خوفاً من أن تأخذ هذه الآلات وظائفهم

العمال يقاومون الروبوتات.. وحوادث التخريب باتت أكثر علانية

صورة

أشارت دراسة بريطانية إلى أن العمال البريطانيين يقومون بتخريب الروبوتات في أماكن العمل، في محاولة منهم لمنع هذه الآلات من أخذ عملهم. وتعتبر فكرة سيطرة الذكاء الاصطناعي على الجنس البشري قضية شائعة في أفلام الخيال العلمي، ولكن العديد من العمال في الأعمال اليدوية يرون أن من الأفضل بالنسبة إليهم عدم السماح لهذه الروبوتات بالسيطرة على العالم، وذلك عن طريق إتلافها وعدم إنجاحها في المهمات المنوطة بها.

وخلصت الدراسة التي أجرتها جامعة دومونتفورت في ليستر، والتي تركز على استخدام الروبوتات في الرعاية الصحية، إلى أن العمال في المملكة المتحدة يعارضون إدخال هذه الآلات الذكية إلى أماكن العمل. والمقارنة بالنرويج، حيث وجدت الدراسة أن الروبوتات التي تشارك العمال عملهم، غالباً ما يتم إطلاق أسماء عليها متعاطفة ومرحبة بهذه الآلات.

وقال أستاذ العمل والتوظيف والمهارة في الجامعة جونثان باين: «سمعنا قصصاً عن وقوف العمال في طريق تطور الروبوتات، إضافة إلى حالات قام فيها العمال بتخريب هذه الآلات الذكية، يبدو أن المملكة المتحدة تعاني مشكلة إزاء نشر التقنيات الحديثة وتقبلها في الحياة اليومية وفي العمل».

وفي حقيقة الأمر، فإن زحف الآلات الذكية نحو الحلول مكان البشر يسير بوتيرة بطيئة، خصوصاً في السنوات الخمس الماضية، ويمكن مشاهدة ذلك في معظم مراكز التسوق، حيث حلت هذه الآلات مكان المحاسب الذي يأخذ المال من الزبائن، وتم استبداله بمحاسب آلي.

وقال البرفسور باين، الذي قاد الدراسة، إن من المرجح أن الشركات البريطانية غير صادقة تماماً مع موظفيها، ولا تشرح لهم السبب الذي يجعلها تستخدم هذه الآلات، وهذا بالمقابل من شأنه أن يفاقم السخط على هذه الروبوتات.

وباتت الحوادث التي يتم فيها تخريب الروبوتات أكثر علانية من أي وقت مضى في الولايات المتحدة، حيث عثر على روبوت يقوم بدورية أمنية غارقاً في بركة في واشنطن العاصمة، في ظل ظروف غامضة، وادعت شركة «نايتسكوب»، وهي المسؤولة عن تشغيل هذا الروبوت، أنه ربما انزلق في البركة.

وواجهت شركة «ستارشب تكنولوجيز»، التي مقرها في مدينة سان فرانسيسكو، والتي تقوم بأعمال التوصيل في المملكة المتحدة، محاولات سرقة من الروبوتات التي تشغلها خلال قيامها بعملها. واضطر متجر أسكتلندي يدعى «مارجيوتا» إلى التخلص من الروبوت العامل في المتجر، بعد أن قام بإنذار المتسوقين بينما كان يوزع عينات من اللحم المطبوخ المدخن، حسب تقرير لصحيفة تلغراف.

وقال غريغ ويليامز من مؤسسة «أكتف روبوت» الاستشارية، التي تساعد الشركات على دمج الروبوتات في العمل مع البشر «بالتأكيد لقد أثر بريكست في كل شيء بالمملكة المتحدة».

وتحدثت «تلغراف» مع شركة بريطانية توظف لديها الروبوتات، وتطلب من الموظفين البشر حمل زملائهم الآليين على أكتافهم إلى خارج المبنى عندما يقع حريق فيها.

وأشارت دراسة قامت بها مؤسسة «أكسفورد ايكونوميكس» إلى أن أكثر المناطق في المملكة المتحدة المعرضة لتزايد عمل الروبوت مكان البشر هي: ايست يوركشر، ونورثرن لينكوشر، وشروبشير، وستافوردشير، وكامبريا، وويست ويلز، وذي فاليز، ومعظم هذه الأماكن من المرجح أن يزداد فيها ظهور الروبوتات في أماكن العمل. وأضافت الدراسة: «تعتمد مثل هذه المناطق نسبياً على الصناعة من أجل التوظيف، وتتميز بوجود أعداد كبيرة نسبياً من العمال غير المهرة».

وفقدت وظائف التصنيع في شتى أنحاء العالم نحو 1.7 مليون وظيفة، استولت عليها الروبوتات التي تقوم بالعمل ذاته الذي ينجزه الإنسان، ولكن أسرع منه وأكثر فعالية، ويوجد نحو 400 ألف من هذه الوظائف في أوروبا، حسب تقرير أكسفورد ايكونوميكس، الذي أضاف أن من المتوقع استبدال نحو 20 مليون وظيفة أخرى بالروبوتات في أماكن العمل بحلول عام 2030.

وعلى الرغم من هذه الأرقام، فإن الباحثين في جامعة دو مونتفورد يقولون إن الشركات البريطانية تكافح من أجل العثور على بدائل لتحقيق أفضل الأرباح ودفع أقل التكاليف.


الحوادث التي يتم فيها تخريب الروبوتات باتت أكثر علانية من أي وقت مضى في الولايات المتحدة، حيث عثر على روبوت يقوم بدورية أمنية غارقاً في بركة في واشنطن العاصمة في ظل ظروف غامضة.

1.7

مليون وظيفة استولت عليها الروبوتات في وظائف التصنيع بشتى أنحاء العالم.

تويتر