ديفيد أرمسترونغ يرى أن المدن الساحلية ستتأثر كثيراً

إنترفيو..باحث مناخي: نحن بحاجة إلى التكيف مع أسوأ السيناريوهات

ديفيد أرمسترونغ. أرشيفية

في حوار مع صحيفة «إلبايس»، ناقش الباحث المناخي في جامعة أكستر البريطانية، ديفيد أرمسترونغ، التحولات المناخية والتداعيات الخطرة الناجمة عنها. ويرى مؤلف دراسة حديثة حول نقاط التحول المناخية، أن الوضع سيئ بالفعل، لكنه قد يصبح أسوأ بكثير إذا تجاوزنا نقطة اللاعودة. وفيما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «إلبايس»:

.  ما الذي سيحدث في أجزاء مختلفة من العالم إذا وصل الاحتباس الحراري إلى مستويات معينة؟

..  هناك كثير من الأنظمة المعقدة المختلفة التي لديها هذا النوع من السلوك، وأحد الأمثلة على ذلك هو النظام المناخي، وهناك العديد من المكونات والأجزاء التي يمكن أن تتميز بهذه العتبات التي يتم بعدها إطلاق تغييرات ذاتية الاستدامة، التي تستمر في دفعها إلى حالة جديدة.

.  هل يمكنك إعطاء مثال؟

..  تذوب الطبقة الجليدية في غرينلاند، في الغالب من الجوانب، ولكن نظراً لارتفاعها الشديد، في الوقت الحالي، يبلغ ارتفاعها في المتوسط أكثر من 2000 متر فوق مستوى سطح البحر، ويبدو الأمر كما لو كنت تتسلق جبلاً؛ فالجو بارد جداً في الأعلى، ولكن مع النزول، من الواضح أن الجو يصبح أكثر دفئاً.

.  ما النتائج المترتبة على ذلك؟

..  حسناً، ستستغرق هذه العملية برمتها وقتاً طويلاً، ربما مئات أو آلاف السنين، ولكنها في النهاية ستضيف ما يصل إلى سبعة أمتار إلى مستوى سطح البحر حول العالم، ما سيؤثر في مليارات الأشخاص الذين يعيشون على السواحل. وسيتعين على كل المدن الساحلية أن تنتقل. وحتى في هذا القرن، قد يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تسارع كبير، وهو ما قد يصل إلى الضعف، إذا بدأ هذا النوع من العمليات، في كل من غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية.

.  إذاً، هل هذه هي نقطة التحول التي تقلقك أكثر من غيرها؟

..  إنه سؤال يُطرح عليّ كثيراً، ولكن ليس من السهل الإجابة عنه، لأنني قلق بشأن الكثير. ومن الممكن أن تحدث عملية عدم عودة الغطاء الجليدي، خصوصاً في غرب القارة القطبية الجنوبية، في وقت أقرب وأسرع من غرينلاند، وهو ما يعني ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار ثلاثة أمتار، على مدى مئات الآلاف من السنين. ولكن انهيار بعض أجزاء ما يسمى بالحِمل الحراري، في شمال المحيط الأطلسي، على وجه التحديد، وهي «الدوامة تحت القطبية»، التي تعتبر جزءاً من الدورة الانقلابية الزوالية في المحيط، أي التيار المحيطي الرئيس المنظم للمناخ، والذي قد يحدث في غضون بضعة عقود، وبسرعة كبيرة - إنه أمر بالغ الأهمية.

الأمر ليس واضحاً، لكن بعض النماذج تشير إلى أنه يمكن أن يحدث مع زيادة في درجة الحرارة بمقدار درجتين، ما سيؤدي إلى تبريد المنطقة ببضع درجات، وتغيير العديد من أنماط الطقس، وبالتالي تغيير كل ما يعتمد عليها، مثل الزراعة، ما سيؤثر في أوروبا بشكل كبير.

علينا أن نبدأ بالتفكير في السيناريوهات المتطرفة التي لن تكون فيها الحواجز البحرية كافية في نهاية القرن.

.  كيف سيكون شكل العالم من دون غابات الأمازون المطيرة؟

..  بداية، كما هي الحال مع الشعاب المرجانية، سيكون من المأساوي أن نفقد هذه الميزة المذهلة لهذا الكوكب. لقد تطورت على مدى ملايين السنين، وبعض الأنواع التي كانت موجودة منذ ملايين السنين أصبحت على وشك الانقراض، وهذا يبدو لي نوعاً من الجريمة الكونية.

.  حسناً، بدلاً من الاستسلام، في هذا الفضاء المعقد المملوء بالشكوك، ما الذي يمكن فعله لتحسين الوضع؟

..  يجب أن تكون الرسالة الرئيسة هي: كلما تمكنا من الحفاظ على درجة حرارة أقل، خصوصاً الحد الأقصى لذروة الاحترار، كان ذلك أفضل. وهذا يعزز هدف اتفاق باريس، المتمثل في الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، والحاجة إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى الصفر. وهذا يعني التخلص التدريجي السريع من صناعة الوقود الأحفوري، لأنها مسؤولة عن نحو ثلثي الانبعاثات.

عن «إلبايس»

تويتر