ظريف: خلافنا مع واشنطن متواصل بغضّ النظر عن أي اتفاق

عبّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في مقابلة مع مجلة «ديرشبيغل» الألمانية، عن تفاؤله بتوصل بلاده لاتفاق مع القوى العظمى بشأن برنامجها النووي، لكنه يقول إن هذا لا يعني أن إيران تسعى للتقارب مع الغرب. وفي ما يلي نص الحوار:

■ صدر بيان حقائق من أميركا بالنقاط الرئيسة في المفاوضات لكي تثبت أنها لم تقدم أي تنازلات كبرى، ونعتقد أن ذلك لم يرُق لكم، أليس كذلك؟

■■ لا أعتقد أن إصدار بيان بالحقائق شيء مفيد، لقد تغير العالم كثيراً، ولا تستطيع أي دولة الآن انتقاء جمهورها من الأسرة الدولية ولا التأثير على الرأي العالمي. كان مثل ذلك يحدث في الماضي عندما كانت تستطيع الدول أن تقدم فرضيتها لحلفائها، أما الآن في عصر الانترنت فقد أصبحت مثل هذه الفرضيات متاحة للجميع.

■ ما النقاط الأكثر صعوبة في هذه اللحظة؟

■■ كل النقاط تقريباً، لأننا بحاجة إلى كتابة جميع الاتفاقات لكي تكون مقبولة على الأقل لثماني مجموعات تجلس على طاولة المفاوضات: إيران ومجموعة «5+1» (أميركا والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وألمانيا) بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، لذلك لدينا سبعة من جهة وإيران من جهة أخرى، ولكن حتى السبعة لا يوافقون بالضرورة على كل شيء. معظم وقتنا نستهلكه في التفاوض مع «5+1»، لأن عليهم التوصل إلى موقف واحد، وهناك بعض القضايا التي لاتزال تفتقر إلى موقف مشترك.

■ هل أنت قلق من أن المحافظين في إيران قد يعيقون التوصل إلى اتفاق؟ أم أنهم ربما يؤيدونه، لأنه يمكنهم دائماً معارضة كل شيء؟

■■ أتمنى أن يكون قد تم ترتيب ذلك من قبل لكي لا نتعرض للمعاناة والألم والعذاب في محاولة إقناع المتشددين.

■ هل يعني التوصل إلى اتفاق نووي أيضاً أن إيران ستضطر إلى إعادة النظر في موقفها تجاه «الشيطان الأكبر»؟

■■ تعد هذه الصفقة اختباراً لمدى استعداد أميركا للتخلي عن وهم تغيير النظام في إيران، وهم العداء والخصومة تجاه الشعب الإيراني والثورة الإيرانية.

■ هل مرشد الثورة علي خامنئي على استعداد للتقارب؟

■■ نحن لا نتحدث عن التقارب، سيكون لدينا خلافات مع واشنطن بغض النظر عن أي اتفاقات. الولايات المتحدة وإيران لديهما وجهات نظر مختلفة عن العالم من حولهما، ولن نتخلى عن وجهة نظرنا لأنها تمثل جزءاً من هويتنا، ولكن التمسك بالهوية لا يتطلب صراعاً، لدينا قضية واحدة نتعاطاها مع الولايات المتحدة، هي قضية البرنامج النووي، فإذا استطعنا معالجتها بنجاح فإن ذلك سيوفر أساساً للنظر في ما إذا كنا نستطيع التعامل مع القضايا الأخرى.