قصة نجاح

صورة

ذات صباح، وقف المزارع الأسود، ملي ميسمانغا، وسط مزرعته يصدر التعليمات لأبنائه في قرية «بسترز»، وهي قرية زراعية في مقاطعة كوازولو ناتال، وظل يتجول حول قطيعه من الماشية. كان هذا المزارع، البالغ من العمر 48 عاماً، من السود القلائل المحظوظين، حيث اشترت حكومة جنوب إفريقيا بعد زوال فترة الفصل العنصري 1112 فداناً عام 2005 من مزارع أبيض، كان يعمل لديه ميسمانغا في السابق، وحولت صك الملكية باسم ميسمانغا ورفاقه المزارعين الآخرين. وكان ذلك جزءاً من مقايضة كبرى في «بسترز» ذلك العام، إذ استحوذت الحكومة على 34 ألفاً و590 فداناً من مزارعين جنوب إفريقيين بيض، وحولت ملكيتها إلى 200 عائلة جنوب إفريقية سوداء، كانت تعيش وتعمل، مثل ميسمانغا، لسنوات عدة في تلك الأرض.

وغيرت هذه الصفقة حياة ميسمانغا وأعادت كتابة مستقبل أطفاله، وفي عام 1991 انتقل ميسمانغا من كونه مزارعاً يكسب ما يقرب من 18 دولاراً في الشهر كأجرة على عمله، إلى مالك للأرض نفسها، فضلاً عن امتلاكه قطيعاً كبيراً من الماشية.

ويقول إنه يدعم التزام الحكومة بإعادة تخصيص المزيد من الأراضي الزراعية للسود، ففي سوق العمل الكئيبة في البلاد، يوجد نحو 30% من السود في جنوب إفريقيا عاطلون عن العمل، مقارنة بـ7% من البيض. وستوفر الزراعة المزيد من الأمن لأطفاله، أكثر من إرسالهم إلى الجامعة، ويقول «يمكنني إنفاق أموالي في الاستثمار على الأرض التي ستساعد أطفالنا، وهذا ما يجب أن يستغله الرجل الأسود من هذه الفرصة».

لكن مشروع الإصلاح الزراعي، الذي شارك فيه ميسمانغا وعائلته قبل 13 عاماً، كان مختلفاً عن الوضع الذي تجري مناقشته اليوم. في ذلك الوقت، وبعد أن قدم العديد من عمال المزارع مطالبات في المنطقة، توصلت جميع الأطراف - 20 من أصحاب الأراضي البيض و199 من الأسر السوداء - إلى اتفاق لنقل ملكية أكثر من 20% من الأراضي في منطقة «بسترز» لتلك الأسر. اشترت الحكومة هذه الملكية من المزارعين البيض بسعر السوق - نحو 14 مليون راند ( 2.5 مليون دولار) في ذلك الوقت. ما يقرب من 80% من المساحة ظلت تحت ملكية المزارعين البيض، ومازالت حتى اليوم. كما قدمت الصفقة أموالاً للحكومة لمساعدة المزارعين الجدد على بدء حياتهم. على سبيل المثال، تلقى ميسمانغا بضع عشرات من الأبقار لتصبح في الوقت الراهن قطيعاً من 380 بقرة.

تويتر