بسبب تصاعد الصراع وكثرة النزوح

لوكوك: 7.6 ملايين لاجئ يحتاجون إلى الإغاثة جنوب السودان

مارك لوكوك يتفقد النازحين في أحد معسكرات النزوح. غيتي

حذّر منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، والذي يشغل أيضاً منصب الوكيل العام للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، من أن ما يصل إلى 7.6 ملايين شخص في جنوب السودان سيكونون في حاجة ماسة للإغاثة، بعد أن ظلت البلاد تعاني صراعاً مريراً نشب بين رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت ونائبه السابق ريك مشار، في ديسمبر 2013 ولا يزال مستمراً. وحذر خلال زيارة له الى هناك من أن هذا الصراع إن لم يتوقف في الحال فسيزداد عدد الجوعى بشكل مريع، وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة الصحافية التي نظمتها معه صحيفة «يو إن نيوز».

- بعد مغادرتك جنوب السودان، ما هي التحديات التي ترى أنها تفرض وجودها على الأرض هناك؟

-- التحدي الأكبر الوحيد هو حقيقة أن الصراع مستمر، وأن عواقب الصراع تزداد سوءاً يوماً بعد آخر. هناك تشظٍّ للبلاد لأن الحكومة غير قادرة على توفير السلام والأمن في أجزاء كبيرة منها، ما يعني أن الناس أصبحوا مشردين. هناك الملايين من النازحين داخل البلاد، وكذلك ملايين اللاجئين خارج حدودها، وهذا يعني أن موارد رزقهم السابقة وهي الزراعة الريفية قد انتهت، وأصبحوا يعتمدون بشكل متزايد على المساعدة الدولية.

- كيف يقوم مكتبك ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بتنسيق جهود الإغاثة؟ وما هي أهمية الأمن للنازحين وكيفية تقديم المساعدات بشكل فعال؟

• نحن بحاجة إلى تعزيز العمليات السياسية، ومساعدة البلد على تطوير نظام سياسي بحيث تكون الحكومة قادرة على تحمل المسؤولية.

-- تبذل بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان قصارى جهدها لتنفيذ هذه العملية الإنسانية، وهي عملية كبيرة ومعقدة وناجحة من حيث عدد الأشخاص الذين نصل إليهم. وتلعب البعثة أيضاً دوراً حاسماً في حماية المدنيين في معسكرات الحماية. أحد التحديات الرئيسة الأخرى التي نواجهها هو أن جنوب السودان يعتبر أخطر مكان في العالم في مجال تقديم المساعدات الانسانية، فقد قُتل آلاف الاشخاص في أعمال عنف منذ أن بدأت الحرب، وكانت هناك موجة متنامية من عمليات خطف عمال الإغاثة، وعدد من عمليات اختطاف واحتجاز أشخاص آخرين أثناء وجودي هناك.

- لقد ذكرت مستويات عالية من النزوح داخل البلاد، لكن هناك أيضاً ما يقرب من 2.5 مليون من السودانيين، الذين نزحوا خارج حدود بلادهم، فما الذي تفعله الأمم المتحدة لمساعدتهم؟

-- التقيت ببعض هؤلاء اللاجئين في كينيا وأيضاً عندما كنت في السودان (السودان الشمالي). لقد طلبنا من جهات عدة تقديم موارد لدعمهم.

- تتطلب خطة الاستجابة الإنسانية لجنوب السودان 1.4 مليار دولار، ولكن مع انقضاء أكثر من نصف العام تقريباً، لم يتم الإيفاء سوى بأقل من 20% من هذا المبلغ، ما هي الآثار المترتبة على هذا النقص الهائل في الموارد؟

-- سيتعرض المزيد من الأطفال للجوع، وسيذهب للمدرسة أقل عدد منهم، وسيحصل عدد أقل من السكان على المساعدة الطبية المنقذة للحياة، خصوصاً الأمهات، وسوف تخور قدرتنا في الحفاظ على سبل عيش السكان، لذا هناك كلفة حقيقية ومباشرة للغاية من حيث المعاناة الإنسانية، إذا لم نستطع تحسين مواردنا لبقية العام من خلال جمع الموارد لمساعدة هؤلاء الناس.

- يواجه جنوب السودان موجات إثر أخرى من الأزمات الإنسانية، ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه الجهات الفاعلة في التنمية لكسر هذه الدائرة المتكررة من حالات الطوارئ؟

-- المساعدة الإنسانية يمكن أن تقلل من المعاناة وتحقق الاستقرار، لكنها في نهاية المطاف ليست هي الحل. هناك ثلاثة عوامل تستطيع أن تمنع حدوث مثل هذه الكوارث والأزمات: نحن بحاجة إلى التعامل مع الصراع، وكما قلت لقد كان هناك تقدم جيد في ذلك في الماضي القريب في السودان، ونحن بحاجة إلى تعزيز العمليات السياسية، ومساعدة البلد على تطوير نظام سياسي بحيث تكون الحكومة قادرة على تحمل المسؤولية والاستجابة لشعبها.

تويتر