تضم مئات الطلبة المحليين والدوليين

مدرسة «الإنسانية» في السويد تُعلم طلابها الانفتاح وقبول الآخر

صورة

تُعد مدرسة «سيغتوناسكولن هيومانيستيكا لاروفيركت» من المؤسسات الرائدة في السويد، وقد أُنشئت خصيصاً لثنائيي اللغة، وتم التركيز على كلمة «إنسانية»، في اسمها، كونها أساسية في أهداف المدرسة. وتُعرف هذه المدرسة الداخلية، بمظهرها وأسلوبها الذي يشبه «القصص الخيالية»، والواقعة إلى الشمال من استوكهولم، في منطقة غابات على ضفاف بحيرة مالارين. وعلى الرغم من موقعها السويدي للغاية، فإن إعدادات المدرسة وملامحها، دولية بامتياز.

ونحو 200 من مجموع 700 طالب تضمهم المدرسة ملتحقون بالنظام الداخلي، وهم إما طلاب أجانب أو مواطنون سويديون قدموا إلى المدرسة من الخارج، ولكن التنوّع العام يدعم التركيز الإنساني للمدرسة.

وتقول الأستاذة ميلاني كوسغريف، «كمدرسة دولية، لدينا طلاب من جميع أنحاء العالم»، متابعة «إنهم جميعاً يجتمعون ويتكيفون مع الثقافة السويدية، بطريقة ما، لكنهم يخلقون، أيضاً، ثقافتهم الخاصة ويشاركون ثقافاتهم الأصلية مع بعضهم بعضاً». وتقول المُدرسة إنها تنظر إلى مبدأ احترام الاختلاف الثقافي باعتباره عنصراً مهماً «الإنسانية، بالنسبة لي، هي فلسفة حياة تتمحور حول إدراك القيمة الجوهرية للأفراد والجماعات، ولكنها تتعلق، أيضاً، بالتفكير الناقد في الأدلة والمصادر، والأداء الجيد في هذا العالم». وبالإضافة إلى تدريس اللغتين الإنجليزية والفرنسية، فإن كوسغريف، هي أيضاً منسقة برنامج «الخدمة في الميدان»، الذي يساعد الطلاب على فهم مبدأ «فعل الخير في العالم»، وتحويله إلى واقع في الحياة الحقيقية.

وفي ذلك تقول «نريد تشجيع طلابنا على النظر إلى العالم ومعرفة ما إذا كان بإمكانهم تحديد الحاجة، ثم توفير خدمة للمساعدة في تلبية هذه الحاجة»، موضحة «بصفتي منسقة الخدمة، أتعامل مع الكثير من الأنشطة التي يقوم بها الطلاب، وهي في معظمها أشياء يصنعونها بمفردهم».

قارب الأمل

كان هذا بالتأكيد هو الحال بالنسبة للطالبة سيري سيريلوس، 16 عاماً، ومن خلال صديق لها، سمعت عن «قارب الأمل الأصفر»، وهي مؤسسة أُنشئت لمساعدة الأطفال في الفلبين للذهاب إلى المدرسة، بطريقة آمنة، من خلال استخدام القوارب بدلاً من السباحة. وتجاوباً مع هذه المبادرة، أطلقت سيريلوس، مجموعة مساندة في المدرسة، كجزء من «قارب الأمل الأصفر في السويد». وتمكنت هي وزملاؤها من أعضاء المجموعة من السفر إلى الفلبين، العام الماضي، وإيصال القوارب إلى عائلتين.

ويشارك طلاب الصف العاشر، أيضاً، في «مشروع كينيا»، الذي ساعد في بناء مدرسة في بلدة «واغوي» الكينية؛ بالإضافة إلى «لايف لينك»، وهي شبكة من المدارس في جميع أنحاء العالم تعزز السلام والاستدامة. وبينما قالت سيريلوس إن هذه المشروعات المختلفة تتجاوب مع طموحاتها، إلا أنها ما كانت لتتحقق دون دعم من المدرسة، موضحة «لا أعتقد أنني سأشارك في هذه المبادرات، لو لم ألتحق بهذه المدرسة».

وتتفق الطالبة مع مُدرستها (كوسغريف)، على أن جزءاً كبيراً من الإنسانية يتمثل في قبول الآخر واحترام الاختلافات. وتضيف سيريلوس «لم أتعرف إلى ثقافات أخرى حتى التحقت بهذه المدرسة. كنت أعيش في وعاء سويدي مغلق للغاية وأردت أن أحصل على تجربة مختلفة ولكن دون أن أترك والديّ، لذلك كان هذا مناسباً جداً في العالم الأوسع والسويد». وترى الطالبة أن «الناس مختلفون، ولدينا وجهات نظر وديانات مختلفة، لذلك عندما نتواصل مع الثقافات الأخرى، علينا أن نحاول الخروج من فقاعة صغيرة ومحاولة فهم من هم ومن أين جاؤوا».

البُعد الإنساني

تقول الأستاذة في «سيغتوناسكولن هيومانيستيكا لاروفيركت»، ميلاني كوسغريف، إن البُعد الإنساني هو جوهر هذه المدرسة «أُعلم طلابي أن يكونوا طيبين ومتسامحين مع بعضهم بعضاً لأن كل واحد لديه طريقة تفكير مختلفة»، وتضيف «هناك معتقدات مختلفة ويجب أخذ هذا في الاعتبار عندما نتحدث مع بعضنا بعضاً، وأن ندرك بأن كل واحد منا يجب أن يعامل بمساواة واحترام».


- يسعى المدرسون لتشجيع الطلاب على النظر إلى العالم ومعرفة ما إذا كان

بإمكانهم تحديد الحاجة، ثم توفير خدمة للمساعدة في تلبية هذه الحاجة.

تويتر