مستفيداً من أخطائه عام 2020

ترامب يضع استراتيجية متعددة الجوانب للفوز في الانتخابات المقبلة

ترامب ظل يسعى في عام 2024 لجعل القواعد تصبّ في مصلحته. إي.بي.إيه

في حين أن العديد من الديمقراطيين لايزالون يعتبرون أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مجرد شخص فوضوي، يجب عليهم أن يأخذوا في الاعتبار أن فريق حملته قد وضع خارطة طريق واضحة للغاية حول الكيفية التي يعتزمون بها استقطاب المؤسسات المختلفة لمصلحتهم. ويبدو أن هناك استراتيجية متعددة الجوانب قد تكون ناجحة مع تدخل انتخابي وإعلامي وقانوني وتشريعي وتدخل طرف ثالث.

وبينما كان ترامب في عام 2020 يسعى لتجاوز قواعد المجمع الانتخابي، ظل يسعى في عام 2024 لجعل القواعد تصبّ في مصلحته. ففي نبراسكا، على سبيل المثال، يحاول حلفاء ترامب الضغط على المجلس التشريعي لتغيير قواعد ولايتهم حتى يحصل الفائز على جميع الأصوات «على عكس نهج الفائز يحصل على كل الأصوات في معظم الولايات الأخرى، يوزّع النظام الحالي في نبراسكا الأصوات الانتخابية بشكل متناسب على المرشح الفائز في كل دائرة من دوائر الكونغرس الثلاث بالولاية، مع منح صوتين آخرين للمرشح الذي يفوز في إجمالي الأصوات على مستوى الولاية».

ومن شأن تغيير القواعد أن يساعد ترامب على تجنبه مصيراً مشابهاً لعام 2020، عندما فاز الرئيس الحالي والمرشح السابق، جو بايدن بأصوات انتخابية من إحدى مناطق الكونغرس بينما حصل ترامب على الأربع الأخرى. وهذه المرة، يبدو أن ترامب يريد كل الأصوات، مدركاً أن صوتاً واحداً يمكن أن يحدث الفارق. وتم بناء هذه التكتيكات على الطريقة التي تحركت بها حملة ترامب لتحويل القواعد الأولية لمصلحته.

دعاية مجانية

يعمل ترامب أيضاً على تشغيل الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي على مدار 24 ساعة لمصلحته. وكما هي الحال في عام 2020، استغل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإرسال خطابات متفجرة تهيمن على دورة الأخبار. وعلى الرغم من أنه أصبح مرشحاً رئاسياً تاريخياً، نظراً لأنه يواجه أربع لوائح اتهام رئيسة ودعاوى قضائية مدنية متعددة، يبدو أن نجم الواقع السابق يدرك الفرص التي توفرها له هذه الاتهامات. و«ينفي ترامب ارتكاب أي مخالفات في هذه القضايا».

واستخدم ترامب صور المحاكمات وتصريحاته المستمرة – بغض النظر عن أوامر منع النشر – لدفع رواية مفادها أنه ضحية مؤسسة تسعى للنيل منه. وفي الوقت نفسه، خلال الانتخابات التمهيدية وخوض الانتخابات العامة، يدرك أن تغطية مشكلاته القانونية تعني أيضاً الاهتمام المستمر به على عكس بايدن، إذ إنها توفر له دعاية مجانية. ولن تختفي هذه الدعاية في أي وقت قريب، وباستثناء القضية التي ستُعرض على المحكمة في نيويورك هذا الأسبوع، والتي يتفق العديد من المحللين على أنها ربما تكون الأقل احتمالاً لإلحاق الضرر به سياسياً، فقد نجح فريق ترامب القانوني في استراتيجية التأخير والعرقلة، حيث إنه لن يتم إجراء أي من المحاكمات الأخرى قريباً، وتتزايد احتمالات عدم حدوثها بعد انتهاء الانتخابات.

