• المرصد

إسرائيل تضغط على الإعلام كي تخفي صورتها البشعة

يبدو أن إسرائيل باتت عاجزة عن منع العالم من الاطلاع على جرائم الحرب العديدة والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها ضد الفلسطينيين، والتي لا تعرف حدوداً، خصوصاً أنها تدعي أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وتدعمها واشنطن في ذلك، وإسرائيل كما هي أميركا يمتلكان رأياً مشوهاً حول الأسس التي تشكل الديمقراطية.

وتعتبر حرية الصحافة هي السمة المميزة لأي دولة، تريد أن تعرف نفسها بأنها ديمقراطية. لكن هل تحترم إسرائيل حرية الصحافة؟ اتهمت منظمة «صحافيون بلا حدود» في شهر ابريل الماضي الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار المتعمد على الصحافيين، ولم يتغير أي شيء منذ ذلك الوقت حتى الآن، إذ إن مزيداً من الصحافيين العزل، تعرضوا لإطلاق النار من قبل إرهابيين إسرائيليين. وخلال اعتداء إسرائيل على غزة عام 2014 الذي شهد قصفاً وحشياً على المدنيين الغزيين، كان من الواضح أن عربات الصحافة ومكاتب الصحافيين لم يوفرها القصف أيضاً.

وفي أبريل الماضي أذيع برنامج على محطة «تيليسر» التلفزيونية في أميركا اللاتينية بعنوان «يهود أميركيون ينتقدون فاشية إسرائيل» من تقديم المذيعة الأميركية آبي مارتن. لكن سرعان ما تم حظر البرنامج في 28 دولة، بدعوى انتهاكه القوانين المحلية، وكان هذا البرنامج عبارة عن دراسة تشرح الموقف العدواني العسكري الذي تتخذه إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

وأجرت مارتن مقابلة مع الصحافي الأميركي ماكس بومنثال، كانت بمثابة نقطة مهمة في هذا البرنامج، وتم منع بثها في الكثير من البلدان. وعندما سئل بومنثال عن سبب المنع قال «لم أقل شيئاً غير قانوني، حتى في البلدان المتشددة في ما يتعلق بجرائم الكراهية»، وأكد أن سبب منع مقابلته هو «الضغوط التي مارسها أنصار إسرائيل أصحاب النفوذ القوي».

وكان موقع «مينت بريس نيوز» الإخباري ذكر في يناير من العام الجاري أن متحدثين باسم موقع فيس بوك، اعترفوا بأنهم قاموا بإلغاء حسابات تنتقد إسرائيل، وذلك بتوجيه من إسرائيل والولايات المتحدة، كما أنهم ألغوا مواقع مؤيدة للفلسطينيين أيضاً، وكذلك فعل موقع تويتر الأمر ذاته، بأوامر من إسرائيل والولايات المتحدة.

وأخيراً ذكرت تقارير أن نحو 70% من المواقع المؤيدة للفلسطينيين على «فيس بوك» و«تويتر» تم إلغاؤها بطلب من إسرائيل والولايات المتحدة.

ولو أن إسرائيل تحترم حرية الرأي والصحافيين لما قام جنودها بقتل العديد من الفلسطينيين العزل والصحافيين خلال مسيرة العودة الكبرى التي قام بها سكان غزة العزل قبل أسابيع، وهي تدرك أن الملايين حول العالم يشاهدون تلك المسيرات على شاشات التلفزة، ولكن إسرائيل لم تأبه برأي عالمي ولا حقوق إنسان، وارتكبت جرائمها الوحشية أمام نظر العالم أجمع وسمعه، وهي تدرك تماماً أنه ليس هناك من يحاسبها على فعلتها.

تويتر