روسيا لن تعترف بالهزيمة أبداً

مؤرخ أميركي: الحرب في أوكرانيا قد تنتهي مثل الغزو الأميركي للعراق

تيموثي سنايدر. من المصدر

يعتبر المؤرخ الأميركي تيموثي سنايدر من خبراء التاريخ الأوكراني وأكثرهم إثارة للجدل. وفي مقابلة مع «دير شبيغل»، شرح لماذا يعتبر المخاوف من ضربة نووية من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير عقلانية، وكيف يمكن أن تنتهي الحرب في أوكرانيا. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار:

■ هل من الممكن بالفعل بعد عام واحد تصنيف حرب روسيا ضد أوكرانيا تاريخياً؟

■■ نعم. السؤال الأكبر في التاريخ الأوروبي هو: إمبراطورية أم اندماج؟ وعلى مدى السنوات الـ75 الماضية، تحولت دول أوروبية مهمة من الأولى إلى الثانية، وغالباً ما يُنسى أن الانتقال عادة ما يكون هزيمة في حرب إمبريالية، ويتعين على القوى الإمبريالية الأوروبية أن تخسر الحروب من أجل الانتقال إلى مرحلة جديدة من نوع ما، ومثلما خسرت ألمانيا الحرب العالمية الثانية عام 1945، خسرت فرنسا الحرب الجزائرية عام 1962، وخسرت البرتغال وإسبانيا مستعمراتهما الإفريقية، لذلك يجب أن تخسر روسيا في أوكرانيا لتحويل نفسها من إمبراطورية إلى شيء آخر.

■ لقد استخدم الرئيس الروسي مراراً الحجج التاريخية لإضفاء الشرعية على هذه الحرب.

■■ في روسيا، وبغض النظر عما يحدث، يجب أن يكون مبرراً، لأنهم دائماً «الضحية الصالحة». وبالطبع هذا يتناقض مع التاريخ الفعلي للحرب العالمية الثانية، التي اختار فيها ستالين التحالف مع هتلر، والتي عانى فيها الأوكرانيون أكثر من الروس بأي مقياس.

■ لقد حذرت في كتبك من إمكانية حدوث أشياء فظيعة مرة أخرى اليوم، مثل هتلر جديد أو محرقة جديدة.. هل التاريخ يعيد نفسه؟

■■ في «بلاك إيرث»، الذي نُشر قبل ثماني سنوات، حذرت من الحرب الروسية على أوكرانيا، وما يرتبط بها من صراعات على الموارد. ومن الممكن التنبؤ بما قد يحدث، ولكن ليس لأن التاريخ يعيد نفسه، ولكن أولئك الذين يعرفون التاريخ هم أفضل استعداداً لرؤية المخاطر والفرص. ويُظهر التاريخ أن الأشياء التي لا نعتقد أنها ممكنة قد تكون كذلك، كما يوضح لنا أنه يمكن أن تكون هناك بدائل أفضل.

■ هل تتجاوز أهداف بوتين أوكرانيا؟

■■ بوتين يسعى لتحقيق أهداف عملية وكذلك أهداف أيديولوجية في أوكرانيا، والجانب العملي هو أنه يحكم بلدا أوليغارشيا. وأوكرانيا مهمة للغاية بالنسبة لبوتين لأنه إذا نجحت فستبدو أفضل من روسيا.

■ في ألمانيا يخشى الكثيرون تصعيد الصراع أو اندلاع حرب عالمية أو ضربة نووية.. ألا تتشارك هذا القلق؟

■■ لا، ولكن أشعر بالخجل من هذا النقاش بأكمله. والخوف من الحرب النووية يتعلق في المقام الأول بأمننا. وفي ظل هذه الظروف، عندما دُمرت مدن أوكرانية بأكملها، فإن هذا القلق مثير للشفقة.

■ إذا لم تستخدم الأسلحة النووية كملاذ أخير، فكيف يمكن أن تبدو طريقة الخروج من الحرب بالنسبة لبوتين؟

■■ لكي أكون واضحاً، لن ينتصر في الحرب باستخدام سلاح نووي في أوكرانيا، ولا أعتقد أنه ستكون هناك نهاية واضحة كما نرغب أن الروس سيخسرون ويعترفون بالخسارة. في المقابل ستكون النهاية أشبه بالنهاية للحملات الأميركية في أفغانستان أو العراق، أو مثل الاحتلال السوفييتي لأفغانستان.

والطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب وحماية الأرواح على الجانبين هي مساعدة أوكرانيا على الانتصار.

يُظهر التاريخ أن الأشياء التي لا نعتقد أنها ممكنة قد تكون كذلك، كما يوضح لنا «التاريخ» أنه يمكن أن تكون هناك بدائل أفضل.

تويتر