أقدم مكتبة لبيع الكتب في دلهي تحافظ على سحر شخصيتها العريقة

المكتبة لاتزال ترفض بيع الكتب عبر الإنترنت. أرشيفية

في سوق خان سريع التطور في نيودلهي، تبدو مكتبة «فقير تشاند» بمثابة مساحة لا تتأثر بالزمن.

وتقع هذه المكتبة في العاصمة الهندية بين متاجر الأزياء والمطاعم الصاخبة، وتحتفظ في الغالب بالشخصية نفسها التي كانت عليها عندما افتتحت في عام 1951. ولا توجد نوافذ أو أرفف منسقة، فقط مئات الكتب مكدسة فوق بعضها بعضاً، في حين أن صورة الراحل «فقير تشاند» تراقب المتجر الذي افتتحه لأول مرة في بيشاور، باكستان الحالية، في عام 1931. وقال أحد أحفاد فقير، واسمه أبهيناف بامهي، (26 عاماً)، وهو من الجيل الرابع الذي يحافظ على المكتبة «لابد أن الشغف من أجل القراءة سبب محافظتنا على المكتبة بعد التقسيم، على الرغم من أن بيع الكتب أصبح أمراً صعباً». وتم تخصيص سوق خان كمساحة تجارية للاجئين القادمين من منطقة كان يطلق عليها مقاطعة الحدود الشمالية الغربية، وتقع الآن في أقصى شمال باكستان، حيث أدى التقسيم إلى فصل الهند إلى دولتين، ونزوح الملايين بعد الاستقلال عن البريطانيين. وكانت عائلة فقير تشاند من بين أوائل المستوطنين الذين تم تخصيص مساحة لهم في حي جنوب دلهي الذي تطور ليصبح سوقاً راقية تتمتع بأعلى إيجارات التجزئة في البلاد. وكان بامهي جزءاً من هذا التغيير، لكنه قال إنه يجد العزاء عندما يعلم أن المكتبة هي المكان الذي «توقف فيه الزمن». ويظل اللون الأصفر الخفيف في مصاريع المتجر، وكذلك الخط الذي كتب به اسم المتجر، والكتب داخل مساحة 138 متراً مربعاً، كلها مشوبة بالحنين إلى بامهي وآخرين يترددون على المتجر منذ عقود. ويرى الكاتب مايانك أوستن صوفي، الذي يروي أحداث المدينة وشعبها في مدونته التي أطلق عليها اسم «دلهيوالا»، أن المكتبة هي «موطئ قدم للاستقرار في العاصمة الهندية التي تشهد تحولات كبيرة». وأضاف أن المحل وأصحابه يقدمون النقيض من الصورة النمطية لـ«الكوميديا الاجتماعية للطبقات العليا» في سوق خان. وقال صوفي «إنها مساحة ملموسة تربطنا بأزمنة ذهبت إلى الأبد، ولكن تاريخها لايزال يشكل حاضرنا بقوة».

وقال بامهي، الذي يدير المكتبة مع والديه، إن العائلة لا ترغب في التوسع أو بيع الكتب عبر الإنترنت، على الرغم من المنافسة المتزايدة، مضيفاً أنهم سيواصلون إرث فقير تشاند.

عن «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»

تويتر