فرصة للخروج من عالم المرأة الرتيب

الخدمة العسكرية تروق لنساء أستونيا وتستقطب أعداداً متزايدة منهن

صورة

تقبل النساء في إستونيا بشدة على الانضمام إلى الخدمة العسكرية، على الرغم من إعفائهن من الخدمة الإلزامية، وأسباب اهتمام النساء بالخدمة العسكرية متنوعة. يرى بعضهن أنها فرصة لتطوير الذات. وتقول إحدى المجندات: «تنظر إليها نساء أخريات على أنها فرصة للخروج من منطقة الواجبات الرتيبة الخاصة بالمرأة، لكن السبب الرئيس، كما يقر معظمهن، هو الرغبة في المساهمة في الدفاع عن إستونيا».

وسمحت الحكومة الإستونية للنساء بالانضمام إلى خدمة التجنيد الإجباري منذ عام 2013، لكنها أجازت لهن عام 2018 التقدم للخدمة في أي فرع من فروع القوات المسلحة بموجب قانون وقعه وزير الدفاع آنذاك يوري لويك. وتقول الضابطة ماريا توكي، إنها عندما انضمت لأول مرة إلى قوات الدفاع الإستونية في يناير 2019، تعرضت للسخرية من كثير من أصدقائها الذكور. وتضيف «فوجئوا بقراري بشدة وقالوا إنني مجنونة بالفعل، لأنهم يشعرون أن النساء لا ينتمين إلى الجيش»، وتسترسل «ومع ذلك غيروا رأيهم بسرعة بمجرد أن رأوا مدى جدية أدائي». وتقول أيضاً «تعتقد معظم صديقاتي أنه أمر رائع».

يلتحقن طوعاً

الضابطة توكي هي واحدة من عدد متزايد من الشابات اللائي يلتحقن طوعاً بخدمة التجنيد في إستونيا، وهو مجال كان خاصاً بالرجال إلا أن النساء بدأن في اقتحامه بشكل احترافي. فمع الاهتمام العالمي بالوضع المتقلب في بيلاروسيا المجاورة، واستمرار العلاقات المشحونة بين دول البلطيق وموسكو، بدا أن الجيش الإستوني يراهن على التحول في عقلية الشابات في إستونيا، ويستقطبهن للانضمام إلى القوات المسلحة.

إضافة إلى ذلك نفذت الوزارة برنامج تجنيد لجذب المزيد من النساء للالتحاق بخدمة التجنيد الإجباري. وبدأ هذا الجهد يؤتي ثماره مع موجة من المجندات، ومجموعة كبيرة من ضابطات الصف.

وبدأت الحكومة الإستونية تتبنى أيضاً ما يُطلق عليه قوات الجيش الصديقة للإناث، كما بدأ المجتمع يتفهم أيضاً دور المرأة في القوات المسلحة، على الرغم مما كشفه استطلاع للرأي العام جرى في عام 2018، من أن 50٪ ممن استطلعت آراؤهم اتفقوا على أن «النساء غير مؤهلات لخوض حرب بسبب طبيعتهن، وأن الدفاع الوطني يجب أن يظل حكراً على الرجال». ويقول المتحدث باسم وزارة الدفاع، هيلموث مارتن ريزنر «هناك بالتأكيد المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لتوعية الجمهور بأن الإناث مناسبات للخدمة العسكرية، وأنهن قادرات على الخدمة جنباً إلى جنب مع الرجال»، ويضيف «منذ أن بدأ دمج النساء في خدمة التجنيد بشكل جدي في عام 2018، لم تتم ترجمة هذه الفكرة بالكامل إلى عامة السكان».

تحركات روسيا

هناك عامل ساعد في قبول مفهوم انضمام النساء للجيش، ويتمثل ذلك في التحركات العدوانية لروسيا، ولا سيما غزوها لجورجيا في عام 2008 وتدخلها أخيراً في الحرب الأهلية بين الحكومة الأوكرانية والقوات الانفصالية، كل ذلك عزّز عقلية إستونيا الدفاعية.

ووفقاً لتقرير صدر العام الماضي، فإن ما يقرب من 79٪ من عامة السكان، بما في ذلك أقلية كبيرة من الناطقين بالروسية، يؤيدون «المقاومة المسلحة إذا تعرضت إستونيا لهجوم من أي دولة»، وهي النسبة المئوية نفسها من أبناء عمومتهم الفنلنديين ذوي العقلية العسكرية. حيث قاوم الفنلنديون الاتحاد السوفييتي عندما غزاهم عام 1939. وتقول إحدى النساء، التي تعمل بشكل وثيق مع الموجة الجديدة من المجندات: «كانت جورجيا وأوكرانيا بالتأكيد جرس إنذار لنا».

ويثق أحد المدربين الذكور في الاستعداد القتالي لكل من المجندات وجنديات الجيش النظامي - وكذلك طالبات المدارس الثانوية - اللاتي يقمن بالتدريس والعمل في آن واحد في الجيش. ويقول: «آمل أن أرى يوماً ما وحدة عسكرية كاملة من النساء».


سمحت الحكومة الإستونية للنساء بالانضمام إلى خدمة التجنيد الإجباري منذ عام 2013، لكنها أجازت لهن عام 2018 التقدم للخدمة في أي فرع من فروع القوات المسلحة.

تويتر