كتلة الشباب والملونين مُستاءة من الوضع الاقتصادي

الأصوات المتأرجحة في أميركا ستقرر مصير الانتخابات المقبلة

صورة

السؤال الأكبر في السياسة الأميركية اليوم، هو لماذا بات دعم الرئيس جو بايدن ضعيفاً للغاية؟ وعلى الرغم من وجود الكثير من النظريات - بدءاً من سن بايدن إلى أسعار البنزين والانسحاب من أفغانستان - فمن الصعب أن نكون واثقين من الإجابة. يمكن أن يعتمد الاستطلاع القياسي من النوع المقتبس في التقارير الإخبارية على عينة مكونة من 1000 شخص.

قد يكون للاستطلاع الذي يطرح أسئلة على الناخبين في ولاية متأرجحة بعض الإجابة، ولا شك أن هذه النتائج تسفر عن معلومات مفيدة، لكن إذا كنت تريد أن تنظر في تلك الاستطلاعات حول ما يعتقده البروتستانت من أصل لاتيني في الرئيس بايدن، على سبيل المثال، فإن الأرقام أصغر من أن تتوصل إلى استنتاجات، لقد وجدنا طريقة للتغلب على هذه المشكلة. خلال العام الماضي، طرحت «يوغوف» أسئلة على إجمالي 49000 أميركي في سن التصويت، إذا قمت بتجميع إجاباتهم، كما فعلنا هذا الأسبوع، يمكنك اكتشاف ما يحدث بالفعل.

ولأن معظم الناخبين الأميركيين هم حزبيون والآراء حول المرشحين متكلسة للغاية، فإن قلة قليلة من الأشخاص الذين صوّتوا لجو بايدن في عام 2020، سيصوتون لدونالد ترامب، في نوفمبر، أو العكس. وفي انتخابات متقاربة، يكون للناخبين المتأرجحين قيمة مضاعفة، لأنهم يُطرحون من جانب، ويُضافون إلى الجانب الآخر. ومع ذلك، فإن العثور عليهم يشبه البحث عن نبتة نادرة في غابة كثيفة.

ويقترب بايدن وترامب من التعادل في استطلاعات الرأي الوطنية (أداء ترامب أفضل من ذلك في الولايات المتأرجحة). وبشكل عام، مقارنة بعام 2020، هناك تحول بنسبة نقطتين مئويتين لمصلحة ترامب، وهذا التغيير مرده لمصدرين.

دعم طرف ثالث

الأول يتكون من الأشخاص الذين صوّتوا لمصلحة بايدن في عام 2020، ويقولون الآن، إنهم إما باتوا مترددين أو يدعمون طرفاً ثالثاً أو يخططون لعدم التصويت. وهذا تذكير بأنه إذا وصل روبرت كينيدي جونيور إلى بطاقة الاقتراع في الولايات المتأرجحة، فيمكنه ترجيح كفة الانتخابات. ويرفض كينيدي، الذي برز بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي، التساؤل حول ما إذا كان أيهما أسوأ بالنسبة لأميركا، بايدن أو ترامب، ويقول: إن استطلاعاته الداخلية تُظهر أنه يجذب بشكل أساسي الناخبين المستقلين، وليس فئة ناخبة بعينها. ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي الأخرى إلى أن ارتفاع دعم الطرف الثالث قد ألحق المزيد من الضرر ببايدن.

المصدر الثاني لضعف بايدن يتمثل في الناخبين المتأرجحين الحقيقيين، الذين هجروه لمصلحة ترامب. ومن بين 49000 ناخب، صوّت 465 فقط لمصلحة ترامب في المرة الأخيرة، ويقول هؤلاء إنهم سيدعمون الآن بايدن. وهناك 632 ناخباً تركوا بايدن واتجهوا للتصويت لمصلحة ترامب. وكثير من الناس الذين يتذكرون الفوضى التي شهدتها رئاسة ترامب واختتامها بأعمال المشاغبين، واطلعوا على بيانات الوظائف الأخيرة، سوف يتساءلون عمّا يفكر فيه هؤلاء الناس، وتحتوي عينتنا الضخمة على بعض الإجابات حول ذلك أيضاً.

