اخترع جهازاً ينتج الكهرباء والغاز بوساطة المواد الكيميائية

شاب فلسطيني يسعى إلى إنهاء معاناة غزة

الشاب إبراهيم سعد لم يقف مكتوف اليدين أمام ما يتعرض له سكان غزة من أزمات. الإمارات اليوم

عندما يولد الإبداع من رحم المعاناة تكون الصورة فلسطينية بامتياز، فاشتداد الأزمات وتفاقم المعاناة في قطاع غزة جراء نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي بفعل إغلاق الأنفاق الحدودية والمعابر التجارية، يدفعان بعض الشباب المبدعين لإخراج طاقاتهم وإبداعهم لتقديم حلول تحاول التخفيف من هذه الأزمات.

الشاب الفلسطيني إبراهيم سعد، البالغ من العمر 18 عاماً، هو أحد هذه النماذج، حيث انه لم يقف مكتوف اليدين أمام ما يتعرض له سكان غزة من أزمات، وحوّل منزله إلى مختبر يجري فيه تجاربه، ويبتكر اختراعاته، ويطبق إبداعاته، إذ تمكن من إنجاز اختراع يخفف من معاناة الناس، في سابقة هي الأولى من نوعها محلياً.

الشاب سعد، وهو من سكان مدينة غزة، اخترع جهاز «X_Zero Water Volt»، حيث أمضى شهرين وهو يجري التجارب عليه، وذلك بهدف إنهاء معاناة أهالي القطاع المتمثلة في توفير الغاز والوقود.

وتقوم فكرة الجهاز، بحسب الشاب إبراهيم سعد، على إنتاج الكهرباء والغاز معتمداً على المواد الكيميائية، وذلك عن طريق تحليل المياه وغاز الهيدروجين على المواد الكيميائية، فيما يوصل الجهاز بمولد كهرباء فارغ من الوقود، وموصول ببطارية تضمن استمرار وجود شحنة كهرباء فيها بعدما يتم الانتهاء من تشغيله، ليتم تشغيله مرة أخرى.

يقول المخترع الغزي لـ«الإمارات اليوم» إن «الجهاز الذي اخترعته بسيط، وفكرته تسخين المياه فقط، قبل أن أعمل على تطويره ليشمل إنتاج سائل وكهرباء معاً، وبعد أن قمت بتطويره أصبح الجهاز يستهلك 99% مياهاً و1% مواد كيميائية».

ويضيف أن «الجهاز يضمن حل مشكلتَي الوقود وغاز الطهي بشكل كامل، وذلك لو تم تبنيه وتطبيقه وعمله بشكل مصغر، ليوضع في البيوت وفي الشنط الخلفية للمركبات المتنقلة».

ويوضح الشاب سعد أن كلفة المواد التي تستعمل في تشغيل الجهاز بسيطة، مشيراً إلى أن هذا الجهاز يحتاج إلى بعض التطوير البسيط حتى يضمن استخدامه بشكل آمن في المنازل.

هذا الاختراع ليس الوحيد للشاب إبراهيم سعد، بل هو واحد من بين 15 فكرة لمشروعات أخرى يعكف على إنجازها، لكنها تحتاج إلى الدعم المادي ليبدأ في تنفيذها، أهمها تحويل مياه الصرف الصحي إلى كهرباء، وتحويل غاز السيارات السام إلى مياه، وتوليد الكهرباء من البحر.

ومن بين المشروعات التي ينجزها الشاب سعد، تصميم مخطط لفكرة إنشاء مصنع لتدوير القمامة في غزة، بهدف القضاء على الفقر والبطالة، إضافة إلى فكرة بعنوان «المنزل الذي تعيش فيه يمكنك تحويله لشركة توليد كهرباء».

واخترع الشاب الغزي جهازاً بسيطاً لتشغيل الإنترنت عن طريق خلايا الطاقة الشمسية، حال انقطاع الكهرباء، فيما يحلم بإنشاء مصنع لتنفيذ اختراعاته التي لاتزال أفكاراً بالنسبة لديه، كما ينوي إكمال تنفيذ اختراعاته، وذلك لمساعدة المحاصرين في قطاع غزة.

وأنهى الشاب إبراهيم سعد دراسته الثانوية العامة في القسم العلمي قبل شهور عدة، ويعتزم دراسة الكيمياء في الجامعة، ويهدف أن يكون أحد المخترعين الفلسطينيين الناجحين في خدمة شعبهم.

وكان المخترع الغزي قد بدأ الاهتمام بالكيمياء والاختراعات منذ الصف التاسع، خصوصاً بعد أن حظي باهتمام وتحفيز مدرسيه، كما يعمل على رسم تصميمات لكل اختراع قبل البدء في تنفيذه، ويستفيد من كل معلومة علمية بمعرفة تفاصيلها عبر التطبيق العملي.

تويتر