئيس الأميركي جو بايدن في ولايته الثانية في وقت سابق من العام الجاري، وتضمن لقطات لبايدن يعلن فيه عن مشروع وطني لدعم المجهود الحربي في أوكرانيا، واتضح لاحقاً أنها مزيفة، فاستُبدلت بتغريدة مضللة حصدت ثمانية ملايين مشاهدة، كما تم ترويج فيديو مزيف يصور السيناتورة إليزابيث وارن وهي تدعو لضرورة منع الجمهوريين من التصويت في انتخابات 2024.

وتستطرد الباحثة بانديثارثان أن «الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق استُخدم منذ فترات سابقة، وكان قادراً على تجميع صور ملفات شخصية ذات جودة عالية لأشخاص غير موجودين من سنوات، لكن جديده بعد تطوره العام الماضي هو تمكينه المستخدمين من استحضار صور نابضة بالحياة لأي شيء تقريباً باستخدام نص بسيط، وتمكينه أيضاً لأعداد كثيرة من الأشخاص من إنشاء صور مقنعة من الصفر خلال ثوانٍ وبكلفة منخفضة جداً، أو من دون كلفة». وبين الترحيب والتحفظ اختار فريق ثالث من المتابعين إمساك العصا من المنتصف، مثل شركة «غوغل»، التي أعلنت «تقييد الاستفسارات المتعلقة بالانتخابات على برنامج الدردشة الآلية الخاص المدعوم بالذكاء الاصطناعي (براد)، بدءاً من مطلع 2024 من باب الاحتياط، وربما كان هذا هو الحل المتوازن.

تويتر