قال إن البعض يستهينون بالدروس المستخلصة من التاريخ

وزير خارجية اليونان: يتعين بذل جهد كبير للتعامل مع أسباب الهجرة

تحدث وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس عن أزمة اللاجئين، وعن الحلول المقترحة، وإيجاد توازن بين المواقف المختلفة في الاتحاد الأوروبي حيال الأزمة، وإيجاد حلول للأزمة في بلدان اللاجئين. وفي ما يلي مقتطفات من تلك المقابلة التي نشرت على صفحة موقع الخارجية اليونانية أخيراً:

- هناك تقارير تفيد بأن أثينا مستعدة للتوقيع على اتفاق يخول السلطات الألمانية ترحيل المهاجرين إلى اليونان.. إذا كان المكان الذي دخلوا فيه أوروبا لأول مرة هو اليونان، فما مدى صحة ذلك؟

 نسعى مع ألمانيا لإيجاد حل أوروبي لقضية الهجرة، وتكمن المشكلة في أن العديد من الناس اليوم يميلون إلى التمسك بالحلول الوطنية والتفكير بشكل أقل في الخطط الأوروبية. إننا نشهد تناقضاً في ذلك، إذ يريد بعض الأشخاص منح أكبر عدد ممكن من المهاجرين فرصة لبناء مستقبلهم في بلد أوروبي، ويريد أشخاص آخرون بناء جدران وإبعاد هؤلاء الأشخاص، وهؤلاء يستهينون بالدروس الإنسانية التي استخلصناها من التاريخ الأوروبي، ولايزال يتعين علينا إيجاد توازن بين هذين الموقفين داخل الاتحاد الأوروبي.

-كيف يمكن تحقيق مثل هذا التوازن؟

 عندما تم قطع المساعدة التي قدمها المجتمع الدولي لإبقاء مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن قبل ثلاث سنوات، حذرت من أن ذلك سيؤدي إلى موجة جديدة من اللاجئين، وتعرضت للهجوم في ذلك الوقت، وادعى بعض الأشخاص أنني أهدِّد أوروبا بموجة من اللاجئين، وما حدث بعد ذلك في صيف عام 2015 أخذ الجميع في أوروبا على حين غرة، لأننا لم نرغب في الاعتراف بالمشكلة على الفور، لذا يتعين على أوروبا أن تفعل الكثير للتعامل مع أسباب الهجرة، فعلى سبيل المثال، استولت حكومة الأسد في سورية على ممتلكات سوريين، ما جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهم واضطرهم للهجرة، والأدهى من ذلك أن البلدان التي قصفت ليبيا وسورية لم تفترض أن ذلك سيؤدي لتدفقات لاجئين بسبب القصف.

-إذا ظللنا نبحث عن الجهة المسؤولة عن الأزمة فينبغي أن تفتح روسيا مخيمات للاجئين، أليس كذلك؟

 لا ليس كذلك، لأن كلاً من ألمانيا واليونان لم تشاركا في هذه الحروب، لكنهما من بين الدول التي ظلت تتحمل وطأة تدفقات اللاجئين والمهاجرين، وعلى هذا الأساس يحاول رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إيجاد حلول مشتركة، ولا ترغب بعض دول الاتحاد الأوروبي في المشاركة في الحلول الأوروبية لقضية الهجرة، أفهم هذا الموقف، على الرغم من أنني لا أتفق معها.

-لقد أشرت للتو لدول مثل المجر وبولندا، لكن موقف هذه الدول يتبعه عدد متزايد من الدول، بما في ذلك النمسا وإيطاليا منذ فترة.

 إذا لم نعثر على حل أوروبي، فستلجأ كل دولة لحلول وطنية، وإلى حد ما أستطيع أن أفهم الإيطاليين كذلك، لقد استقبلوا عدداً كبيراً من المهاجرين من شمال إفريقيا في السنوات الأخيرة، وهذا ليس فقط نتيجة الحروب، هناك أيضاً الفقر وتغير المناخ.

-اقترح سياسي ألماني زيادة عدد قوات «فرونتيكس» حرس الحدود والسواحل الأوروبية لـ100 فرد، لكن هل سيغير هذا شيئاً بالنسبة لليونان؟

 قد يكون من المفيد لنا الحصول على المزيد من أفراد «فرونتيكس»، لكن هذا لن يغير بعض الحقائق الجغرافية، فالمسافة بين بعض الجزر اليونانية وتركيا هي 800 أو 1200 متر فقط. في البداية لم يدرك الساسة الأوروبيون أنه لا توجد حتى مياه دولية في هذه الحالات، وحدود المياه الإقليمية لتركيا هي نفسها حدود المياه الإقليمية لليونان، وطالما أن السفن في المياه الإقليمية التركية فلا يمكننا فعل أي شيء. عندما يدخلون المياه الإقليمية اليونانية فنحن ملزمون بموجب القانون الدولي باستقبال هؤلاء الناس وتوفير الرعاية لهم لكي نتفادى ما حدث لهم في مناطق لجوئهم الأولى.

-كيف ذلك؟

 لدى إيران ثلاثة ملايين لاجئ من أفغانستان، واللاجئون يميلون إلى التحرك نحو الغرب، وهناك مئات الآلاف قدموا من أفغانستان وباكستان، ولا تقوم حكومتا هذين البلدين بأي شيء لتقديم الإغاثة لهم لوقف هذه التدفقات. تحصل دول مثل أفغانستان وباكستان على مليارات اليور مقدمة من الاتحاد الأوروبي، ولهذا السبب أصر على أن هذه الدول لا يجب عليها فقط أن تخفف مصير اللاجئين داخل حدودها، بل يجب أن تستعيد مواطنيها.

- إذا لم يعثر الأوروبيون على حل أوروبي للهجرة،  فستلجأ كل دولة لحلول وطنية.

 

تويتر