في حوار مع رئيس جمعية «المواطنون الأوروبيون»

البريطانيون في أوروبا يواجهون قضايا متشابكة بعد «الخروج»

الساعة 11 مساءً يوم 29 من مارس 2019، ستغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي رسمياً، أو على الأقل ستبدأ فترة انتقالية مدتها 21 شهراً تهدف إلى تمهيد الطريق نحو علاقات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك في البريطانيين المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي، وفي هذا الخصوص يناقش رئيس جمعية «المواطنون الأوروبيون»، مايكل هاريس، العقبات التي يواجهها البريطانيون في إسبانيا وفي أوروبا، بعد انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

- ما الجهود التي تبذلها الجمعية خلال هذا العام بشأن درء الآثار التي سيواجهها البريطانيون في إسبانيا، بعد الخروج المتوقع للملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي؟

في 29 مارس المقبل سيفقد البريطانيون

حقوقهم السياسية في أوروبا، ولن يحق لهم

التصويت لأي شيء يتعلق بالاتحاد الأوروبي،

وبالمثل ليس لديهم أي حقوق في الترشح.

ظللنا على اتصال مع الحكومة الإسبانية في هذا الشأن، وعقدنا اجتماعات عدة مع وزارة الخارجية الإسبانية، وتحدثنا مع وزير الدولة للشؤون الأوروبية، كما عقدنا اجتماعاً مع وزير الخارجية، الفونسو داستس في ديسمبر، ونعمل بشكل لصيق مع البريطانيين في أوروبا، الذين يشكلون جماعة ضغط في بروكسل وبريطانيا، ونرمي من كل ذلك إلى الحفاظ على حقوق كل من الإسبانيين المقيمين في بريطانيا والبريطانيين المقيمين في إسبانيا، وليس لنا أي علاقة بمناهضة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وإنما يتمثل هدفنا في الحفاظ على حقوق المواطنين.

- هل تعتقدون أن «الخروج» سيحدث بالفعل؟

كما ذكرت لا تتمثل معركتنا في «الخروج»، ولكني أعتقد أنه سيحدث، ولهذا فإننا نسعى لحماية ما يمكن حمايته من حقوق حصل عليها المواطنون البريطانيون هنا، فكل بند من اتفاقية الانسحاب الحالية له تأثير كبير فيهم، وهذا ما نشعر بالقلق بشأنه.

- مثلما هي الحال مع كتالونيا، غالباً ما يبدو الجدال حول قضية «الخروج» مشحوناً بالمشاعر، هل تشارك على الإنترنت في مثل هذا الجدل؟

لا، لا أشارك في مثل هذا الجدل، لأن ما يهمنا هو حقوق المواطنين، ولكنني أود أن أشير الى أن هناك الكثير من الاعتقادات عن البريطانيين الذين يعيشون في إسبانيا، أو خارج بريطانيا، حيث يعتقد البريطانيون في الداخل أن مواطنيهم يعيشون في رفاهية هناك، ويملكون الفلل المجهزة بالمسابح وجميع أنواع الترفيه، ولكن على العكس، فمعظم البريطانيين الذين يعيشون في إسبانيا هم شباب في سن العمل، وليسوا مليونيرات كما يتم ترويجه، بل هم أناس ينتقل معظمهم على الدراجات، ويمارسون أعمالهم الخاصة، وكثيراً ما يحافظون على حقوق بريطانيا عندما يعملون في المنظمات البريطانية، ويدرّسون اللغة الإنجليزية. الكثير من المواطنين في بريطانيا لديهم أفكار مثل «أنت خائن لأنك تركت بريطانيا»، ولكننا جميعاً هنا نعمل لبريطانيا ولمصلحة بريطانيا.

- في رأيك ما الذي سيحدث في 29 مارس 2019، وهو اليوم المحدد لخروج بريطانيا بالفعل من الاتحاد الأوروبي؟

في 29 مارس، لن نكون مواطنين أوروبيين، ويبدو أن المفوضية الأوروبية متشددة للغاية في هذا الأمر، في 29 مارس سنفقد حقوقنا السياسية، لا يحق لنا التصويت لأي شيء يتعلق بالاتحاد الأوروبي، وبالمثل ليس لدينا أي حقوق في الترشح، وهذا يعني أنه بالنسبة لمعظم البريطانيين في أوروبا، وفي أي مكان في العالم لن يكون لديهم الحق في التصويت، في أي شأن يخص بلادهم بعد غياب أكثر من 15 عاماً عنها، لذلك سنكون محرومين تماماً.

وبعد المرحلة الانتقالية التي تنتهي في الأول من يناير 2021، سنفقد حق حرية الحركة، والحقوق المتعلقة بالمؤهلات، ولم شمل الأسرة، وبشكل أساسي سنسير في اتجاه هبوطي، نحو فئة المغتربين من الدرجة الثالثة، أو بالأحرى فئة مواطنين أوروبيين من الدرجة الثالثة، أينما عشنا في أوروبا.

إذن هو شيء يشبه الكابوس، وكما قلت من قبل، فإن حياة الكثير من الأشخاص ستتغير فعلاً جراء ذلك، إذا كنت تعمل باستقلالية في جميع أنحاء أوروبا فلن تستطع ذلك بعد «الخروج»، وإذا كنت متزوجاً من شريك من دولة أخرى، فستصبح الأمور معقدة للغاية، إذا كان لديك أطفال يعيشون في بلد أوروبي آخر فهذه قضية أخرى، وهكذا تجد نفسك أمام مجموعة كبيرة من القضايا المتشابكة.

تويتر