يظل السجناء 21 ساعة في اليوم داخل زنزانة ضيقة من الإثنين إلى الأحد

جدل حول الحبس الانفرادي في سجون إسبانيا

صورة

يدور جدل مستفيض في إسبانيا، حول إلغاء الكونغرس نظام الحبس الانفرادي المستديم في سجون البلاد. والحبس الانفرادي هو المكان الذي يُحتجز فيه النزلاء المُدانون بالإرهاب، أو الانتماء إلى المافيا، أو بارتكاب «جرائم عنف خاصة ضد الحياة والحرية الجنسية»، أو السجناء الذين يعتبرون «خطرين للغاية».

مشكلات الحبس الانفرادي

انتقدت منظمة منع التعذيب، في آخر تقرير لها، بأن الحبس الانفرادي لا يحتوي إلا على القليل من الأثاث، وأن النوافذ «غالباً تواجه جدراناً أخرى». ويضيف التقرير أن «الساحات عادة تكون مصنوعة من الاسمنت، دون أي غطاء نباتي، أو مساحات لممارسة الرياضة، ودون مناطق مغطاة للاحتماء من تقلبات الطقس». وخلص التقرير إلى أن الحبس الانفرادي ينبغي أن يكون تدبيراً استثنائياً، وأن يتم فيه تطبيق «الحد الأدنى اللازم من الوقت». لقد ظل كينغ في نظام مغلق لمدة 15 سنة تقريباً، أي نصف مدة حكمه.


عام 2016، كان هناك 193 سجيناً في ظروف

اعتقال قاسية، وفقاً لأحدث تقرير سنوي لمجموعة

منع التعذيب بمكتب أمين المظالم الإسباني.

ويقضي السجناء 21 ساعة في اليوم داخل زنزانة، مساحتها ثمانية أمتار مربعة، من الإثنين إلى الأحد، من يناير إلى ديسمبر، عاماً بعد آخر. ويتم تقديم الإفطار والغداء والعشاء لهم خلف القضبان. وتخضع الزنزانة للتفتيش كل يوم. وخلال الساعات القليلة التي يسمح فيها لهؤلاء النزلاء بالخروج في فناء السجن، يخضعون أيضاً للمراقبة، ويسمح لهم باتصال محدود للغاية مع نزلاء آخرين، أو عمال السجون.

في عام 2016، كان هناك 193 سجيناً في هذه الظروف، وفقاً لأحدث تقرير سنوي لمجموعة منع التعذيب بمكتب أمين المظالم الإسباني. ووصف هذا التقرير الظروف المعيشية لنزلاء الحبس الانفرادي بأنها «قاسية». أحد هؤلاء السجناء الـ193، هو المواطن البريطاني توني ألكسندر كينغ، المدان بتهمة قتل فتاتين مراهقتين، هما: روكيو وانكنهوف، وسونيا كارابانتيس، في كوستا ديل سول، إحداهما في 1999، والأخرى في 2003. ويقبع في الحبس الانفرادي منذ سبتمبر 2003، وأُدين أيضاً بمحاولة اغتصاب في قضية ثالثة تتعلق بشابة في مقاطعة مالاغا. وتم تصنيفه منذ اليوم الأول على أنه سجين من الدرجة الأولى، وأودع الحبس الانفرادي لحمايته من سجناء آخرين، قد يرغبون في إلحاق الأذى به بسبب طبيعة جرائمه. وظل في هذا الوضع منذ ذلك الحين.

وخلال هذه السنوات الـ14 والنصف، لم يغادر كينغ السجن إلا مرة واحدة، تحت مراقبة الشرطة. وكان ذلك في سبتمبر 2007، لحضور جنازة ابنته التي غرقت في بركة للسباحة. ولم يُمنح له أي إذن آخر بعد ذلك، وليس من المرجح أن يحصل على إذن من هذا القبيل، قبل أن يقضي فترة محكوميته بالكامل، والتي تنقضي أواخر أغسطس 2033، وسيكون عمره 68 عاماً في ذلك الوقت. وخلال كل هذا الوقت، أقام كينغ داخل وحدات انفرادية في ثلاثة سجون إسبانية.

في يوليو 2004، نُقل إلى ألبولوتي (غرناطة)، وبعد أربع سنوات من ذلك انتقل إلى هيريرا دي لا مانشا (سيوداد ريال)، وهو سجن يتميز بالحراسة المشددة.

وبالنسبة لكينغ، فإن إجراءات العزل يتم تطبيقها بأشكال تقييدية أكثر، كما اعترفت بذلك مصادر إحدى السجينات بالسجن. ويرفض كينغ في بعض الأحيان الخروج في الهواء الطلق، لاسيما في الأيام الباردة أو الممطرة، ويقضي ذلك الوقت في غرفة يتسلى فيها بحل الألغاز. ولا يسمح له بدخول المقصف لشراء الطعام، أو منتجات النظافة الشخصية. وبدلاً من ذلك، يقوم بإعداد قائمة متطلباته، بينما يُعهد لنزيل آخر بالمشتريات. وتقول مصادر السجون إن «سلوكه حيال موظفي السجن جيد، وخلال السنوات العشر التي قضاها في هيريرا دي لا مانشا، لم تصدر بحقه اي إجراءات تأديبية».

وعلى الرغم من ذلك، فإن فرصه في تحسين وضعه منخفضة، حسب ما ذكرت المصادر نفسها. ومع أن وضعه ينبغي أن يخضع بشكل قانوني لمراجعة كل ثلاثة أشهر، إلا أن مصادر قضائية تقول إن نظام الحبس الانفرادي يظل كما هي الحال عليه. وفي بعض الحالات، يتم الإبقاء على الحبس الانفرادي طوال مدة العقوبة بكاملها، كما كانت الحال مع عدد قليل من المدانين بالإرهاب بمنظمة «إيتا». وفي أحيان أخرى، فإن القضاة المسؤولين عن مراقبة السجون هم الذين يأمرون السلطات بنقل المعتقلين إلى نظام أقل صرامة، مع مزيد من الوقت في الهواء الطلق، والمزيد من الاتصال بالسجناء الآخرين.

تويتر