حسين آغا يرى أن عباس يسعى إلى السلام عبر الدبلوماسية

باحث في الشؤون الفلسطينية: حل الدولتين يعالج المشكلة بشكل كامل ونهائي

محمود عباس من أوائل أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية الذين حددوا الدبلوماسية باعتبارها الطريق لتحقيق التطلعات الفلسطينية. أ.ف.ب

الدكتور حسين آغا زميل أول في كلية سانت أنتوني في جامعة أكسفورد. على مدى السنوات العديدة الماضية، اجتذب هو والمبعوث الأميركي لإيران، روبرت مالي، اهتماماً واسع النطاق بسبب مقالاتهما حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في مجلة «نيويورك ريفيو أوف بوكس». كما شارك الدكتور آغا في تأليف عدد من الكتب مع الباحث في الشؤون الاستراتيجية أحمد الخالدي. وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة التي أجراها معه الصحافي المستقل روجر غايس:

■ على الورق يستطيع الفلسطينيون أن يقبلوا حل الدولتين، أو يمكنهم المضي قدماً نحو خيار الدولة الواحدة، لكن في العالم الحقيقي ما هي الخيارات المتاحة أمام الفلسطينيين حقاً؟

■■ تشتمل أي خطة على سياسات وآليات محددة قابلة للتنفيذ، لتحقيق أهداف معينة. في السياسة الفلسطينية، منذ أيام الزعيم الراحل ياسر عرفات فصاعداً، لم تكن هناك عادة خطط واضحة في حد ذاتها. وبدلاً من ذلك، هناك اتجاه غامض، إما أن ينجرفوا إليه أو يأملوا اتباعه. في حالة أبومازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس)، الوجهة هي اتفاق الوضع النهائي مع إسرائيل، والطريقة هي المفاوضات، والشرط الأساسي هو عدم العنف. وهذا ما يؤمن به محمود عباس ويسعى إليه، وهو مشروع حياته. لقد كان من أوائل أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية الذين حددوا الدبلوماسية باعتبارها الطريق لتحقيق التطلعات الفلسطينية. منذ أوائل السبعينات، كان لديه ملف التعامل - في البداية - مع اليهود المناهضين للصهيونية، ثم اليهود غير الصهاينة، ثم اليهود الصهاينة والإسرائيليين. وتوجت هذه العملية باتفاقيات أوسلو التي أشرف عليها ووجّهها. وهذا هو الدافع لوجوده حيث هو الآن. ولو لم يكن يؤمن بإمكانية التوصل إلى اتفاق على الوضع الدائم، لما تمت الموافقة عليه ليكون رئيساً أو زعيماً للفلسطينيين. لا أعتقد أنه مهتم بالحكم في حد ذاته، ولم يصقل نفسه كرجل الشعب، وهو موجود هناك خصيصاً للتوصل إلى اتفاق الوضع النهائي. عباس بصفته رئيس منظمة التحرير الفلسطينية رسمياً ودبلوماسياً، يمثل جميع الفلسطينيين، ويمثل استمرارية الحركة الوطنية الفلسطينية، وبشكل مباشر، الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية ويشكلون رُبع نحو 11 مليون فلسطيني في جميع أنحاء العالم.

■ مبادرة السلام العربية لعام 2002 تتحدث ببساطة عن حل الدولتين، ما هو تعليقكم على ذلك؟.

■■ إن حل الدولتين من وجهة النظر الفلسطينية ينبع من إدراكهم أن عليهم إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإلا فسيتم فقدان كل شيء. ولا يأتي ذلك من إدراك أن هذا سيعالج المشكلة بشكل كامل ونهائي لا رجعة فيه، وتحقيق ما كانوا يناضلون من أجله منذ بداية نضالهم.

■ هل يعالج حل الدولة الواحدة هذه المشكلة الكبرى بشكل أفضل؟

■■ أنا ضد حل الدولة الواحدة. هناك نوعان من حلول الدولة الواحدة، أحدهما مستحيل، والآخر موجود بالفعل، لكن غير مرغوب فيه. لدينا الآن فعلياً دولة واحدة بين نهر الأردن والبحر، حيث تتمتع إسرائيل بدرجات متفاوتة من السيطرة. وفي تلك الدولة يعيش الفلسطينيون تحت الاحتلال في الضفة الغربية أو في سجن في غزة، أو كمواطنين من الدرجة الثانية في إسرائيل. ومن وجهة النظر الفلسطينية، فإن تلك الدولة الواحدة غير مقبولة.

■ بالنظر إلى توقعات المجتمع الدولي، ما هو تصوّرك عن المضي قدماً في عملية السلام خطوة بخطوة؟

■■ إن الطريق إلى الأمام يتلخص في الاعتراف بأن هناك واقعاً في الضفة الغربية يطلق عليه «الاحتلال»، غير مستساغ بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين، فضلاً عن بقية العالم. إن حل الدولتين من شأنه أن يعالج قضية الاحتلال من خلال إنهائه، وعلاوة على ذلك، أصبح السعي إلى إنهاء الصراع برمته، عقبة أمام إنهاء الاحتلال، وعقبة أمام إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية. على العالم أن يعمل بجدية في قلب الصراع لتحديد القضايا وإيجاد طرق لحلها.

تويتر