المرصد

جدل في الصحافة الأميركية بشأن ضربة سورية

في أعقاب الضربة الجوية الأميركية على مطار الشعيرات الجمعة الماضية، وصف العديد من الصحافيين الأميركيين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأنه أصبح الآن الرئيس الفعلي للبلاد، إلا أن الصحافي السابق بقناة «سي بي إس»، دان رازر، له رأي مغاير، إذ يقول في تعليقه على ذلك إنه «يشعر بالقلق» من ثناء مضيفي «أخبار الكابلات» بالضربة الجوية التي أمر بها ترامب ضد سورية، والتي يقولون إنها تجعل منه «رئيساً يمارس سلطاته الفعلية».

ويضيف «دور الصحافة هو طرح أسئلة صعبة، وربما كان هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب عليها القيام به، وربما تتمخض عن هذا سياسة قوية وحكيمة، إلا أن هذا الحكم الذي أطلقه الصحافيون لايزال معلقاً في الميزان». ويسترسل «لا يجب أبداً اعتبار الحرب عملية علاقات عامة، أو وسيلة تكسب بها الإدارة زخماً، بل هي خطوة إلى مجهول خطير، وإن تأثيرها الكامل من المستحيل توقعه، خصوصاً في أعقاب الضربة الأولى».

رازر، الذي استقال من قناة «سي بي إس» عام 2006، بعد أن نشر تقريراً إخبارياً مثيراً للجدل، تحدث عن خدمة الرئيس السابق جورج دبليو بوش في الحرس الوطني في الحرب الفيتنامية، نشر تعليقه بعد أن بدأ صحافيون بارزون يحتفون بقرار الرئيس توجيه ضربة صاروخية ضد سورية، رداً على هجوم النظام السوري بالأسلحة الكيماوية على المدنيين، في وقت سابق من الأسبوع.

الصحافي البارز فريد زكريا، بعد أيام قليلة من وصفه ترامب بأنه «أمضى حياته كلها يكذب»، أشاد بـ«اللحظة الكبيرة» للرئيس ليلة الخميس، باعتبارها معلماً بارزاً لرئاسته التي لاتزال في أول عهدها.

يقول زكريا في «برنامج نيو داي»، بشبكة «سي إن إن»، معلقاً: «أعتقد أن دونالد ترامب أصبح رئيساً للولايات المتحدة الليلة الماضية». وأضاف «للمرة الأولى تحدث حقاً كرئيس عن قواعد السلوك الدولية، وعن دور أميركا في تطبيق العدالة بالعالم».

ولم يكن زكريا وحده، هو الذي وصف الغارات الجوية بالانتصار السياسي لترامب. فعلى موقع «فوكس نيوز»، لم تتردد الصحافية جانين بيرو، في ثنائها على تصرفات الرئيس. تقول بيرو على موقع «فوكس آند فريندز»، معلقة: «لقد اتخذ إجراء حاسماً وسريعاً، لدينا أخيراً رجل يعرف الفرق بين الخير والشر، ويجعلنا فخورين أخيراً».

ووصف الكاتب في صحيفة «واشنطن بوست»، ديفيد أغناتيوس، الهجوم العسكري بأنه أعاد «صدقية» قوة أميركا. ويضيف أغناتيوس «في ما يتعلق بصدقية القوة الأميركية، أعتقد أن معظم المعلقين التقليديين في واشنطن سيقولون إنه يضع المزيد من الحماس والحياة في الصدقية». أحد المحللين في الـ«سي إن إن» قارن الضربات الجوية في سورية بكرة السلة الجامعية.

ولم يكن رازر هو الصحافي الوحيد، الذي أبدى حنقه من وسائل الإعلام التي مدحت غارة ترامب الجوية، فقد كتبت كاتبة العمود في «واشنطن بوست»، مارغريت سوليفان: «بعد الضربات، تدفق الثناء مثل الشمبانيا في حفل الزفاف، خصوصاً من قنوات الكابلات».

ويتفق زميل سوليفان ومحرر الآراء الرقمية، جيمس داوني، في تقييمه للكثير من لهجات التغطية، ويضيف «لكن يجب أن تكون أكثر تشككاً».

تويتر