المرصد

تغريدة عنصرية تنهي 11 عاماً من التألق التلفزيوني

«ما كتبته روزان في تغريدتها أمر بغيض ومقيت، ولا يتماشى مع قيمنا وقررنا إلغاء برنامجها».. هكذا علقت شبكة «أي بي سي» التلفزيونية على تغريدة الممثلة والكاتبة الشهيرة، روزان بار، التي أساءت إلى مساعدة سابقة للرئيس باراك أوباما.

لم تكن النجمة المتألقة تعرف أن الكلمات، التي كتبتها «مازحة»، ستنهي 11 عاماً من التألق التلفزيوني.

بينما استهجن كثيرون

ما كتبته روزان في

حق المستشارة

السابقة، فاليري

غاريت، التي تنحدر من

أصول إفريقية، عبَّر

قلة من اليمينيين

المتطرفين والعنصريين

عن تأييدهم المطلق

لما كتب، وطالبوها

بعدم الاعتذار.

تفاعلت الصحافة الأميركية، ووسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة والعالم، مع القضية بشكل كبير. وبينما استهجن كثيرون ما كتبته روزان في حق المستشارة السابقة، فاليري غاريت، التي تنحدر من أصول إفريقية، عبّر قلة من اليمينيين المتطرفين والعنصريين عن تأييدهم المطلق لما كتب، وطالبوها بعدم الاعتذار.لقد كانت التغريدة العنصرية مزدوجة، إذ وجهتها النجمة الأميركية إلى المسلمين وذوي البشرة السمراء. وذلك في إشارة إلى ديانة ولون مساعدة أوباما. لم تكن مزحة إذاً، إنها قناعة متجذرة، كما يرى كثيرون شاركوا في نقاش ساخن طوال الأسبوع.

ومع ذلك، يدعي البعض أن هناك ازدواجية في المعايير. والشريحة الصامتة، في هذه القضية، هي المشكلة. وفيما كان موقف «أي بي سي»، و«ديزني» التي أوقفت التعاون مع روزان قوياً، كان تجاوب منصات إعلامية رائدة باهتاً.

وكان من الممكن اعتبار الخطأ عرضياً لو لم تكن لدى النجمة الأميركية «سوابق» على «تويتر»؛ إذ طالما أثارت الجدل بسبب تغريداتها، ودعمها المبالغ فيه للرئيس دونالد ترامب. ربما يدخل ذلك ضمن غرور الشهرة، لكن الأكيد أن للغرور حدوداً، فالإساءة إلى ملايين الأميركيين السود والمسلمين، تجاوز واضح للخط الأحمر.

والعنصرية متجذرة في عقلية شريحة من الأميركيين، والأمر لا يتوقف عند هذه الكاتبة المغمورة. فقد تساءل البعض: لماذا لا يتم التعامل مع الساخرين بالطريقة نفسها، ففي حين تم إيقاف برنامج روزان، بشكل فوري، بسبب تغريدتها المسيئة، تجاوزت الرقابة عن أخطاء أشخاص مسيئين آخرين مثل بيل ماهر، وسامانتا بي، وغيرهما.

وسلط رفض الاعتراف بتغريدة عنصرية من قبل البعض، وشيطنة أنصار ترامب من قبل البعض الآخر، الضوء على مدى الاحتقان السياسي والاجتماعي في أميركا، الذي اشتد في الآونة الأخيرة. بدورهم، استغل أقطاب اليسار القضية للهجوم على خصومهم في اليمين. لقد بات «تويتر»، وغيره من منصات التواصل، حلبة صراع بين أفكار مختلفة، وكل طرف يرمي التهم على الآخر دون إيجاد منطقة وسط، يتم فيها التفاهم والتنازل.

ومن المؤكد أن تغريدة روزان لم تكن زلة لوحة مفاتيح، فقد كتبت عن علم ووعي، فالإساءة إلى جنس محدد وديانة بعينها قناعة راسخة لدى شخصية متعصبة تتمتع بحس عنصري مثير للدهشة. ويرى مثقفون أميركيون سود أن مثل هذه التغريدات تبين الهوة الكبيرة في العلاقات بين أطياف الشعب الأميركي، والنظرة الفوقية التي لاتزال موجودة لدى شريحة واسعة من البيض.

تويتر