غراهام أليسون أكد وجود سوء فهم متبادل حول سياسات البلدين

خبير: وتيرة العداء بين أميركا والصين ارتفعت مع وصول ترامب للسلطة

الخبير والمحلل الدولي غراهام أليسون. أرشيفية

أجرى موقع غولدمان ساكس «توب مايند» حواراً مع كبير محللي الأمن القومي الأميركي والخبير في الشؤون الدولية، غراهام أليسون، حول العلاقات الأميركية الصينية، حيث تضمنت أضابير الحوار سوء التفاهم بين القوتين العظميين وعلاقة الصين بروسيا في ضوء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وما إذا كانت العلاقات بين أميركا والصين ستشهد مزيداً من التدهور، وهل سيتحول الأمر في النهاية إلى حرب باردة بين البلدين. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار:

■ كيف تصف العلاقة بين أميركا والصين في الوقت الراهن؟

■■ في كلمة واحدة: «سيئة»، وفي كثير من الكلمات «سيئة للغاية»، ولسوء الحظ تدهورت العلاقة إلى أسوأ حالاتها منذ أن بدأ وزير الخارجية الأميركي الراحل هنري كيسنجر ورئيس وزراء الصين الراحل أيضاً شوان لاي محادثاتهما لإعادة العلاقات بين البلدين قبل أكثر من 50 عاماً.

■ ما الأسباب التي جعلت العلاقات بين البلدين تصل إلى هذه الدرجة؟

■■ ارتفعت وتيرة العداء مع وصول الرئيس السابق دونالد ترامب إلى منصبه، وفي الواقع أنه عندما تهدد قوة صاعدة بسرعة بإزاحة قوة حاكمة كبرى يصبح كل منهما عدائياً بشكل متزايد تجاه الآخر. لا أحد ينكر أن الولايات المتحدة قوة حاكمة هائلة ظلت مهندسة وحامية النظام الدولي الذي منحنا أكثر من سبعة عقود دون حرب بين القوى العظمى، وكما رأينا في حالة القوى الحاكمة الأخرى، والتي أسميها «متلازمة السلطة الحاكمة»، فقد صدم الأميركيون من فكرة أن الصين لا تلتزم بالوضع الذي خصصته لها الولايات المتحدة في النظام العالمي الذي تقوده. ومن ناحية أخرى، فإن أي شخص عليم بالشؤون الصينية يعرف أن رؤية الصين لدورها في العالم هي أنها مركز الكون. في لغة الماندرين، كلمة الصين تعني المملكة الوسطى، أي صاحبة العلاقة بين الأرض والسماء. إنها الشمس التي يدور حولها كل الآخرين.

■ ما الأسباب التي تجعل كلاً من الولايات المتحدة والصين تسيئان فهم بعضهما للآخر؟

■■ يبدو أن كلتيهما تسيئان فهم حقائق السياسة الداخلية التي تشكل السياسة الخارجية في البلدان الأخرى، ومن الأمثلة الحية على ذلك عدم فهم كل جانب لحادثة البالون في وقت سابق من هذا العام، ويبدو أن الصينيين لم يتوقعوا أن يتعامل الرئيس جو بايدن بحزم مع هذا الحادث لدرجة أنه اضطر لإلغاء اجتماع كان متفقاً عليه بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن والرئيس الصيني شي جينبينغ، الأمر الذي دمر ثلاثة أشهر من العمل الشاق من قبل الجانبين للتحضير لفصل جديد في العلاقات الأميركية الصينية، ولم يتمكن الأميركيون من فهم كيف يمكن لشي أن يرسل بالون تجسس إلى الولايات المتحدة قبل الموعد المحدد لانعقاد هذا الاجتماع الحاسم. حاولت أن أشرح للناس في بكين وواشنطن أن وجهات النظر هذه كانت ساذجة بالقدر نفسه. فكرة أن شي كان على علم ببالون التجسس هذا كانت فكرة مجنونة. إنه لا يعلم.

■ ماذا يعني تعاطي الصين مع الصراع الروسي الأوكراني؟

■■ لقد كشف دعم الصين لروسيا في الحرب مع أوكرانيا عن حقيقة غير مريحة لايزال غالبية المراقبين الأميركيين غير راغبين في الاعتراف بها، فقد عقدت الصين تحالفاً غير معلن مع روسيا، وهذا التحالف مثير للإعجاب لأن هاتين الدولتين لديهما أسباب كثيرة تجعلهما خصمين، فهما تشتركان في حدود طويلة تعج بالنزاعات الإقليمية، وعلى الخرائط الصينية تحمل القاعدة البحرية الروسية الأكثر أهمية في المحيط الهادي اسم فلاديفوستوك، وهو اسم صيني وينظر إليها الصينيون باعتبارها أرضاً يمكن استعادتها في مرحلة لاحقة، فالصين دولة ضخمة ذات موارد طبيعية قليلة، بينما عبر الحدود في سيبيريا تمتلئ الأراضي الروسية الواقعة شرق جبال الأورال بالموارد الطبيعية، ولكن عدد سكانها قليل، لذا فإن الصين وروسيا خصمان طبيعيان، ولكن الرئيس الصيني تحدى التوقعات في بناء علاقة وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.

تويتر