«كنداكة» لا تنتظر فارس أحلام وتحقق طموحاتها بنفسها

تعيين «ملكة جمال» جبال النوبة في مكتب رئيس الوزراء السوداني

نتاليا يعقوب انسانة غير مسيسة وغير مؤدلجة. ارشيفية

في بادرة عكست أجواءً ايجابية مختلفة في السودان، تم تعيين ملكة جبال النوبة السابقة، ناتاليا يعقوب، في مكتب رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، وحدد المكتب مهام يعقوب بمتابعة الجانب الاعلامي، ولاقى قرار التعيين مساحات من الترحاب في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما اكتفى البعض بتوصيف الاختيار بأنه يحمل في المقام الأول دلالات رمزية.

3 دلالات

وقال القيادي في حزب «المؤتمر» السوداني، مسؤول مكتب الحزب بالقاهرة، محمد داوود، لـ«الإمارات اليوم»، إن «خطوة تعيين ناتاليا يعقوب تعكس ثلاث دلالات مهمة لمرحلة حكم ما بعد الرئيس المعزول عمر البشير، أولاها اعتبار المناطق المهمشة على رأس أولويات الثورة السودانية، وانهاء احتكار المركز للسلطة والقرار، وانعكاس هذا التصور على كل مستويات الحكم والإدارة، وثانيتها مزيد من التمكين للمرأة، باعتبار أن ثورة ديسمبر في أحد أوجهها (انتفاضة كنداكات)، وثالثتها التأكيد على مقولة ان الثورة شبابية، حيث لعب الشباب دوراً جوهرياً في انطلاقها وفعالياتها، ويستحق - أي الشباب - أن يمنح مواقع واهتمام بقضاياه، بهذه المعايير يمكن اعتبار أن ناتاليا يعقوب هي الاختيار المناسب الذي تتحقق فيه هذه الأركان الثلاثة».

وقال الصحافي السوداني موسى رحومة، إن «ناتاليا يعقوب إنسانة غير مسيسة وغير مؤدلجة، ولا تنتمي إلى أي تشكيل في جبال النوبة، وإذا بحثنا عن التمثيل السياسي هناك بلاشك من يتقدمونها بمراحل. لكن يمكن القول في المقابل، إن نتاليا يعقوب تمثل الوجدان النوباوي بوجه عام، وتعبر عن المزاج العام النوباوي، بغض النظر عن السياسة».

وتابع رحومة «القرار رمزي أكثر منه فعلي، فيعقوب قد لا يكون عليها تعويل في تنفيذ مهام سياسية كبرى في قضية الهامش، كما ان هذه المسألة متروكة للساسة والمفاوضات، لكن وجودها في قمة السلطة يعني الكثير، كما أننا نلاحظ أن هذا النوع من القرارات الرمزية، هو الأقرب لطبيعة المرحلة الانتقالية بتعقيداتها، وطابعها الاستثنائي، بغض النظر عن تأييدنا أو رفضنا لهذه القرارات».

يذكر أن ناتاليا يعقوب، انحازت للثورة السودانية والاعتصام أمام القيادة العامة للجيش منذ اللحظة الأولى توافقاً مع اعتبارها أن حصولها على لقب «ملكة الجمال» مجرد مدخل للدفاع عن قضايا وهموم مجتمعها، ونساء جبال النوبة ضد التهميش، وانخراطها في نشاطات واسعة لتحقيق هذا الهدف، لكنها رفضت سابقاً تولي منصب وزير الاعلام والثقافة بعد عرضه عليها من «قوى الحرية والتغيير»، لأنها ترى أن «هناك في السودان من هم أكثر كفاءة وخبرة وقدرة على العطاء في مجال الثقافة منها»، بحسب ما صرحت به لجريدة «الخرطوم ستار».

اشتهرت ناتاليا يعقوب إعلامياً بآرائها القوية في صياغاتها ومضمونها، ومن أشهر هذه التصريحات قولها لصحيفة «صوت الهامش» السودانية في فبراير 2017، عندما سئلت عن موقفها من الحب وفارس الأحلام إن «الحب الحقيقي في حياتي هو العمل والأهل، وهذا هو الحب الكبير ولا أظن أن هناك حباً قد يأتي ويدوس عليه. فأنا ليس لديّ فارس أحلام لكي يحقق لي أحلامي التي أنا قادرة على تحقيقها بنفسي»، وقولها عن الوطن في الحوار نفسه إنه «هذا الذي لا أكون خائفة فيه وأنا أسير على أرضه، ولا يتم اعتقالي فيه إن فتحت فمي برأي».

شهرة

ولدت ناتاليا يعقوب في 21 مايو 1992 في أم درمان، وتنتمي عائلتها الى منطقة أم ضربة جنوب كردفان، وهي الابنة الـ11 ضمن 14 شخصاً هم أفراد هذه العائلة، ويعني اسمها (عيد الميلاد) وتكنّيها قبيلتها النوباوية بـ(كني). لمع نجم ناتاليا يعقوب منذ سنوات تعليمها الاولى في مدارس كومبني، حيث شاركت بالغناء والرقص والتصوير في المسابقات المدرسية، وألفت أغاني بالانجليزية في الثانوية، كما نشطت اجتماعياً لدى دخولها جامعة الأحفاد، لنيل شهادة الماجستير حين شكلت فريق (كرة سلة) نسائياً، ثم نالت شهرة في عموم السودان والخارج بعد اشتراكها في (المهرجان الثقافي لتراث جبال النوبة)، وحصلت على لقب «ملكة جمال جبال النوبة» لعامين متتالين هما 2014، 2015، معلنة من على منصة الفوز اعتزازها بـ«استخدام الزي النوباوي ولونها الأسود، وعدم لجوئها الى كريمات تفتيح البشرة».


- خطوة تعيين ناتاليا

يعقوب تعكس ثلاث

دلالات مهمة لمرحلة

حكم ما بعد البشير.

تويتر