المرصد

ازدواجية الإعلام الأميركي ليست غريبة

تُعد تغطية الإعلام الأميركي خاصة والغربي عامة لتفاصيل حادث اطلاق النار في اريزونا، الذي أودى بحياة ستة أشخاص، وأدى إلى اصابة اكثر من 14 بينهم النائبة الديمقراطية في مجلس النواب غابرييل غيفوردز كرست، حقيقة ليست جديدة، وهي ازدواجية معايير ذلك الاعلام، الذي اختلق ذلك الفارق بين مطلق النار في اريزونا جاريد لي لوغنر، ومطلق النار في قاعدة فورت هود في تكساس الطبيب الاميركي من اصل فلسطيني نضال مالك حسن عام .2009 واتخذ معظم الصحف ومحطات التلفزيون الأميركية، ولاسيما ذات التوجهات اليمينية من الخلفية العرقية والثقافية لكل من الرجلين مبرراً لتعمد الاختلاف في التناول، فحسن صاح لدى بدئه في اطلاق النار «الله اكبر» وهذا يعني انه مسلم، وأن الارهاب والعنف نزعة طبيعية في تكوين شخصية العربي المسلم حتى وإن كان يحمل الجنسية الاميركية ويعيش في الولايات المتحدة، بينما توجه لوغنر الى النائبة غيفوردز قبل اطلاقه النار بالسؤال: ما الحكومة اذا كانت الكلمات بلا معنى؟ فهو مريض نفسياً ويعاني اختلالات عقلية او مشكلات ومتاعب اجتماعية، واذا كان طبيعياً فهو مجرد اميركي عادي يعبر عن احتجاجه بطريقته الخاصة، في اطار القيم والمبادئ الثقافية ومفاهيم الحريات العامة المتعارف عليها، ولاسيما حرية التعبير. ويقول الصحافي البريطاني مايكل توماسكي، إن من ابسط الامور وأكثرها سهولة ايجاد التصنيف السياسي والاجتماعي والثقافي لـ«لوغنر» او مبرر لفعلته، فهو قد يكون من المحافظين او الجمهوريين او حزب الشاي او مجرد محتج على سياسات الرئيس باراك اوباما، او على استمرار الازمة الاقتصادية، ويجد كثيراً من المستعدين للدفاع عن جريمته.

ويضيف توماسكي، واما بالنسبة لحسن فالاحكام والقوالب جاهزة مسبقاً، فهو لا ينتمي الى النسيج الاجتماعي او الثقافي الاميركي او منظومة قيمه، على الرغم من جنسيته الاميركية وخدمته في القوات الاميركية، وإنما هو عربي مسلم، نعم هكذا تصنفه ثقافة تغذية الكراهية وبث النفور وعدم التسامح والتعصب.

ومنذ 2008 سجل ائتلاف وقف العنف المسلح في اميركا اكثر من 25 حادثة قتل باطلاق النار، قام بها متطرفون ينتمون الى اليمين ولديهم النزعة المتأصلة نحو العنف السياسي، ولو سألت اي اميركي عما اذا كان يعتبر لوغنر أحمق، فسيرد تلقائياً: طبعاً لأن كل من يطلق النار على مدنيين ابرياء فهو أحمق، وفي هذا تبسيط ساذج للأمر وتبرئة لليمين المحافظ.

تويتر