ولا ينظر الناخبون المتأرجحون إلى انتخابات هذا العام كما يرغب الجمهوريون في أن ينظروا إليها، فالهجرة ليست القضية الأكثر أهمية بالنسبة لهم. كما أنهم لا ينظرون إلى الأمر كما يرغب الديمقراطيون. والقضية الأكثر أهمية بالنسبة لهم ليست الدفاع عن الديمقراطية، أو سياسة المناخ، أو الإجهاض. إنه التضخم الذي يظل ثابتاً، يليه الاقتصاد، فالسياسة أقل أهمية في حياة الناخبين المتأرجحين منها بالنسبة إلى منصات الأخبار والحزبيين الملتزمين. وربما لا يعرف المتأرجحون الكثير عن موقف بايدن بشأن الغاز الطبيعي أو كوريا الشمالية، لكنهم يعرفون أن البيض باهظ الثمن، وأن القيادة إلى العمل مكُلفة للغاية.

غضب مستمر

النتيجة الأخرى، وربما الأكثر إثارة للدهشة، هي ماذا يقصد بالناخبين المتأرجحين؟ إنهم أولئك الذين من المرجح أن يتحولوا من بايدن إلى ترامب، وهم آباء غير بيض لأطفال في سن المدرسة. وقد يعكس ذلك الغضب المستمر من عمليات إغلاق المدارس لفترات طويلة أثناء الوباء. كما أنه يعكس اتجاهاً ملحوظاً، وهو أن العرق والتصويت أصبحا غير مستقرين. وهذا أمر مثير للقلق على المدى القصير، لأنه يجعل عودة ترامب إلى البيت الأبيض أكثر ترجيحاً. ومع ذلك، إذا نظرنا إلى أبعد من ذلك في المستقبل، فإنه يُعدُّ نعمة. إن إقامة ديمقراطية متعددة الأعراق، حيث يصوّت كل فرد وفقاً لعرقه، يشكل احتمالاً مرعباً. وينبغي للسياسة أن تكون منافسة بين الأفكار وليس بين الهويات، وأميركا تتأرجح في هذا الاتجاه.

ميول يسارية

هناك أداء جيد حقاً في الانتخابات الخاصة مع إقبال عام طفيف للغاية، ويرجع ذلك على الأرجح إلى مجموعة من المُدمنين السياسيين البيض الليبراليين الأكبر سناً من ذوي الدخل المرتفع، الذين يركزون اهتمامهم على هزيمة الحزب الجمهوري في عهد ترامب. وفي الوقت نفسه، تشير بعض الاستطلاعات إلى أن الأميركيين غير متأكدين مما إذا كانوا يفضلون ترامب على بايدن.

في نهاية المطاف، ما يهم هو نوعية الأشخاص الذين سيظهرون بأعداد أعلى أو أقل، خصوصاً في الولايات المتأرجحة. وبالنسبة لبايدن، السيناريو المثالي هو أن يقوم الناخبون الشباب والسود الذين لا يوافقون عليه، لكنهم يميلون إلى اليسار، بالتصويت على السياسة بمعدلات عالية، وتظل النساء، في المناطق الحضرية والضواحي، اللواتي يدعمن بقوة حقوق الإجهاض منخرطات بشكل أكبر، كما كانت الحال في عام 2022، وبعض الأميركيين اللاتينيين والبيض من الطبقة العاملة، الذين في المعظم لا يصوتون، لكنهم كانوا متحمسين لترامب في عام 2016 أو 2020، يقررون البقاء في منازلهم. في المقابل، يجب أن يأمل ترامب في الحصول على المزيد من الناخبين المسيحيين البيض، وعدد أقل من الناخبين الشباب والسود.

• في انتخابات متقاربة، يكون للناخبين المتأرجحين قيمة مضاعفة لأنهم يُطرحون من جانب، ويُضافون إلى الجانب الآخر.

 

• القضية الأكثر أهمية بالنسبة لهم ليست الدفاع عن الديمقراطية، أو سياسة المناخ، أو الإجهاض.. إنه التضخم الذي يظل ثابتاً، يليه الاقتصاد.

تويتر