أستاذة العلاقات الدولية في جامعة أكسفورد البروفيسورة نيتا كروفورد:

توثيق تكاليف حرب العراق المدنية والمالية يشمل سورية

نيتا كروفورد: واشنطن تعتقد أنها إذا غادرت العراق يمكن أن يرجع «داعش» أو أي ميليشيات أخرى. أرشيفية

بعد مرور 20 عاماً على الغزو الأميركي للعراق في 20 مارس 2003، تحدثت البروفيسورة نيتا كروفورد، أستاذة العلاقات الدولية في جامعة أكسفورد، ومديرة مشاركة في مشروع «تكاليف الحروب» في جامعة براون، أن تكاليف الحرب الأميركية في العراق وسورية بلغت نحو 2.9 تريليون دولار حتى عام 2023. وقالت لموقع «ديمكراسي ناو» إن التوقعات الأولية لتكاليف الحرب كانت تبلغ جزءاً ضئيلاً من هذا المبلغ، كما أن القتلى من المدنيين لن يكونوا بهذا العدد الذي وقع في العراق.. وفي ما يلي مقاطع من المقابلة:

■ نيتا يمكنك الحديث عما وقع نتيجة 20 عاماً من الغزو الأميركي للعراق، ولكن الجنود الأميركيين لايزالون موجودين داخل هذه الدولة.

■■ هذا صحيح، ففي عام 2002 ناقشت الولايات المتحدة تكاليف حرب محتملة في العراق، واحتمال تضرر المدنيين، وكانت التكاليف منخفضة للغاية ما بين 50 و200 مليار دولار أو 300 مليار، وسيكون هناك إصابات في المدنيين، وعدد قليل من العسكريين الأميركيين، ولكن ما حدث بعد 20 عاماً من الغزو أن الآلاف من العسكريين الأميركيين قتلوا، إضافة إلى العديد من المتعاقدين، ومئات الآلاف من المدنيين، حيث قتل 7000 في أول شهر من الحرب، وتم تشريد الملايين من المدنيين. وتدخلت الولايات المتحدة في سورية عام 2014، وتم تشريد الكثير من السوريين في حين أصيب كثيرون جراء القصف.

■ أريد أن أسألك عن تكاليف الحرب الآن، بالنظر إلى أنه ثمة تقرير يقول إن 2000 مدني قتلوا في الشهر الأول من الحرب، نتيجة الغارات الجوية في العراق. والولايات المتحدة غزت العراق قبل 20 عاماً.

 ■■ هذا صحيح، فقد بدأت الولايات المتحدة الحرب بغارات جوية قبل بدء الاجتياح، ولكن في الشهر الأول من الحرب قتل نحو 7000 مدني على يد الائتلاف الذي كانت تقوده الولايات المتحدة، وكان هذا جزءاً من الاستراتيجية التي أطلقت عليها واشنطن اسم «الصدمة والرعب»، وكانت الفكرة أن تقوم الولايات المتحدة بقصف وضرب البنية التحتية والقادة، كي تفكك الجيش العراقي، وبالتالي يستسلم، ولكن ذلك لم يحدث وقتل العديد من المدنيين الذين استهدفوا عن غير قصد، وهذا ما يحدث عادة للمدنيين في الحروب.

■ لايزال هناك 2500 جندي أميركي في العراق، فإذا استطعت الحديث عما تريده الولايات المتحدة الآن.. أقصد أن الولايات المتحدة عادت إلى العراق وسورية عام 2014 لمحاربة تنظيم «داعش»، وتستمر الحرب حتى الآن بميزانية تبلغ 400 مليون دولار.

■■ هذا صحيح، إذ تعتقد الولايات المتحدة أنها إذا غادرت العراق يمكن أن يرجع «داعش» أو أي ميليشيات أخرى. وفي الوقت الحاضر فإن الفكرة هي أن الحفاظ على وجود الولايات المتحدة هناك وفي سورية أيضاً يهدف إلى التأكد من أن «داعش» لن يكون قادراً على العودة والاستيلاء على الأراضي.

والآن وبعد الغزو ليس هناك ميليشيات أو إرهابيون في العراق، ولكن الحرب كانت وفق ما عرفنا في حينه أنها للتخلص من أسلحة العراق النووية، التي لم تكن موجودة أصلاً، ولم يتم العثور عليها، ولكن «داعش» وميليشيات أخرى انتشرت في العراق، كي يعود الائتلاف الذي تقوده واشنطن إلى العراق، وترجع ولادة تنظيم «داعش» إلى حد كبير نتيجة غزو العراق عام 2003، وبالطبع فقد انتشر «داعش» في المنطقة، وسيطر على مناطق واسعة.

■ ناو: برفيسورة تينا كروفورد، لماذا تضيفين سورية إلى تكاليف الحرب في العراق؟

■ نيتا: ببساطة لأنه عندما استولى تنظيم «داعش» على هذه الأراضي لم يكن في سورية فقط، وإنما سيطر على مناطق واسعة في العراق، وتم الاستيلاء على مناطق واسعة قريبة من سورية، ولهذا بدأت الولايات المتحدة بقصف التنظيم، وكذلك الدول الأخرى المتحالفة معه، وحاولت استرجاع تلك الأراضي، ولهذا يتم إضافة سورية إلى حرب العراق لأنها أصبحت جزءاً منها. كانت الحرب ما بعد عام 2014 تستند إلى محاربة «داعش» وتم إطلاق اسم «عملية التصميم المتأصل»، وهذه هي النقطة المهمة لأن الحرب أصبحت حول العراق وسورية.

■ تكاليف الحرب الأميركية في العراق وسورية بلغت نحو 2.9 تريليون دولار حتى عام 2023.

تويتر