قضية الهجرة

ثم هناك الكابيتول هيل، حيث إن قبضة ترامب على الجمهوريين في مجلس النواب قوية. ولا يقتصر الأمر على أن أغلبية الحزب الجمهوري تتفق مع العديد من وجهات نظره وتدعمه كمرشح، ولكنْ لديه الآن جيل جديد من الجمهوريين فيما يُطلق عليه اسم «ماغا» وهو اختصار لعبارة ترامب بالإنجليزية «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، مثل النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، التي ظلت تستلهم أفكاره وظلت مستعدة لتنفيذ أوامره، حيث عمل هذا الجيل من الجمهوريين على إعاقة أي تقدم في تشريع يحظره من تنظيم حملته الانتخابية.

فعندما قامت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بدفع مشروع قانون يميني الوسط للهجرة والمساعدات الخارجية، حشد ترامب أتباعه في مجلس النواب لإعاقة تمريره. لماذا؟ لأنه أراد أن تكون قضية الهجرة قضيته حتى يستطيع النيل من بايدن.

والآن، تحاول جرين وحلفاء ترامب من الجمهوريين في مجلس النواب منع رئيس مجلس النواب مايك جونسون من المضي قدماً في تقديم المساعدات لأوكرانيا. كما حشد ترامب أتباعه في «ماغا» لإلغاء مشروع قانون يعيد تفويض قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية، وهو برنامج تم وضعه في عام 1978 يهدف إلى تقييد مراقبة الاستخبارات من خلال طلب موافقة المحكمة، الذي يدعي ترامب أنه تم استخدامه للتجسس على حملته، والذي يصفه بأنه رمز «للدولة العميقة».

وأخيراً، هناك مرشحو الطرف الثالث، ويبدو أن غريزة ترامب تخبره أن تحديات الطرف الثالث ستضر بايدن أكثر مما تضره هو في الولايات التي تشهد منافسة حامية. وبحسب ما ورد سيحاول حلفاؤه دعم مرشحي الطرف الثالث بطرق تجعلهم أكثر جاذبية للديمقراطيين - من خلال الترويج لروبرت كينيدي جونيور باعتباره «مناصراً للاختيار» والتأكيد على السجل البيئي لمرشحة حزب الخضر جيل ستاين في المناطق التي يعتقد النشطاء أن الإدارة فعلت فيها أقل بكثير مما وعدت به.

ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، كان المتبرع الوحيد الأكثر سخاءً لكينيدي في لجنة العمل السياسية الخاصة به هو الملياردير تيموثي ميلون - الذي كان حليفاً رئيساً لتيار «ماغا». ويمكن لمؤيدي ترامب الآخرين البحث عن فرص لمساعدة المرشح المستقل والأكاديمي التقدمي كورنيل ويست في أجزاء من الدوائر الانتخابية، حيث يشعر الناخبون هناك بخيبة أمل من دعم بايدن للحكومة الإسرائيلية في حربها على حماس. وهناك المزيد من القرارات الاستراتيجية التي قد يتخذها ترامب.

ولكن مما رأيناه بالفعل، هناك خطة متماسكة إلى حد ما، خطة تعمل على استغلال ترامب للمجمع الانتخابي ووسائل الإعلام والمحاكم والكونغرس والأطراف الثالثة لمصلحة ترشيحه وتضع بايدن في الوقت نفسه في موقف دفاعي. وفي ظل التقلبات التي نشهدها مع التضخم والأحداث الدولية، ينبغي للديمقراطيين أن يدركوا أن هذه الركائز التي تقوم عليها استراتيجية حملته الانتخابية قد تكون كافية لمنحه فترة ولاية ثانية.

• يعمل ترامب أيضاً على استغلال وسائل التواصل الاجتماعي على مدار 24 ساعة لمصلحته. وكما هي الحال في عام 2020، استغل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإرسال خطابات متفجرة تهيمن على دورة الأخبار.

• هناك المزيد من القرارات الاستراتيجية التي قد يتخذها ترامب. ولكن مما رأيناه بالفعل، هناك خطة متماسكة إلى حد ما، خطة تعمل على استغلال ترامب للمجمع الانتخابي ووسائل الإعلام والمحاكم والكونغرس والأطراف الثالثة لمصلحة ترشيحه وتضع بايدن في الوقت نفسه في موقف دفاعي.

تويتر