سيجفريد هيكر أكد أن الخطر الموجود اليوم ليس حدثاً واحداً

خبير أميركي: حرب أوكرانيا زعزعت ركائز النظام النووي العالمي

سيجرفريد هيكر. أرشيفية

في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل»، شرح مدير مركز«لوس ألاموس» للأبحاث النووية، السابق، سيجفريد هيكر، كيف أن حرب روسيا ضد أوكرانيا قد دمرت، بالفعل، الحقائق التي منعت على مدى عقود استخدام أسلحة الدمار الشامل. والعالم النووي هو أحد الشخصيات المهمة في البرنامج النووي الأميركي. وفيما يلي مقتطفات من الحوار:

■ منذ الهجوم على أوكرانيا، هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية وعلق آخر معاهدة نزع سلاح متبقية مع الولايات المتحدة. هذه التطورات تعتبر أكثر خطورة.

-- يبدو أن تهديدات بوتين تهدف في المقام الأول إلى ثني الغرب. ومع ذلك، لأنها نووية، يجب أن تؤخذ على محمل الجد. ولكن الخطر الأكبر بكثير هو مزيج كل هذه التطورات. وقد بدأ هذا بالفعل مع هجوم غير مبرر على أوكرانيا. وبالطبع، ننظر جميعاً إلى الخسائر البشرية الهائلة والمعاناة التي تكبدها الشعب الأوكراني. وأنا بالتأكيد أشارك هذا الرأي، خصوصاً لأنني ولدت بالقرب من الحدود البولندية الأوكرانية. ولكن أكثر ما يقلقني بعد حرب أوكرانيا هو تأثيره في النظام العالمي النووي. وأخشى أن يكون بوتين قد دمر هذا النظام.

■ لماذا؟

-- كان النظام النووي في العقود الماضية يقوم على ركائز عدة. أهمها هو ما يسميه البعض بالمحرمات النووية. منذ عام 1945، عندما تم تطوير هذه الأسلحة الجديدة تماماً لأول مرة ثم استخدامها، لم يتم استخدام أي سلاح نووي في الحرب. وهذا مذهل. ولم يحدث ذلك عن طريق الصدفة. إنها نتيجة نظام تطور على مدى عقود. وأرادت العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق، التأكد من عدم استخدام الأسلحة النووية مطلقاً.

■ بأي طريقة يعرض الهجوم الروسي ضد أوكرانيا ركائز النظام النووي للخطر؟

-- حسناً، إنه يكشف النقاب عن أسس الثقة التي سمحت لنا بالتعايش مع الأخطار النووية. إنه يهدد التوسع السلمي للطاقة النووية، ويهدد الإجماع الذي منع استخدام الأسلحة النووية وانتشارها والإرهاب النووي.

■ لقد ولدت عام 1943، بعد ستة أشهر من تأسيس «مشروع مانهاتن» أول برنامج نووي أميركي. لذلك، تمتد حياتك حرفياً تقريباً طوال العصر الذري. هل تقول إننا في أخطر منعطف في هذا العصر اليوم؟

-- أعتقد أن أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وكذلك بعض الحوادث الأخرى عندما اقتربت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي من استخدام محتمل للأسلحة النووية، ربما كانت أكثر خطورة في حد ذاتها. ولكن الخطر الموجود اليوم ليس حدثاً واحداً. إنها نهاية النظام النووي نفسه. ولذا، كل شيء على المحك.

■ كيف تفسر التغير في سياسة الصين النووية؟

-- كان لدى الصين عقيدة نووية حساسة للغاية على مدى عقدين من الزمن. وقالت إن بضع مئات من الرؤوس الحربية كافية لتوفير الردع الضروري. وبدلاً من ذلك، ركزت الصين على بناء اقتصادها وأصبحت بذلك القوة الاقتصادية التي هي عليها اليوم. وكان هذا قراراً ذكياً. وهناك مسؤولية ضخمة مرتبطة بالأسلحة النووية وهناك نفقات مالية ضخمة. ولذلك، كان الصينيون ينصحون جيدياً بعدم السير في هذا الاتجاه في المقام الأول. وفي غضون ذلك، نما اقتصادهم؛ ولكن في الوقت نفسه نما انعدام الأمن لديهم. وقد أقنعهم عدم اليقين أنهم بحاجة الآن إلى ترسانة نووية أكبر.


ركزت الصين على بناء اقتصادها وأصبحت بذلك القوة الاقتصادية التي هي عليها اليوم، وكان هذا قراراً ذكياً.

كان النظام النووي في العقود الماضية يقوم على ركائز عدة، أهمها ما يسميه البعض بالمحرمات النووية. ومنذ عام 1945 عندما تم تطوير هذه الأسلحة الجديدة تماماً لأول مرة ثم استخدامها؛ لم يتم استخدام أي سلاح نووي في الحرب.

 

تويتر