المرصد

حماية الصحافيين مازالت كابوساً يؤرّق دولاً كثيرة

على الرغم من الشوط الذي قطعه الإعلام في تغطية الأحداث وكشف المستور من الفساد والظلم وغيرهما من المظاهر الخطأ، وما سجلته كثير من الدول من تقدم باتجاه احترام حقوق الصحافيين وحرياتهم في العمل والتنقل وحمايتهم، إلا أن الحفاظ على حياتهم وحماية أرواحهم مازال كابوساً يؤرق دولاً كثيرة. والداعي الى هذا الحديث القديم الجديد هو مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافيين والصحافة التي مرت الجمعة الماضية، وأبرز ما ميز هذا اليوم هو صدور تقرير لجنة حرية الصحافة الذي يتحدث حول كيفية تعزيز حرية العمل الإعلامي وضمان سلامة وحياة الصحافيين خصوصاً، والاعلاميين بشكل عام، لاسيما أولئك الذين يعملون في المناطق الساخنة وبؤر النزاع. كما تضمن التقرير تصنيفاً للدول من حيث حماية الصحافيين والقدرة والجرأة على الكشف عن الجناة في جرائم قتل الصحافيين، إذ جاء العراق على رأس قائمة الدول الأسوأ في هذا الشأن حيث قتل فيه ‬93 صحافيا خلال العقد الأخير من دون أن تتم إدانة أو ملاحقة أحد في أي من هذه الجرائم. وضم مؤشر تقرير اللجنة لهذا العام ‬12 دولة، وتحدث عن رفع مستوى الاهتمام بالعنف الذي يمارس ضد الصحافيين وفشل الحكومات في حمايتهم. وعلى الرغم من العدد الكبير للقتلى من الصحافيين في سورية، إلا أنها لم تدرج في التصنيف لأن كل القتلى سقطوا في أحداث مرتبطة بالقتال.

ومن بين الدول الأخرى التي ضمها المؤشر نيجيريا والصومال والفلبين وسريلانكا وكولومبيا وأفغانستان والمكسيك وباكستان والبرازيل والهند وروسيا. وقال ناشطون في مجال حقوق الانسان إن اليوم العالمي لحرية الصحافة فرصة إنسانية لاستذكار شهداء الصحافة ورعاية أسرهم من جانب الحكومات.

ومن جانبها اكدت منظمة «مراسلون بلا حدود» في تقرير أصدرته بمناسبة هذا اليوم أن عام ‬2012 كان أحد أعنف الأعوام في التاريخ بالنسبة إلى العاملين في مجال الإعلام، إذ شهد مقتل ‬90 صحافياً وهو أكبر عدد من الصحافيين الذين يسقطون في عام واحد. وقال الامين العام للمنظمة كريستوف دولوار، «إن عمل الصحافيين في تغطية النزاعات يصبح أكثر صعوبة يوماً بعد يوم، وتستمر ظروف عملهم في التدهور». وكلما زاد عدد الاطراف والتنظيمات والجماعات المشاركة في أي نزاع أو حرب أهلية كلما كانت المخاطر التي تحيط بعمل الصحافيين أكثر وزادت خطورة تنقلهم وأصبحوا أكثر عرضة للاختطاف والتعذيب والاحتجاز. وبهذه المناسبة نوه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بدور وسائل الإعلام، لكنه دان القمع والاضطهاد الذي يتعرض له الصحافيون، وأكد أهمية ضمان سلامتهم وتعقب الجناة وتقديمهم للعدالة. بقي ان نقول انه مع التقدم الكبير الذي طرأ على جهود تحسين أجواء العمل الإعلامي وما تم التوصل اليه من اتفاقات ومعاهدات ومواثيق اقليمية ودولية في هذا الشأن، إلا أن الحفاظ على حياة الاعلاميين وتوفير أجواء الحرية لهم مازال محل تقصير وفشل كبيرين في كثير من الدول.

 

تويتر